اتفاق بين النظام وإيران على إدخال 100 ألف حاج إيراني إلى سوريا سنوياً

أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية "علي رضا رشيديان"، أمس الثلاثاء، توقيع مذكرة تفاهم مع النظام السوري، تقضي بإرسال 100 ألف حاج إيراني إلى سوريا بشكل سنوي.
وكشف رشيديان، في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية أن تسجيل وإرسال الحجاج الإيرانيين للسفر إلى سوريا سيبدأ في النصف الثاني من كانون الأول العام القادم 2022.
وبحسب رشيديان  فإن منظمة الحج والزيارة الإيرانية، تلقت الموافقة السورية عبر وزير السياحة في حكومة النظام "محمد رامي مرتيني" بعد أن قدمت إيران خطة عبر سفيرها بسوريا، وتقضي الخطة الإيرانية الجديدة أن يغادر الحجاج الإيرانيين إلى سوريا جواً عبر مطار الخميني الدولي، مع إصدار قرار بمنع سفرهم إلى سوريا عبر الطرق البرية، حيث ستقتصر الزيارات على مقامي “السيدة زينب بنت علي” و”السيدة رقية بنت الحسين” في العاصمة السورية دمشق.
وبحسب رشيديان سيتم توقيع عقود الخدمات مع منظمة الحج والزيارة، وستقدمها شركات ذات صلة بها، بالإضافة إلى خدمات تموين ونقل وإقامة ستقدمها المكاتب المرخصة من قبل النظام السوري، مع تعهد منظمة الحج الإيرانية، بتقديم الخدمات الصحية للحجاج في سوريا.
وكشف عن إنشاء مراكز طبية بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري في دمشق، فضلاً عن إجراء اختبارات “PCR” للحجاج الإيرانيين في هذه المراكز.
وعلى الرغم من  أن الإحصائيات الصادرة عن منظمة الحج الإيرانية، لم تكن تشير خلال السنوات الفائتة، لوجود أي برامج لديها لإرسال قوافل الزوار الإيرانيين قبل عام 2019، إلا أن رحلات غير رسمية كانت يتم تسييرها بضوء أخضر حكومي نحو سوريا من قبل وكالات سفر إيرانية مختلفة.
وكانت الرحلات الإيرانية المنظمة تتم إلى المراقد في سوريا، بعيداً عن وسائل الإعلام و بشكل خفي بحجة السياحة، وتحسن الأوضاع الأمنية في سوريا، وتحظى بمرافقة وكادر أمني كامل لحمايتها، وذلك عقب عملية أسر 48 حاجاً إيرانياً ينحدرون من خلفيات عسكرية، على يد فصائل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية عام 2012.
وفي عام  2015 طالبت وزارة السياحة التابعة للنظام السوري، إيران بإعادة فتح باب السياحة الدينية ، لترد إيران بشروط تتضمن تقديم حكومة النظام مشروع خطة أمنية لها، لتفادي تعرض الحجاج الإيراني للأسر على غرار ماحصل عام 2012، تلاها توقيع رئيس منظمة الحج الإيرانية خلال زيارة له إلى سوريا مذكرة تفاهم مشتركة مع وزارة السياحة السورية، نصت على تشكيل لجنة مشتركة بين إيران وسوريا لتوفير التنسيق اللازم لاستئناف إرسال الزوار الإيرانيين إلى سوريا، إلا أن بنود المذكرة لم تنفذ.
في 21 كانون الأول 2019، غادرت أول قافلة رسمية مرخصة من منظمة الحج والزيارة الإيرانية متوجهة إلى دمشق جواً من مطار الخميني الدولي،  وأعلنت منظمة الحج والزيارة الإيرانية حينها أن قرار استئناف الزيارات الدينية إلى سوريا سيكون محدوداً، بحيث تم إرسال ما بين 10 إلى 12 قافلة مكونة من 45 إلى 50 زائراً إيرانياً شهرياً إلى سوريا، أي بمعدل 600 شخص شهرياً.
وبحسب الإحصائيات التي نشرتها منظمة الحج والزيارة الإيرانية، وصل عدد الزوار الإيرانيين إلى سوريا بين 400 إلى 500 زائر شهرياً، وفي المجموع وصل عدد الزوار الإيرانيين في عام 2019 إلى نحو 1300 زائر.
وفد سابق في دمشق لبحث استئناف الرحلات السياحية والدينية
كشفت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، في الثامن من تشرين الثاني الجاري، عن زيارة وفد إيراني برئاسة مدير منظمة الحج والزيارة الإيرانية "على رضا رشيديان" العاصمة السورية دمشق للتباحث مع النظام السوري حول استئناف الرحلات الدينية والسياحية بين الجانبين.
وأشارت الوكالة أن رشيديان، بحث خلال الزيارة مع مسؤولي النظام، التمهيدات المطلوبة حول استئناف الرحلات السياحية والدينية إلى سوريا وزيارة ضريحي السيدة زينب والسيدة رقية، مضيفةً أن السلطات الإيرانية أعدت البروتوكولات الصحية اللازمة وأرسلتها إلى حكومة النظام بهدف استئناف رحلات السياحة الدينية إلى سوريا.
وفي وقتٍ سابق نشرت وسائل إعلام عربية تقريراً تحدثت فيه، عن استمرار توافد أشخاص إيرانيين وعراقيين ولبنانيين إلى سوريا، على الرغم من إصدار حكومة النظام السوري ووزارة الأوقاف، قراراً ينص على إغلاق الكنائس والمساجد، ومقامي السيدة رقية والسيدة زينب، بسبب تفشي جائحة كورونا في سوريا.
وشهدت المحافظات السورية خلال السنوات الفائتة، انتشار أعداد كبيرة من الميليشيات الشيعية التي ينحدر عناصرها من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان وإيران، وذلك في إطار سياسة التجنيد والدفاع عن المقامات التي أعلنتها طهران في سوريا، وتحاول إيران منذ سنوات تعزيز تواجد ميليشياتها في مدينة البوكمال وريفها شرقي دير الزور، وريف حلب الجنوبي، ومنطقة السيدة زينب في دمشق، لجعلها مناطق خاضعة للنفوذ الإيراني بشكل مباشر.
وكانت إدارة الهجرة والجوازات التابعة لحكومة النظام السوري، قد أصدرت في شهر آب الفائت، قراراً يُسمح بموجبه لحاملي أربع جنسيات الدخول إلى سوريا، وشمل القرار حينها كلاً من العراق والكويت والبحرين وباكستان.
وتداولت وسائل إعلام موالية حينها البيان، وذكرت أن سلطات النظام سمحت عبر كتاب وتعميم صادر عن العميد “خالد سليم حديد”، مدير إدارة الهجرة والجوازات لمواطني دولة الكويت والبحرين بالدخول إلى سوريا، وذلك عُقب قرار سابق يسمح لمواطني العراق وباكستان بالدخول إلى الأراضي السورية بغرض زيارة العتبات المقدسة والمراقد الدينية.
وشهد شهر آب الفائت، وصول عشرات الحملات الدينية والحجاج، إلى بلدة السيدة زينب جنوب دمشق، والمزارات الشيعية في مدينة دمشق، رافعين شعارات ذات طابع طائفي وسياسي، وذلك تزامناً مع ذكرى يوم عاشوراء.
وفي وقتٍ سابق قال وزير السياحة السوري السابق، “بشر يازجي”، إن عائدات السياحة الدينية إلى سوريا ارتفعت بمعدل ثلاثة أضعاف، مبيناً في حديث إلى صحيفة الوطن الموالية، أن الشركة السورية للنقل والسياحة حققت عائدات بقيمة 150 مليون ليرة سورية، من جانبها كشفت مؤشرات القطاع السياحي عن ارتفاع نسبة القادمين إلى سوريا بغرض السياحة الدينية في الأشهر الأخيرة من عام 2020، بمعدل 24% مقارنة بالعام الذي قبله، وفقاً لما جاء عبر صفحة الرسمية لحكومة النظام على فيسبوك، فإن عدد السياح الدينيين بلغ 212 ألف زائر بزيادة بلغت 23% قبل الإغلاق بسبب وباء كورونا، ويحمل معظم هؤلاء السياح الجنسية العراقية و البحرينية والكويتية والهندية والباكستانية.

ذات صلة