تصريحات للمقداد تنسف الذرائع العربية حول التطبيع مع دمشق

قال وزير الخارجية في حكومة النظام السوري "فيصل المقداد"، إن علاقة نظامه مع إيران "علاقة منسجمة"، مشدداً على أنه لولا هذه العلاقة لكانت الأوضاع ملتهبة في الوطن العربي، على حد وصفه.
وأضاف المقداد في مقابلة تلفزيونية مع قناة سما الموالية، أن "هناك أجواء إيجابية عربية تتطور بشكل يومي ومستمر بشأن الطلب من سوريا العودة إلى الجامعة العربية"، مشيراً إلى أن هناك مواقف تظهر على مختلف المستويات تعمل باتجاه وضع حل للأوضاع في سوريا.
وأضاف أنه على الرغم من الضغوط التي تمارس على بعض الدول، وعلى الرغم من الإشارات التي أرسلت للبعض، هنالك أجواء إيجابية وننتظر الكثير منها خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة.
ولفت المقداد "عندما أتحدث عن أجواء إيجابية لا أتحدث من فراغ، بل بناء على معلومات ومعطيات وتقارير واتصالات، وهذا لم يخفِ نفسه، ولم أتحدث عن لقاءات لم تحدث، أنا أتحدث عن لقاءات حدثت وسوف تحدث خلال الأيام والأسابيع القادمة".
وأشار المقداد إلى أن "مواقف الدول العربية تتمثل بأن الوقت طال، وبأن حنينهم إلى دمشق يزداد، وأنها عنصر أساسي في أي عمل بالمنطقة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وجغرافياً، ولذلك من يفتقد دمشق لا يمكن أن يعوض عنها، موضحاً أن جميع الدول العربية عرفت أنه لا يمكن أن يكون هنالك عمل عربي حقيقي إلا بوجود سوريا
وشدد المقداد على أن النظام السوري يتطلع إلى الحصول على مساعدات من دول عربية وغير عربية لإعادة النهضة إلى سوريا، مشيراً إلى أن الخسائر التي تكبدتها سوريا لاتعوض.
وبخصوص الوضع السياسي الحالي بين المقداد أن الدول التي تدخلت من الجانب الآخر، أميركا وفرنسا وقوى أجنبية أخرى والاحتلال التركي للشمال السوري، والاحتلال الإسرائيلي المستمر للجولان والأراضي العربية، هي احتلالات مؤقتة ولو أننا انهزمنا أمامها لما كانت أتت.
وعن العلاقة مع إيران،  أوضح أنها تقوم وفق العلاقات الطبيعية بين بلدين، مضيفاً "نحن ننسجم في نظرتنا إلى الأوضاع في المنطقة، وفهمنا لضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة وللقدس، وفي نضالنا المشترك ضد الهيمنة الخارجية"
وأردف المقداد لولا العلاقات السورية مع إيران ودول أخرى، والتي من خلالها أوجدنا توازناً من نوع ما، لكانت الأوضاع ملتهبة في الكثير من أجزاء الوطن العربي.
 وعن الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ادعى المقداد أن "الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة على سوريا، ونحن نرد عليها، ليس فقط بإسقاط الصواريخ الإسرائيلية وهو رد كبير، وإنما أيضاً من خلال محاربتنا لإرهابها ولمجموعاتها وأدواتها ولعملائها، وفي إسقاط مشروعها لتفتيت سوريا".
وبخصوص اللاجئين قال المقداد إن المراسيم التي أصدرها رأس النظام السوري "بشار الأسد"، تضمن لكل مواطن سوري غادر أن يعود دون سؤال ودون أي حكم، مدعياً أن حكومة النظام تقدم  جميع التسهيلات والإعانة للعودة، متهماً في الوقت ذاته المنظمات الدولية بأنها لا تشجع المواطن السوري على العودة بأوامر أميركية وغربية، حتى يبقى معادياً لدولته وحكومته.
تصريحات المقداد حول العلاقات مع إيران تعتبر إحراجاً لبعض الأنظمة العربية التي ادعت في وقتٍ سابق أنها تعمل على إعادة العلاقات مع دمشق، لإعادتها إلى الجامعة العربية، وإبعادها عن المحور الإيراني، وهو مانفته تصريحات المقداد

تطبيع يهدف لإبعاد الأسد عن إيران
روجت أطراف عربية لإعادة علاقاتها مع النظام السوري بعد قطيعة بدأت منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، على أنها أحد الحلول للحد من نفوذ إيران المتعاظم في سوريا.
وعُقب زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق، روجت بعض  وسائل الإعلام الموالية للإمارات أن نتائج التطبيع مع النظام السوري، ستتكلل بخطوات تقوم بها دمشق، للحد من نفوذ الإيرانيين في سوريا، تمهيداً لطردهم منها بشكل نهائي.
وربط البعض طرد قائد الحرس الثوري في سوريا، جواد غفاري، أنها جاءت عُقب زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إلى دمشق، وسط تشكيل بأن الإعلان عن انتهاء مهمة غفاري تم قبل الزيارة.
ويُشير مراقبون للعلاقات السورية الإيرانية أنه لا بد من النظر إلى التحالف التاريخي بين النظام السوري والإيراني، قبل الخوض في حظوظ نجاح المقاربة الجديدة التي تتبناها بعض الأطراف العربية، مضيفين أن التحالف بين طهران ودمشق يعود إلى عقود طويلة، وتحديداً منذ تولي الرئيس السوري حافظ الأسد السلطة في سوريا، وتحول مع الوقت إلى تحالف استراتيجي.
وأضافوا أن التحالف بين النظام وإيران تعمق مع تولي بشار الأسد السلطة حتى ما قبل الثورة، وبعد الثورة زادت متانته، وانتقلت إيران من تنفيذ مخططها بالأدوات المدنية، إلى تنفيذها عبر الميليشيات العسكرية التي نشرتها على امتداد الأراضي السورية وخصوصاً في شرقي سوريا.
وأشاروا إلى أنه من المستبعد حدوث أي خلل في العلاقة القوية بين النظام السوري وإيران، مبينين أن إيران التي استثمرت بنظام الأسد في سوريا طويلاً، تحولت إلى حاجة لبقاء النظام السوري، وبالتالي فإن أي رهان على إبعاد الأسد عن إيران، هو بحكم الخاسر".
وكان مركز حرمون قال في دراسة صادرة عنه إن طهران لا ترى أي تهديد جدي لنفوذها في سوريا، جراء الانفتاح العربي على الأسد، واستدل بذلك، بالاتصال الذي أجراه وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، بعد زيارة الأخير إلى دمشق، ووصفه الزيارة بالإيجابية.
وشدد على أن إيران ترى في قدوم بعض الدول العربية إلى النظام السوري، اعترافاً من هذه الدول بانتصار محورها، واعترافاً كذلك بنفوذها الذي استطاعت فرضه بالقوة في سوريا.

.

 

ذات صلة