ألمانيا تطالب بوقف تدفق المهاجرين والأمم المتحدة تندد باستخدامهم كبيادق سياسية

طالبت الحكومة الألمانية المفوضية الأوروبية، العمل على الحد من تدفق المهاجرين القادمين من بيلاروسيا، إلى بولندا العضو في الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الداخلية الألماني "هورست سيهوفر" لصحيفة بيلد الألمانية، اليوم الثلاثاء، أن تدفق المهاجرين مشكلة لا تستطيع بولندا أو ألمانيا التعامل معها بمفردهما، مضيفاً "يجب أن نساعد الحكومة البولندية على تأمين حدودها الخارجية، في الواقع هذا الأمر ينبغي أن يكون من مهام المفوضية الأوروبية، وأنا أطالبها الآن باتخاذ الإجراءات المناسبة"، مشيراً إلى أن بلاده تؤيد المسعى البولندي في بناء جدار على الحدود مع بيلاروسيا.
وأضاف"لا يمكننا انتقاد بولندا على حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، مضيفاً أنه "ليس باستخدام الأسلحة النارية بالطبع، ولكن بوسائل أخرى متاحة"، وتأتي تصريحات الوزير الألماني بعد أن أعلنت بولندا أنها صدت محاولة قام بها مئات المهاجرين لعبور حدودها بشكل غير قانوني من بيلاروسيا، حيث حذرت من وجود آلاف المهاجرين المحتشدين بالقرب من هذه الحدود التي تُعتبر جزءاً من الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وكان المتحدث باسم الحكومة البولندية "بيوتر مولر"، حذر أمس الإثنين قائلاً: "نخشى حصول تصعيد لهذا النوع من الأعمال على الحدود البولندية في المستقبل القريب وأن يكون ذا طبيعة مسلحة".
وشهدت ألمانيا في تشرين الأول الفائت زيادة حادة في أعداد المهاجرين الآتين من بيلاروسيا عبر جارتها بولندا، حيث بلغ عدد هؤلاء المهاجرين نحو 5000 شخص، وفقاً للسلطات الألمانية، ما أجبر السلطات الألمانية على تشديد الرقابة على الحدود ونشر المزيد من عناصر الشرطة.
وكانت الشرطة الألمانية قد أعلنت، الشهر الفائت، أنها أوقفت نحو 400 مهاجر غير شرعي، بينهم عراقيون وسوريون، على الحدود الألمانية البولندية، وذلك بعد وصولهم إلى الحدود عبر بيلاروسيا.
وقالت الشرطة الألمانية أنها سجلت توقيف 392 مهاجراً على الحدود البولندية في ولاية براندنبورغ، خلال يومي السبت والأحد، وفقاً لوكالة "د ب أ" الألمانية، مضيفةً أن معظم المهاجرين ينحدرون من العراق وسوريا وإيران واليمن، مشيرةً إلى أنهم يصلون ألمانيا عبر ليتوانيا أو بولندا التي يصلون إليها عبر بيلاروسيا.
من جانبها أدانت الأمم المتحدة، أمس، استغلال اللاجئين العالقين على حدود بيلاروسيا وبولندا، داعيةً لعدم استخدام البشر كبيادق سياسية، وذلك في مؤتمر صحفي عقده "ستيفان دوجاريك"، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك.
وجاءت تصريحات دوجاريك كرد على أسئلة الصحفيين بشأن موقف غوتيريش من وجود أكثر من ألف طالب لجوء، معظمهم من الشرق الأوسط، عالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.
وأضاف دوجاريك: "نحن على دراية بما يحدث على الحدود البولندية البيلاروسية منذ فترة، لا ينبغي أبداً استخدام البشر كبيادق سياسية، خاصة عندما تتحدث عن الأشخاص المستضعفين، والذين يطلبون مجرد الحصول على الأمان".
وأضاف: "سواء كانوا لاجئين أو مهاجرين بأي شكل من الأشكال، هناك مبادئ أساسية منصوص عليها بشكل خاص في اتفاقية اللاجئين لعام 1951 والتي يجب أن يحترمها الجميع".
وتنص اتفاقية اللاجئين على الحقوق الأساسية التي ينبغي أن يتمتع بها اللاجئون مثل حرية العقيدة والتنقل من مكان إلى آخر، والحق في الحصول على التعليم، ووثائق السفر، وإتاحة الفرصة للعمل.
ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بالتواطؤ في وصول موجات المهاجرين واللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي وذلك رداً على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده، بسبب الإجراءات القمعية التي اتخذها بحق معارضيه، وجاءت الاتهامات بعد تصريحات علنية لرئيس بيلاروسيا "ألكسندر لوكاشينكو"، قال فيها إن مينسك لن تكبح بعد الآن تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى دول الاتحاد الأوروبي بسبب العقوبات الغربية.
وفقاً لوكالة أسوشيتد برس فقد وصل الآلاف من سوريا والعراق ودول أخرى إلى بيلاروسيا في الشهور الأخيرة على أمل العبور إلى بولندا، ومن هناك، يسعى كثيرون للجوء في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، كألمانيا، واتهمت الكتلة المكونة من 27 دولة بيلاروسيا بمساعدة المهاجرين على دخول دول الاتحاد، للضغط على الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على حكومة الرئيس "ألكساندر لوكاشينكو".
ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، سجلت عمليات تدفق المهاجرين واعتراضهم ووصولهم إلى المنطقة المتوسطية الوسطى زيادة هذا العام، في حين قضى ما لا يقل عن 1113 شخصاً في البحر المتوسط خلال النصف الأول من عام 2021 في أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
وأوضحت “وكالة الإحصاء الأوروبية” (يوروستات)، في تقرير لها، إن 103 آلاف و895 شخصا قدموا طلب لجوء أولي إلى الاتحاد الأوروبي، في أشهر نيسان وأيار وحزيران من العام الحالي، مقابل نحو 48 ألف طلب في الفترة نفسها من العام الماضي، ويظهر التقرير، أن الزيادة في طلبات اللجوء بلغت نسبة 115% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، وبزيادة 9% مقارنة بالربع السابق من العام الحالي، ويأتي السوريون في مقدمة طالبي اللجوء، بـ20 ألفًا و640 طلبًا خلال ثلاثة أشهر، أي بما يشكل خُمس الطلبات الكلية.