قصف جديد يستهدف ميليشيات إيران وحزب الله ينقل شحنة أسلحة إلى حدود لبنان

 استهدف قصفٌ جديد مجهول المصدر، مواقعاً للمليشيات الإيرانية في ناحية البوكمال شرقي دير الزور، مساء أمس الإثنين، في غارات تعتبر الثانية من نوعها في أقل من يوم واحد.
وكشفت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" من مدينة البوكمال، عن سماع دوي أربع انفجارات متتالية قرب الحدود السورية العراقية، تلاها أصوات مضادات أرضية أطلقت في الهواء، مصدرها الميليشيات الإيرانية، فيما لم يتبين حجم الخسائر الناجمة عن تلك الضربات.
وأضافت المصادر أن الضربات استهدفت نقاطاً عسكرية كانت الميليشيات المرتبطة بإيران نشرتها مؤخراً على طول الحدود السورية-العراقية، وأسفرت عن تدمير نقطتين عسكريتين بالكامل، مضيفةً أن سيارات الإسعاف التابعة للحرس الثوري الإيراني، عمدت لنقل الجرحى إلى داخل الحدود العراقية، مرجحةً أن يتم نقلهم إلى المشافي العراقية القريبة من الحدود السورية.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات الإيرانية أخطرت عناصرها بالبقاء بوضعية التجهز الكامل، مع تشديدها على وجوب فض التجمعات والتزام المقار الواقعة ضمن الأحياء المدنية لتجنب غارات جديدة.
وأضافت المصادر أن القصف تزامن مع توترات تشهدها المناطق الحدودية في سوريا، بين الفرقة الرابعة والدفاع الوطني من جهة، والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، على خلفية اتهامات مباشرة لقوات النظام السوري بالمسؤولية عن هجمات مباشرة على المواقع الإيرانية، فضلاً عن اتهامات أخرى بتسريب إحداثيات عسكرية للميليشيات إلى التحالف الدولي، وخلايا تنظيم الدولة.
وفي تقريرٍ سابق كشفت وكالة"المجس" عن إصدار ميليشيا الحرس الثوري الإيراني أوامراً للميليشيات المرتبطة بإيران داخل مدينة البوكمال، بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة بين الميليشيات، بهدف إخضاع قادة من ميليشيا الدفاع الوطني، والفرقة الرابعة، للتحقيق، بتهمة الضلوع بتنفيذ الهجمات الأخيرة التي استهدفت مقاراً، ودوريات عسكرية، فضلاً عن اتهامات أخرى بتسهيل عمل خلايا تنظيم الدولة المنتشرة في المنطقة، ومدهم بالسلاح لتوجيه ضربات موجعة للتواجد الإيراني في المنطقة.
وأشار التقرير إلى اجتماعات سرية موسعة، جرت خلال اليومين الماضيين، ضمت قيادات من ميليشيا الحشد الشعبي، وحزب الله العراقي، والفوج 47، ولواء فاطميون، وذلك برعاية وإشراف من  استخبارات الحرس الثوري الإيراني، في مركز الأمن العام التابع للحرس بداخل المدينة،  وذلك بهدف تحديد هوية الجهات التي تقف خلف الهجمات الأخيرة  التي تطال مواقعهم، وتستثني مواقع تابعة لجيش النظام و مليشيات الدفاع الوطني في المنطقة ذاتها، في اتهام واضح لقوات النظام وميليشياته بالضلوع في تلك الهجمات.
ولفت التقرير أن الميليشيات الإيرانية حرصت في الاجتماعات الأخيرة، على عدم توجيه دعوة للجهات الأمنية وقادة الميليشيات التابعة للنظام السوري، لحضور الاجتماعات، حيث اقتصرت الدعاوى الموجهة على قادة الميليشيات الإيرانية وأبرزهم، مقداد النجفي أحد قياديي الحشد الشعبي، وموسى أبو الزهراء الذي يشغل منصب مسؤول الجهاز الأمني، بالإضافة للحاج مهدي القيادي البارز في الفوج 47، قيادات أخرى من ميليشيا فاطميون الأفغانية.
وأوضح التقرير أن الاتهامات الإيرانية قوبلت برفض شديد من قيادة الفرقة الرابعة، التي هددت بدورها بشن حملات أمنية وعسكرية، تستهدف مقار الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المرتبطة به، في حال قامت الأخيرة باعتراض عناصر الفرقة أو اعتقالهم.
من جانبها استقدمت ميليشيا الدفاع الوطني في المدينة تعزيزات عسكرية جديدة إلى مواقع انتشارها في مدينة الميادين، كما أصدرت تحذيرات شديدة للميليشيات الإيرانية من مغبة التعرض لعناصر الدفاع الوطني والفرقة الرابعة، مؤكدةً أنها ستقوم بكافة الإجراءات ضد تلك الميليشيات حال إقدامها على أي عمل تصعيدي، مهددةً إياها بالاستئصال التام من مناطق البوكمال والميادين بريف دير الزور، وفقاً للمصادر ذاتها.
وفي 12 تشرين الثاني الجاري شنت طائرات حربية مجهولة، عدة غارات على مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية في محيط مدينة البوكمال شرقي دير الزو، حيث استهدفت مقراً للحرس الثوري الإيراني في منطقة الصلبي بمحيط البوكمال كان يضم مستودعاً للأسلحة، كما استهدفت غارات أخرى، مقراً آخر على أطراف منطقة الحزام من جهة البادية السورية.
وفي 15 تشرين الأول الفائت استهدفت طائرات حربية مجهولة، عدداً من المقار التابعة لميليشيا الحشد الشعبي العراقي على الحدود العراقية السورية، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصر ميليشيا حزب الله العراقي وكتائب سيد الشهداء إثر استهداف عدداً من المقار في منطقة الصلبي التابعة لمدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية.
وفي التاسع من تشرين الأول الفائت قصفت طائرات مسيرة مجهولة عدداً من المواقع التابعة للحرس الثوري الإيراني والميليشيات المرتبطة به في محيط مدينة البوكمال بريف دير الزور، مستهدفةً مستودعاً للأسلحة على الحدود العراقية السورية.
وفي وقتٍ سابق تعرضت مواقع لميليشيا الحرس الثوري الإيراني لقصف جوي من طائرة مسيرة مجهولة الهوية، حيث نفذت 5 غارات جوية في قريتي السويعية والسكري بريف البوكمال، إضافة إلى استهداف منطقة الثلاثات جنوبي البوكمال، والتي تضم معسكراً للحرس، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص بينهم شخص يحمل الجنسية الباكستانية وآخر عراقي.
وشهد يوم الأربعاء الفائت، هجمات عنيفة لخلايا تتبع لتنظيم الدولة، على مواقع تابعة للنظام السوري في باديتي حماة وحمص وسط سوريا، ماخلف قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها.
وتتعرض الميليشيات الإيرانية شرقي سوريا، لغارات أميركية وإسرائيلية بشكل متواصل، تستهدف منشآت عسكرية تابعة للميليشيات المرتبطة بإيران في ظل المحاولات الرامية إلى إخراج القوات الإيرانية من سوريا، والحد من قدراتها التسليحية التي قد تشكل خطراً على التواجد الأمريكي شمال شرق سوريا، وعلى أمن الحدود الإسرائيلية-السورية في جنوبي سوريا.
حزب الله ينقل شحنة أسلحة إلى الحدود اللبنانية
تزامنا مع التوتر الأمني وانعدام الثقة بين قوات النظام السوري، والميليشيات الإيرانية، وسط غارات جوية مجهولة باتت تدك معاقل الإيرانيين شرقي سوريا، عمل حزب الله اللبناني بشكل مكثف مؤخراً على تجميع شحنات الأسلحة المُرسلة من إيران ونقلها إلى الحدود اللبنانية، بعيداً عن شرقي سوريا الذي بات مرتعاً للغارات الجوية المجهولة.
وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" إن حزب الله اللبناني نقل كمية من الأسلحة والذخائر من منطقة غرب الفرات إلى مواقعه عند الحدود السورية اللبنانية في ريف دمشق، مضيفةً أنّ الحزب نقل هذه الأسلحة والذخائر من مستودعات تابعة للمليشيات الإيرانية شرقي دير الزور.
وأضافت المصادر أن الأسلحة التي جرى نقلها كانت في منطقة  تخضع لسيطرة كاملة من المليشيات الإيرانية قرب نهر الفرات في ريف دير الزور، مبينةً أن الشاحنات سلكت طريق دير الزور دمشق، وتوجهت إلى الحدود مع لبنان بريف العاصمة، حيث جرى إفراغ الشاحنات في مواقع للحزب ضمن جرود المنطقة.
ويعتبر حزب الله اللبناني من الميليشيات الرئيسية التي تعتمد عليها إيران في لبنان وسوريا، كونه يتمتع بنفوذ سياسي وعسكري واسع في البلدين، ما يخدم المصالح الإيرانية في المنطقة، فضلا عن تواجده على خطوط التماس مع إسرائيل في جنوبي لبنان وسوريا، وهو ما يشكل ورقة ضغط إيرانية على إسرائيل، التي كثفت مؤخراً من ضرباتها العسكرية ومناوراتها السياسية، في مسعى حثيث لإخراج الإيرانيين من سوريا، وإزالة الخطر الإيراني القريب من حدودها مع سوريا ولبنان.


 

ذات صلة