المراكز الصحية شمال غربي سوريا عرضة للإغلاق بسبب انقطاع الدعم

تشهد مناطق شمال غربي سوريا، موجة غير مسبوقة من تفشي فيروس كورونا تزامناً مع إيقاف المنظمات الإنسانية الداعمة للقطاع الطبي كافة أشكال الدعم عنه ، ما يُهدد بإغلاق العديد من المراكز الطبية أبوابها أمام المرضى.
وكشف مراسل وكالة "المجس" في مدينة إدلب عن انقطاع الدعم المقدم لأكثر من 9 مستشفيات في المدينة ، ما يعوق عملها في استقبال الحالات الصحية المستعجلة، وذلك لاستنفاذها كافة الأدوات الطبية اللازمة لتقديم خدماتها للمرضى.
وأضاف المراسل نقلاً عن مصادر طبية أن المنظمات الداعمة للمشافي أنهت المشاريع والعقود بسبب انتهاء المنح المقدمة وتقليص الدعم من قبل منظمة الصحة العالمية، مبيناً أن المشافي كانت تقدم الخدمات لأكثر من 80 ألف شخص  أغلبهم من الأطفال والنساء، ما يُنذر بتفاقم الأزمات الصحية بسبب تراجع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات بعد انقطاع الدعم عنها.
وطالب فريق "منسقو استجابة سوريا" الجهات المانحة للقطاع الطبي في الشمال السوري، بإعادة الدعم المقدم لتلك المشافي، بسبب ما تشهده المنطقة من انتشار فيروس كورونا، والوضع الصحي والإنساني السيئ لقاطني تلك المنطقة، محذراً كافة الجهات من العواقب الكارثية المترتبة عن إيقاف الدعم المقدم للقطاع الطبي، وما ينتج عنه من انتشار الأمراض والأوبئة في منطقة الشمال السوري.
وفي وقتٍ سابق أوقفت منظمات "هاند اند هاند، وريليف انترناشونال، وسامز، و أس أر دي"الدعم عن 3 مراكز طبية و 6 مشافي في إدلب، وذلك بسبب انتهاء العقود والدعم المقدم من منظمة الصحة العالمية.
وشهدت الفترة الأخيرة تسجيل أعداد كبيرة وغير مسبوقة بالإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) في شمال غرب سوريا، حيث بلغت قرابة 800 إصابة جديدة وفقاً لآخر إحصائية لشبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة.
وفي تقريرٍ سابق لـ"المجس" قال الدكتور حسام قرة محمد، مسؤول ملف كوفيد - 19 في مديرية صحة إدلب، إن هذه الفترة تعتبر من أكثر الفترات شدة، منذ بدء الجائحة في مناطق شمالي غرب سوريا ، وذلك من حيث عدد الإصابات ونوعية الأعراض وعدد المرضى المحتاجين لمستشفيات.
وأشار قرة محمد إلى أن السبب الرئيسي يعود إلى نمط المتحور دلتا الذي بدأ بالانتشار في شمال غرب سوريا، ودخول مجموعة من الوافدين من تركيا ومناطق أخرى يحملون الفيروس.
ومن جانبٍ آخر أكد الدكتور "محمد شهم مكي" مدير مختبر الترصد الوبائي في إدلب، أن سبب انتشار الفيروس يعود إلى ظهور متحور دلتا الذي يملك صفات مختلفة عن الفيروس الأصلي من جهة سرعة الانتشار والفئات العمرية المعرضة للإصابة، فضلاً عن تسببه بأعداد وفيات أكبر من كورونا.
فيما أشار الناشط الإعلامي "نور الدين الإسماعيل" أن الكثافة السكانية زادت الأمور تعقيداً في الشمال السوري، في ظل عدم التزام الأهالي بالإجراءات الوقائية، نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة التي تجبرهم على الخروج من المنازل إلى أعمالهم اليومية وهو ما يزيد من نسب الإصابات بسبب الاختلاط المباشر مع أشخاص قد يكونوا مصابين بالفيروس.
وعن العوائق التي تواجه المراكز الصحية في شمالي غرب سوريا، أكد "مكي" أن قلة الخدمات الطبية الناتجة عن ضعف الإمكانيات، والنقص الحاد في الأوكسجين والأسرة والمناف، حالت دون قدرة المراكز الطبية على استيعاب جميع المصابين، وهو ما ساهم في انتشار أكبر للفيروس في ظل عدم اتباع الإجراءات الوقائية الصحيحة للأشخاص المعزولين داخل المنازل.
وشدد "مكي" على ضرورة التنسيق مع السلطات لفرض الحجر في المنطقة، وإيقاف المدارس، بالإضافة لتكثيف الاتصالات مع المنظمات المحلية والدولية والشركاء لتزويد المنطقة بالأوكسجين، لافتاً أن أعداد الإصابات في إدلب ستشهد انخفاضاً مطلع الأسبوع القادم، محذراً من ارتفاعها في منطقة عفرين ومناطق ريف حلب الشمالي.