وفاة 16 شخصاً بكورونا وأطباء يحذرون من تفاقم الوضع شمالي غرب سوريا

أعلن الدفاع المدني السوري، أن فرقه المختصة نقلت، 16حالة وفاة من المشافي الخاصة بفيروس كورونا في شمال غربي سوريا، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ودفنتها وفق الإجراءات الاحترازية.
وأضاف الدفاع المدني عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن فرقه نقلت 39 مصاباً إلى مراكز ومشافي العزل، مع استمرار عمليات التطهير للمرافق العامة وتوعية المدنيين، داعياً المدنيين إلى ضرورة أخذ لقاح كورونا، واتباع إرشادات الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا بما فيها ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين باستمرار.
وشهدت الفترة الأخيرة تسجيل أعداد كبيرة وغير مسبوقة بالإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) في شمال غرب سوريا، حيث بلغت قرابة جديدة 800 إصابة جديدة وفقاً لشبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة.
وبحسب إحصائيات الشبكة تم تسجيل 519 إصابة في محافظة إدلب و281 إصابة في ريف حلب، مشيرةً إلى أن الحصيلة الإجمالية للوفيات شمال غربي سوريا ارتفعت إلى 1463، والإصابات إلى 79 ألفاً.
فيما شهد يوم السادس من أيلول المنصرم أكبر حصيلة إصابات يومية بكورونا، بـ 1554 إصابة، وكانت الإصابات ضمن هذه الفترة فوق الألف إصابة في 28 يوماً.
وقال الدكتور حسام قرة محمد، مسؤول ملف كوفيد - 19 في مديرية صحة إدلب، في تصريحات خاصة لـ"وكالة المجس" إن هذه الفترة تعتبر من أكثر الفترات شدة، منذ بدء الجائحة في مناطق شمالي غرب سوريا ، وذلك من حيث عدد الإصابات ونوعية الأعراض وعدد المرضى المحتاجين لمستشفيات.
وأشار  قرة محمد إلى أن السبب الرئيسي يعود إلى نمط المتحور دلتا الذي بدأ بالانتشار في شمال غرب سوريا، ودخول مجموعة من الوافدين من تركيا ومناطق أخرى يحملون الفيروس.
ومن جانبٍ آخر أكد الدكتور "محمد شهم مكي" مدير مختبر الترصد الوبائي في إدلب، أن سبب انتشار الفيروس يعود إلى ظهور متحور دلتا الذي يملك صفات مختلفة عن الفيروس الأصلي من جهة سرعة الانتشار والفئات العمرية المعرضة للإصابة، فضلاً عن تسببه بأعداد وفيات أكبر من كورونا.
وأشار الناشط الإعلامي "نور الدين الإسماعيل" أن الكثافة السكانية زادت الأمور تعقيداً في الشمال السوري، في ظل عدم التزام الأهالي بالإجراءات الوقائية، نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة التي تجبرهم على الخروج من المنازل إلى أعمالهم اليومية وهو ما يزيد من نسب الإصابات بسبب الاختلاط المباشر مع أشخاص قد يكونوا مصابين بالفيروس.
وأضاف نور الدين أن تخوف الأهالي تجاه الإشاعات المحيطة باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، أصرت بشكل سلبي على عدد المتلقين للقاح، على الرغم من وجود في المراكز الصحية المنتشرة شمالي سوريا.
وعن العوائق التي تواجه المراكز الصحية في شمالي غرب سوريا، أكد "مكي" أن قلة الخدمات الطبية الناتجة عن ضعف الإمكانيات، والنقص الحاد في الأوكسجين والأسرة والمناف، حالت دون قدرة المراكز الطبية على استيعاب جميع المصابين، وهو ما ساهم في انتشار أكبر للفيروس في ظل عدم اتباع الإجراءات الوقائية الصحيحة للأشخاص المعزولين داخل المنازل.
وشدد "مكي" على ضرورة التنسيق مع السلطات لفرض الحجر في المنطقة، وإيقاف المدارس، بالإضافة لتكثيف الاتصالات مع المنظمات المحلية والدولية والشركاء لتزويد المنطقة بالأوكسجين، لافتاً أن أعداد الإصابات في إدلب ستشهد انخفاضاً مطلع الأسبوع القادم، محذراً من ارتفاعها في منطقة عفرين ومناطق ريف حلب الشمالي.
وأضاف مكي أن الحال قد يستمر لما هو عليه لأشهر، مرجحاً تسجيل أعداد أكثر من الوفيات في حال استمرار التدهور في القطاع الصحي، وإهمال الأهالي للاحتياطات والإجراءات اللازمة للوقاية والحد من انتشار هذا الوباء.
وعن اللقاحات والمسحات، دعا الطبيان، مكي وقره محمد، الأهالي في مناطق شمال غرب سوريا إلى التوجه للمراكز الصحية من أجل أخذ اللقاح، لافتين أن الدول التي التزمت به سجلت انخفاضاً بعدد الإصابات، لأنه يعطّل دورة العدوى ويخفض الأعراض التي تظهر على المصابين.
وقال الطبيب حسام قرة محمد: "رسالة أوجهها.. اللقاح السلاح الوحيد والتباعد الاجتماعي، وفرض الكمامة، والغاية من هذا الإجراء تسطيح منحنى الوباء، لأنه عندما يصلني 100 مريض إلى المستشفى في يوم واحد لن تستطيع الكوادر تدارك الأمور، ولكن عندما يصل  10 الكوادر قادرة على العمل".