عودة الاغتيالات في درعا تُنذر بتصعيد جديد

تشهد مدينة درعا منذ بدء التسويات الأمنية التي أجراها النظام السوري، عودة وتيرة الاغتيالات والخروقات الأمنية في المحافظة، وذلك على الرغم من إعلان النظام إنهاء تسوياته الأمنية في درعا بهدف ضبط الوضع الأمني فيها.
مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" أكدت تسارع وتيرة عمليات الاغتيال في المحافظة خلال الأيام الفائتة، وتحديداً في شهر تشرين الثاني الجاري، كاشفةً عن مقتل مدني وعنصران من قوات النظام، برصاص مجهولين، خلال الـ 24 الساعة الماضية، في ريف درعا.
وأشارت المصادر إلى تعرض الشاب "أكرم فايز الزعبي" للاغتيال، إثر استهدافه بالرصاص المباشر من قبل مجهولين في بلدة المليحة الشرقية بريف درعا، صباح اليوم، مضيفةً أن الزعبي مدني ويعمل في مجال الزراعة ولا علاقة له بميليشيات النظام أو فصائل المعارضة المسلحة.
ولفتت المصادر أن قوات النظام السوري عثرت صباح اليوم، الثلاثاء، على جثتين لعنصرين من مرتبات الفرقة التاسعة، قتلوا مساء أمس، بالقرب من دوار المخفر وسط مدينة نوى غربي درعا.
وبينت المصادر أن الشاب "ثامر عبد الحميد" أصيب بجروح خطيرة إثر استهدافه بالرصاص من قبل مجهولين صباح اليوم في بلدة الصورة شرقي درعا، نقل على إثرها إلى المشفى.
ويوم أمس قتل وأصيب عدد من عناصر قوات النظام الأسد، بانفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون غربي مدينة درعا، وأشارت المصادر إلى أن العبوة زرعها مجهولون وانفجرت أثناء مرور سيارة عسكرية لفرع الأمن العسكري على طريق مدينة نوى باتجاه بلدة الشيخ سعد غربي درعا، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من عناصر النظام.
وفي منتصف تشرين الثاني الجاري، استهدف مجهولون بعبوة ناسفة مبنى لفرع أمن الدولة التابع للنظام في بلدة الشجرة بمنطقة حوض اليرموك غربي درعا.
وفي مطلع تشرين الثاني الجاري، شهدت بلدة الشجرة في منطقة حوض اليرموك غربي درعا، عملية اغتيال طالت رجلاً في الخمسين من عمره، قُتل جراء إطلاق نار مباشر تعرض له على أطراف البلدة، حيث كان يستقل دراجته النارية هناك، وكان يعمل كمتطوع في فرع "أمن الدولة"، فيما قتل عنصر من قوات النظام السوري عند حاجز الرادار التابع لفرع الأمن العسكري، والواقع بالقرب من بلدة النعيمة في الريف الشرقي من درعا، إثر استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين، مما أدى إلى مقتله على الفور.
وفي وقتٍ سابق، استهدف عدد من المسلحين المجهولين، سيارة كان يستقلها عضو اتحاد كرة قدم ورئيس لجنة الحكام سابقاً "زكريا قناة" بعبوة ناسفة على مدخل مدينة الصنمين في ريف درعا، ما أدى إلى إصابة زوجته بجروح خطيرة بحسب المصدر ذاته.
وتُشير مصادر المجس، أن معظم الضحايا في عمليات الاغتيال التي جرت في، تشرين الأول الفائت، استهدفت عناصر من اللواء الثامن المدعوم من قبل روسيا، مرجحةً أن عمليات الاغتيال التي تطال عناصر سابقين في فصائل المعارضة، تُشير إلى ضلوع فرع الأمن العسكري فيها، وذلك بغية التخلص من عناصر اللواء، لا سيما الذين كانوا يعملون في فصائل الجيش الحر قبل سيطرة النظام على المحافظة في تموز 2018، والذين يرفضون الانضمام للأفرع الأمنية التابعة للنظام.
وفي مطلع تشرين الأول، سجل مكتب التوثيق في تجمع أحرار حوران 10 عمليات اغتيال في محافظة درعا، في حين وثق المكتب خلال أيلول 11 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 5 بجروح متفاوتة، في حين استطاع ثلاثة أشخاص النجاة منها.
وحملت مصادر متقاطعة في حديث سابق لـ"وكالة المجس" النظام المسؤولية التامة عن الحالة الأمنية وحوادث الاغتيال معللةً ذلك بعودة وتيرة هذه العمليات منذ بدء تنفيذ اتفاقية التسوية الجديدة، وذلك بعد انخفاضها الكبير خلال فترة التوتر، ما يُشير إلى ضلوع النظام فيها عبر خلاياه الأمنية، بعد استدعائهم أثناء التصعيد إلى مهام عسكرية عطلت عمليات الاغتيال التي كانوا يعملون بها.
وأشارت المصادر إلى وجود عمليات أخرى ذات طابع جنائي دافعها الثأر أو الانتقام، وعمليات أخرى تستهدف المتعاونين مع أجهزة النظام الأمنية، إلا أن ذلك لايغير من مجرى الأمور التي يتحمل النظام المسؤولية عنها باعتباره السلطة المسيطرة على الأرض، مشددين على رغبته بإبقاء الفلتان الأمني داخل المحافظة، للانتقام من أهلها وضمان استمرار عمليات الاغتيال بحق الفاعلين في المشهد السياسي والعسكري في المحافظة.
وأضافت أن أحد أهم أسباب فشل النظام في ضبط الوضع الأمني رغم التسويات وجمع السلاح، يعود إلى تجار المخدرات المدعومين من النظام والعملاء الذين يعملون على تصفية النشطاء والكوادر، مشددةً على أن الوجود الإيراني في جنوب سوريا والمتمثل بالميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري، ساهم بشكل كبير في الحفاظ على الانفلات الحاصل في الوضع الأمني، لتسهيل عمليات الاغتيال والإتجار بالمخدرات.
وكانت قوات النظام قد أنهت في تشرين الأول الفائت تسوياتها الأمنية مع المطلوبين في مختلف مدن وبلدات درعا، ونشرت عشرات الحواجز الجديدة بهدف ضبط الأمن الأمني ، حيث دخلت قواته مناطق في بلدات ومدن الشيخ مسكين وإزرع وبصر الحرير ومحجة ومنطقة اللجاة، كما افتتح امركزاً للتسوية في قسم شرطة المحطة، وذلك بهدف استقبال من تبقى من الراغبين بتسوية أوضاعهم من مختلف مناطق المحافظة.
تصعيد في نوى
قتل وجرح عدد من المدنيين مساء أمس الاثنين، بقصف للنظام بالمدفعية الثقيلة على مدينة نوى في ريف درعا الغربي، بعد ساعات على استهداف سيارة عسكرية تابعة للنظام أدى إلى مقتل وجرح عدد من جنوده على طريق نوى– الشيخ سعد.
وقالت مصادر من مدينة نوى لـ"وكالة المجس" إن قوات النظام قصفت المناطق الحيوية في مدينة نوى خلال خروج الطلاب والموظفين ب12 قذيفة هاون، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين، إضافة إلى سقوط تسعة جرحى من المدنيين بينهم حالات خطرة، نقلوا إلى مشفى المدينة
وأشارت إلى أن قصف النظام جاء رداً على استهداف قواته بعبوة ناسفة، صباح أمس الإثنين، في محيط مدينة نوى، قُتل خلالها عدد من عناصره، مبينةً أن الترهيب والانتقام سياسة يعتمدها النظام لإرهاب المدنيين، مرجحةً أن النظام يريد إرسال رسالة مفادها أن أي عملية هجومية ضده ستسفر عن قصف المنطقة التي صدر منها الهجوم.

ذات صلة