قتلى بغارات إسرائيلية استهدفت مدينة حمص

قتل وجرح عشرة أشخاص على الأقل بينهم عناصر من مليشيات النظام السوري والمليشيات المرتبطة بإيران، فجر اليوم الأربعاء، جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقعاً للنظام على طريق طرابلس في أطراف مدينة حمص وسط سوريا.
مصادر مطلعة لـ"وكالة المجس" كشفت عن سقوط عشرة صواريخ على الأقل فوق مواقع لقوات النظام السوري على طريق طرابلس غرب مدينة حمص، ما أدى إلى مقتل أربعة وإصابة ستة آخرين على الأقل، معظمهم  من عناصر قوات النظام والميليشيات الموالية لها.
وأضافت المصادر أن الصواريخ الإسرائيلية سقطت بشكل مباشر على مواقع للنظام وفي محيطها ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين، جراء سقوط أحد الصواريخ  في منطقة مدنية بالقرب من محطة "وقود كباش" على طريق طرابلس غرب حمص.
وبينت المصادر أن الصواريخ الإسرائيلية أصابت المحطة الحرارية في المنطقة، وموقعاً ضمن الشركة السورية للغاز غرب قرية المزرعة، وأضافت أن صاروخاً أطلقته الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري، أصاب موقعاً في منطقة الأوراس جنوب حمص، وتسبب بحريق كبير وأضرار مادية في المنطقة.
ووفقاً للمصادر فإن طريق طرابلس الذي استهدفته الغارات الأخيرة يحوي عدداً من المواقع العسكرية التابعة للنظام ومن ضمنها مصانع تابعة لوزارة الدفاع تقع على مشارف مدينة حمص، بالإضافة للعديد من المواقع الرابطة للمنطقة بكلية الإشارة في منطقة الوعر، والرابطة لمواقع النظام باتجاه مصفاة حمص ومحيطها.
وأشارت المصادر إلى أن المنطقة الغربية من محافظة حمص تعتبر مراكز انتشار لمليشيات مدعومة من إيران أبرزها مليشيات الدفاع الوطني وأخرى مرتبطة بحزب الله اللبناني، تتمركز في منطقة المزرعة القريبة من طريق طرابلس غرب حمص، إضافة لقرية أم العظام ومحيطها.
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء الرسمية النظام السوري "سانا"، عن مصدر عسكري قوله، إن إسرائيل "نفذت عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ في حوالي الساعة 01:26 من فجر اليوم من اتجاه شمال شرقي بيروت واستهدفت بعض النقاط في المنطقة الوسطى".
وذكرت الوكالة أن دفاعات النظام السوري تصدت للعدوان وأسقطت معظمها، مشيرةً إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة مدني آخر بجراح خطيرة، وإصابة ستة جنود بجروح، ووقوع بعض الخسائر المادية.
وقبل أسبوع استهدفت صواريخ إسرائيلية، مبنى في جنوب العاصمة دمشق، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام السوري "سانا"، وجاء القصف بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي،" بيني غانتس" أن بلاده ستواصل مواجهة إيران على جميع الجبهات بما في ذلك في الساحة الشمالية التي تشمل لبنان وسوريا.
وفي الثامن من تشرين الثاني الجاري استهدف سلاح الجو الإسرائيلي، مواقع عسكرية لقوات النظام السوري وميليشيا حزب الله اللبناني في محافظتي حمص وطرطوس وسط سوريا.
وذكرت وكالة "المجس" في تقريرٍ سابق أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مقاراً تابعة لحزب الله اللبناني جنوب حمص، مبينة أن المواقع التي استهدفها الطيران الإسرائيلي تقع في كل من شنشار، وضاحية الأندلس، الحسينية، والقعة، جنوب حمص بكيلومتر، كما طاول القصف موقعين لحزب الله في كازية قادش ومعمل فرزات للزيوت المُسيطر عليهما من قبل حزب الله جنوب حمص.
وأضاف التقرير أن بعض الصواريخ التي أطلقتها دفاعات النظام الجوية، في تصديها للغارات الإسرائيلية، سقطت بالقرب من قاعدة "حميميم" الجوية في منطقة جبلة بريف اللاذقية، ما أدى لاشتعال النيران، من دون وقوع أي خسائر بشرية أو مادية.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد قصفت، فجر الأربعاء 3 تشرين الثاني الجاري، مواقع ومستودعات ذخيرة وصواريخ لقوات النظام السوري وحزب الله اللبناني غربي العاصمة السورية دمشق، بعدد من الصواريخ، واستهدفت الغارات الإسرائيلية حينها، مواقعاً للنظام وحزب الله، في بلدة زاكية ومنطقة الكسوة بالغوطة الغربية في ريف دمشق، واستهدفت مستودعات للذخيرة والصواريخ وتسببت بانفجارات وخسائر بشرية ومادية.
كما استهدفت مقر الفوج 137 التابع للفرقة السابعة في قوات النظام، الواقع في منطقة المثلث الواصل بين محافظات ريف دمشق ودرعا والقنيطرة، فضلاً عن مواقع أخرى تابعة لحزب الله تمتد من الحرجلة غرب دمشق وحتى السيدة زينب جنوب دمشق، ضمن قطعات عسكرية تابعة شكلياً للنظام السوري.
إسرائيل تتجاهل الاستياء الروسي من الغارات
في منتصف تشرين الثاني الجاري أشار السفير الروسي لدى إسرائيل "أناطولي فيكتوروف" إلى أن بلاده مستاءة من تزايد الغارات الإسرائيلية في سوريا، قائلاً "هذه ليست الطريق الصحيحة، إننا لا نحب ذلك ونعارض أن تتحول سوريا إلى حلبة مواجهة بين دول أخرى"، مضيفاً أنه على اتصال مع عائلات جنود إسرائيليين مفقودين، وأنه "يتم تنفيذ أي طلب إسرائيلي لفحص معلومات جديدة في سوريا، وندرك الحساسية الإسرائيلية لهذا الموضوع، ونحاول تقديم أكبر مساعدة ممكنة".
ولفت السفير إلى أن بلاده تدعم اتفاقيات إبراهام بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب، لكنها "تعارض تحويل الاتفاقيات إلى حلف بين إسرائيل ودول الخليج ضد إيران". وقال: "إننا لا نعتقد أن الاستقرار الإقليمي يتم من خلال تشكيل تحالفات ضد دولة معينة، ويفضل التعاون"، مشدداً على أنه "لا يجب استبعاد القضية الفلسطينية".
وتطرق فيكتوروف إلى الاتهامات باستهداف إيران لسفن بملكية إسرائيلية، وقال: "لا أعرف من يقف وراء هذه الهجمات.. وشاهدت الصور والأضرار، لكن لا إثبات واضحاً على أن هذه الطائرات المسيّرة من إيران"، موضحاً "أنا لا أدافع عن أحد، لكن إذا كانت هناك مشاكل، ينبغي حلها عن طريق الأمم المتحدة، وإظهار أدلة قاطعة".
وتزامنت تصريحات السفير الروسي مع تناقل وسائل إعلام إسرائيلية معلومات عن تلقي إسرائيل ضوءاً أخضر من روسيا بشأن هجماتها في سوريا، حيث قال كتاب إسرائيليون إن "الهجمات الإسرائيلية في سوريا ستستمر، بسبب الحاجة العملياتية، وكذلك بسبب تداخل المصالح مع السوريين والروس حول الإيرانيين".
وتتعرض مواقع النظام السوري والمليشيات الإيرانية بشكل متكرر لضربات جوية وصاروخية من قبل الجيش الإسرائيلي، وشهدت الغارات الإسرائيلية تكثيفاً لعملياتها في شهر تشرين الأول، وتشرين الثاني الجاري، فيما يكتفي النظام بالإعلان عن تلك الضربات وتصدي دفاعاته الجوية لها، وسط صمت إسرائيلي رسمي عن تبني تلك الغارات.

 

 

ذات صلة