ميليشيات النظام ترفض إعادة المنازل المستولى عليها في دير الزور

استولت ميليشيات النظام السوري على عدد من المنازل في مدن وقرى دير الزور، وسط مناشدات من أصحاب تلك المنازل لشيوخ المصالحات والمسؤولين لإجبار تلك الميليشيات على إعادة منازلهم.
مصادر مطلعة في دير الزور، أكدت لـ"وكالة المجس" أن المنازل التي ترفض عناصر الميليشيات التخلي عنها تتوزع على أماكن مختلفة من محافظة دير الزور كـ بلدة صبيخان وقرى الجلاء والمجاودة بالإضافة إلى مدينة البوكمال.
وأضافت المصادر أن العناصر طالبت من أصحاب هذه المنازل دفع مبالغ مالية تبدأ بـ 200 ألف وتصل إلى 500 ألف ليرة مقابل إخلائهم المنازل بحجة أنهم قاموا بحمايتها من السرقة.
ولفتت المصادر أن عدداً من أصحاب المنازل الذين أجروا تسويات مع النظام السوري، وعادوا إلى مدنهم وقراهم، فوجئوا برفض عناصر النظام والدفاع الوطني والميليشيات الإيرانية إخلاء منازلهم التي كانوا قد استولوا عليها منذ سيطرة النظام على محافظة دير الزور، على الرغم من عودة أصحاب هذه المنازل إلى مدنهم، بعد إجرائهم مصالحات مع النظام.
التسوية في دير الزور
بدأت الجهات الأمنية التابعة للنظام السوري  منذ، 14 تشرين الثاني الفائت، عملية المصالحة وتسوية أوضاع المطلوبين في المناطق الخاضعة لسيطرته في دير الزور، وسط تأكيد من مصادر محلية على أن عملية التسوية شهدت فشلاً ذريعاً، واقتصرت على كبار السن والنساء، ممن ليسوا في قوائم المطلوبين للنظام السوري.
وكشفت "وكالة المجس" في تقرير سابق، عن إقبال ضعيف شهدته مراكز التسوية التي أنشأها النظام السوري، وروج لها عبر وسائل الإعلام التابعة له، على أنها ستكون عملية تسوية كبرى لتشمل كافة المطلوبين، مبينةً أن الأهالي لا يرغبون بإجراء تسوية مع النظام السوري، الذي لطالما خرق العهود والتسويات السابقة المُبرمة في درعا وحمص ودمشق.
وأضاف التقرير أن قوات النظام السوري اعتقلت عدداً من الشباب الذين قدموا إلى مراكز التسوية لإجراء عملية التسوية، على الرغم من التطمينات السابقة التي قدمتها وسائل الإعلام التابة للنظام، وبعض شيوخ العشائر الموالين للنظام السوري وعلى رأسهم الشيخ نواف البشير شيخ قبيلة البقارة في سوريا.
ولفت أن الأهالي امتنعوا عن إرسال الشبان عٌقب عمليات الاعتقالات التي ذاع صيتها بين الأهالي، مبينةً أن التسوية اقتصرت على كبار السن في المنطقة والنساء، وسط غياب كبير لفئة الرجال والشبان، ممن أردا النظام استهدافهم بعملية التسوية، بغرض زجهم في صفوف قواته، واستخدامهم في المعارك الدائرة مع تنظيم الدولة في بادية دير الزور.
وأشار إلى أنه وعلى الرغم من وجود مراكز التسوية في مناطق سيطرة النظام السوري، إلا أن الإقبال عليها كان ضعيفاً للغاية، موضحاً أن الصور التي نشرتها وسائل إعلام النظام السوري كانت لأغراض إعلامية، بعيدة عن الواقع تماماً، وكشف أن النظام روج لإجراء التسويات في محافظة دير الزور في محاولة منه لإيهام الأهالي الخارجين عن سيطرته وخصوصاً في مناطق سيطرة قسد باقتراب التوصل إلى حل، وأن سلطاته الأمنية والعسكرية في طريقها للعودة إلى مناطقهم خلال الأيام القادمة.
وبين استقدام النظام السوري لعدد كبير من عناصر الدفاع الوطني، بعد ارتدائهم الزي المدني، لتصويرهم أمام مراكز التسويات، للإيحاء بأن هناك إقبالاً على هذه المراكز، فضلاً عن طلبه من شيوخ العشائر في تلك المناطق بدفع أبناء العشائر العربية لإجراء التسوية مستغلاً سلطتهم العشائرية، مشيرةً إلى أنهم فشلوا في دفع عجلة التسوية إلى الأمام، في ظل رفض الشبان إجراء التسوية.
مصادرة وتوطين شيعي في دير الزور
عملت الميليشيات الإيرانية منذ إحكام سيطرتها على قرى ومدن دير الزور على منع أهالي المناطق من العودة إلى ديارهم، واستبدالهم بعناصر عائلات المنتسبين لها، وتلفيق التهم للسكان الأصليين بالانضمام لفصائل المعارضة أو المشاركة في الثورة السورية لجعل عمليات المصادرة شرعية بحسب منظورها.
وفي حزيران الفائت استقدمت الميليشيات الإيرانية 25 عائلة شيعية، من عوائل العناصر الأجانب الحاصلين على رتبة مساعد، وتجهيز شقق جديدة لهم ليقيموا فيها بحي العمال، في أبنية مجاورة لتلك التي تم الاستيلاء عليها في وقت سابق وإعطائها لمقاتلين أفغان.
وكشف تقرير سابق لـ"المجس" أن العائلات وصلت إلى حي العمال بحافلات كبيرة وبرفقتها عدد من الآليات التابعة للحرس الثوري والتي أمنت طريق العائلات من مدينة تدمر وحتى ودير الزور، حيث وصلت العائلات إلى سوريا منذ ثلاثة أيام فقط عبر مطار دمشق الدولي قادمةً من إيران.
وفي آذار الفائت أقدم مكتب الأصدقاء التابع للحرس الثوري الإيراني بمدينة الميادين شرقي ديرالزور، على تبليغ سكان نحو خمسين منزلاً بضرورة إخلاء منازلهم خلال أسبوع، وتعود ملكية المنازل المصادرة لأشخاص كانوا ضمن صفوف الجيش الحر أو شاركوا بالثورة السورية وغادروا المدينة عقب احتلال الميليشيات الإيرانية لها، وأوكلوا لأقاربهم مهمة إدارة ممتلكاتهم خشية مصادرتها وتحويلها لمقرات.
وفي 18 حزيران، صادرت الميليشيات الإيرانية المنتشرة بمناطق ريف دير الزور شرقي سوريا، عدداً من المنازل تزمناً مع قيام جهات إيرانية ببناء منازل لتوطين قادة المليشيات فيها.
وقالت المصادر حينها إن المليشيات الإيرانية استولت على عدد من المنازل في مدينة البوكمال الواقعة على الحدود العراقية-السورية بحجة انتماء مالكيها لفصائل المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة، ومشاركتهم في عمليات عسكرية ضد الميليشيات في المحافظة.
وأضافت المصادر أن الميليشيات منعت الأهالي في البوكمال من إخراج أثاث المنازل التي استولت عليها، وحذرتهم من الاقتراب من المنازل المُصادرة واعتبرت ذلك شكلاً من أشكال التعاون مع أشخاص متهمين بقضايا إرهابية ما قد يعرضهم للاعتقال بذات التهمة.
وتقع غالبية المنازل التي جرى توجيه أوامر الإخلاء لها في محيط جامع الحسن في المدينة، حيث تم جلب عائلات مقاتلي الميليشيات الإيرانية لإسكانهم بهذه المنازل.
وفي كانون الثاني مطلع العام الجاري أقدم الحرس الثوري الإيراني، على إنشاء مقرات جديدة ضمن بساتين ومزارع ومنازل استولى عليها من أصحابها بمدينة البوكمال شرقي ديرالزور في إطار خطط الميليشيات الإيرانية على تبديل مواقعها فراراً من الغارات، ثم مالبثت الميليشيات أن استقدمت بعض العوائل الشيعية العائدة لعناصرها لتسكنهم فيها.

 

 

 

 

ذات صلة