تصنيف أمريكي جديد يطال هيئة تحرير الشام

أدرجت الولايات المتحدة الأميركية، أمس الأربعاء، “هيئة تحرير الشام” في سوريا وعدة حركات إسلامية في دول مختلفة ضمن قائمة سوداء جديدة، وسط مساعي سابقة من الهيئة لإزالتها من التصنيف الأمريكي المتعلق بقوائم الإرهاب.
وصنفت وزارة الخارجية الأمريكية، هيئة تحرير الشام، ككيان يشكل قلقاً خاصاً، لانتهاكها الحريات الدينية، في تصنيف جديد لم يسبق وأن تعرضت له الهيئة.
وقالت الوزارة، في بيانٍ لها، إن الولايات المتحدة لن تتنازل عن التزامها بالدفاع عن حرية الدين أو المعتقد للجميع وفي كل بلد، مضيفةً أن الإدارة تلتزم بدعم حق كل فرد في حرية الدين أو المعتقد، بما في ذلك من خلال مواجهة ومحاربة المنتهكين والمسيئين لهذا الحق الإنساني.
وشمل التصنيف الجديد إلى جانب هيئة تحرير الشام كلاً من حركة الشباب في الصومال، وبوكو حرام في نيجيريا، والحوثيين في اليمن، فضلاً عن تنظيم داعش بفرعيه في الصحراء الكبرى وغرب أفريقيا، بالإضافة إلى جماعة نصر الإسلام والمسلمين في مالي.
كما أدرجت الوزارة حركة طالبان التي تحولت إلى حكومة في أفغانستان من ضمن الكيانات التي تنتهك الحريات الدينية.
قائمة خاصة بالدول
وضمت القائمة الامريكية الجديدة دولاً قالت عنها الولايات المتحدة إنها تثير قلقاً خاصاً، لمشاركتها أو لتسامحها مع انتهاكات ممنهجة ومستمرة وجسيمة للحرية الدينية، من بينها، ميانمار والصين وإريتريا وإيران وكوريا الشمالية وباكستان وروسيا والسعودية وطاجيكستان وتركمانستان.
ووضعت الوزارة كلاً من الجزائر وجزر القمر وكوبا ونيكاراغوا على قائمة المراقبة الخاصة، للحكومات التي شاركت في الانتهاكات الجسيمة للحرية الدينية أو تسامحت معها.
 وشدد البيان على أن الولايات المتحدة، مستمرة في الضغط على جميع الحكومات لمعالجة القصور في قوانينها وممارساتها، وتعزيز محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
التصنيف الأمريكي الجديد جاء على الرغم من شن هيئة تحرير الشام قبل أيام، حملة عسكرية على فصائل متشددة وتنظيمات سلفية في مناطق سيطرتها في ريف إدلب، ضمن محاولات الهيئة لترسيخ هيمنتها ونفوذها على المشهد العسكري بشكل كامل في تلك المناطق، فضلاً عن كونها تأتي في سياق إثبات التحولات المنهجية التي تعمد هيئة تحرير الشام عبر ماكينتها الإعلامية إلى تصديرها للقوى الإقليمية والدولية.
وسعت تحرير الشام من خلال الحملات العسكرية على الجماعات الجهادية الأجنبية إلى ضمان استمرارها كحاكم مُطلق لمدينة إدلب، فضلاً عن أرسال رسائل للغرب والامريكيين بقدرتها على إنجاح المشروع الإسلامي المحلي الذي تزعم بأنه لن يشكل أي تهديد للدول المحيطة بسوريا.
وشهدت هيئة تحرير الشام منذ تأسيسها عام 2012 وحتى عام 2021 عدة تحولات كبيرة في نهجها السياسي والعسكري، ولعل أبرز تلك التحولات انقلابها على خصومها السلفيين الذين كانوا يوماً من الأيام يلقبون بـ"إخوة الجهاد" حيث شهد مطلع عام 2021 خلافات حادة بين هيئة تحرير الشام وعدة فصائل سلفية أخرى أفضت عن انتصار الهيئة على بعضها وإذعان أخرى لمطالب وشروط الهيئة للحفاظ على وجودها.
ويترأس هيئة تحرير الشام "أحمد حسين الشرع" الذي دخل المعترك الجهادي مبكراً عام 2003 عندما انضم لسرايا المجاهدين في الموصل، ثم اعتقل لاحقاً وخرج من معتقله عام 2010 ليشكل عام 2012 جبهة النصرة التي تظهر حالياً في أحدث صورها باسم هيئة تحرير الشام.

ذات صلة