حملات تحريض تستهدف السوريين في هولندا

طالبت أحزاب اليمين المتطرف في هولندا، السلطات الهولندية بإغلاق الباب في وجه طلاب اللجوء، وذلك بعد ارتفاع عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى هولندا خلال الشهر الماضي.
وذكرت صحيفة "دا فولكس كرانت" الهولندية، إن 5089 شخصاً تقدم بطلبات لجوء في هولندا -بينهم 1133 لاجئا سورياً خلال شهر أيلول، بزيادة بلغت 36% عن شهر آب الماضي، مشيرةً إلى أن عدد طلبات اللجوء في هولندا زاد بشكل كبير مقارنةً بالعام الماضي.
واستغلت الأحزاب اليمنية المتطرفة ارتفاع أعداد اللاجئين، لشن حملة انتقادات ضد الحكومة والتحريض ضد اللاجئين، وسأل عضو البرلمان "جوست إيردمانز" عن حزب "JA21" اليميني، وزيرة الدولة للعدل والأمن المنتهية ولايته "أنكي بروكرز" قبل أيام خلال جلسة برلمانية "هل تعترف الوزيرة بأن البلاد في أزمة لجوء، لترد عليه الوزيرة بالقول إن هناك تدفقاً أكبر من المتوقع، مبينةً أن هذه الأرقام تشمل أيضاً الأشخاص الموجودين سابقاً في هولندا الذين يتقدمون بطلب للحصول على اللجوء مرة أخرى بعد أن تم رفض طلبهم في السابق.
وتسائل عضو الحزب اليميني عن خيارات الحكومة للحد من تدفق طالبي اللجوء أو لإجراء عمليات تفتيش على الحدود، لترد الوزيرة بالقول إن هولندا "توفر دائماً مكاناً للأشخاص الذين يفرون من الحرب والعنف".
من جانبه واصل رئيس حزب "الحرية" اليميني المتطرف "خيرت فيلدرز" تحريضه ضد اللاجئين وكتب على صفحته الشخصية في فيس بوك إن هناك "أكثر من 5000 من الباحثين عن الثروة في شهر أيلول وسيكون هناك مزيد"، في إشارة إلى أعداد طالبي اللجوء في هولندا خلال شهر أيلول.
وأضاف خيرت "نحن لسنا بحاجة إلى مراكز استقبال لجوء إضافية لكننا بحاجة إلى وقف للجوء وإغلاق للحدود، هولندا ممتلئة"، وادعى أن "الهولنديون يتعرضون للتمييز بشكل منهجي" وأن رئيس الوزراء الهولندي "يعطيهم بلا خجل منازلنا".
وطالب خيرت جميع رؤساء البلديات في هولندا إلى رفض إنشاء مراكز استقبال لمزيد من طالبي اللجوء، زاعماً بأن الهولنديين لا يريدون ذلك، في تحريض واضح على رفض استقبال اللاجئين.
ومن جانبها كشفت دائرة الهجرة والتجنيس في هولندا عن ازدياد تدفق اللاجئين في البلاد للشهر التاسع على التوالي، مبينةً أنه في أيلول الماضي بلغ إجمالي تدفق طالبي اللجوء 5089 طالب لجوء، أما في آب الماضي فقد بلغ إجمالي عدد طالبي اللجوء 3724 شخصاً".
وأوضحت دائرة الهجرة والتجنيس أن عدد طلبات اللجوء الأولى في شهر أيلول بلغ 3962، مشيرةً إلى أن أكبر خمس دول منشأ لطالبي اللجوء الذين قدموا طلب اللجوء الأول ينحدرون من أفغانستان وسوريا وتركيا والصومال واليمن والجزائر.
فيما أدى التدفق المتزايد للاجئين إلى ازدحام في مراكز طالبي اللجوء في البلاد خلال الأسابيع الماضية، وشهد مركز إيواء اللجوء في مدينة تير آبل ازدحاماً كبيراً حيث نام عدد من طلاب اللجوء خلال الأيام الماضية على الكراسي بسبب نقص الأسرة.
وفي تموز الفائت كشفت وزارة العدل والأمن الهولندية أن أكثر من نصف عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى هولندا على مدار السنوات الماضية قد حصلوا على الجنسية الهولندية، وقالت الناطقة باسم وزارة العدل والأمن الهولندية شارلوت هيس حول أعداد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى هولندا على مدار السنوات الماضية أن عدد السوريين الذين وصلوا إلى هولندا هو 45240 شخصا حتى منتصف العام الجاري.
وحول أعداد اللاجئين السوريين الذين حصلوا على الجنسية الهولندية قالت هيس إنه حصل على الجنسية خمسون سورياً في عام 2013، و300 سوري في عام 2014، أما في عام 2015 فقد حصل 600 سوري على الجنسية، وفي عام 2016 حصل على الجنسية 140 لاجئا سوريا، أما في عام 2017 فقد حصل عليها 190 سوريا، و510 في عام 2018، وعن الأرقام الأكبر كشفت هيس عن حصول 2280 سورياً على الجنسية في عام 2019، في حين حصل 15570 سورياً عليها في عام 2020، أما في عام 2021 فقد حصل 3180 سورياً على الجنسية.
وأشارت هيس في معرض كلامها إلى أن الدفعة الأكبر للاجئين السوريين كانت بين عامي 2014 و2015 وهم 27620 وقد تم تجنيس 8000 منهم حتى أبريل الماضي، وبالنسبة للأرقام الواردة فالواضح أن عدد الذين حصلوا على الجنسية الهولندية من السوريين هم 22820 شخصاً حتى شهر أبريل الماضي أي أكثر من نصف اللاجئين السوريين في هولندا.
وتتداول وسائل الإعلام الهولندية أرقاماً متضاربة حول عدد السوريين في هولندا، حيث تقدر صحيفة دا فولكس كرانت عددهم بـ 90 ألفاً، تقول صحيفة NRC إن عددهم أكثر من مئة ألف، وهو ما يتضارب مع الأرقام الصادرة عن الحكومة الهولندية، في حين تشير الأرقام إلا أن الصحف والأحزاب المعارضة للحكومة قامت بوضع أعداد السوريين القادمين إلى هولندا قبل بداية الحرب مع عدد السوريين الذين وصلوا مع بداية الحرب السورية مما جعل عددهم يصل إلى نحو مئة ألف سوري.