الحصار يضرب أسواق شمال شرقي سوريا بعد إغلاق سيمالكا

تشهد مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، فقداناً لبعض المواد الغذائية في الأسواق، وسط ارتفاع كبير في أسعارها، في ظل إغلاق معبر سيمالكا على الحدود السورية العراقية أمام حركة التنقل والتجارة.
مصادر أهلية قالت لـ"وكالة المجس" إن الأسواق في شمال شرقي سوريا، شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار بعض المواد الأساسية، وذلك بسبب استعاضة الأهالي بالمنتجات التركية مرتفعة الأسعار نسبياً، إذا ما قورنت بمثيلاتها من المنتجات السورية والإيرانية التي كانت تصل إلى المنطقة عبر معابر النظام السوري.
وأضافت المصادر أن إغلاق معبر سيمالكا مع إقليم كردستان أثر بشكل كبير على أسعار المواد الغذائية بشكل عام، والخضار والفواكه بشكل خاص، مشيرةً إلى أن أسعار الخضروات والفواكه قفزت إلى مايعادل الضعف خلال الأيام الفائتة وذلك نتيجة إغلاق معبر سيمالكا ومعابر النظام السوري.
وأشارت إلى أن الأسواق في شمال شرق سوريا، كانت تعتمد بشكل كبير على البضائع الإيرانية قبيل إغلاق معبر سيمالكا، وذلك بسبب ارتفاع أسعار البضائع التركية بشكل كبير نتيجة انخفاض قيمة الليرة التركية خلال الفترة الماضية، مبينةً أن إغلاق معبر سيمالكا تزامن مع إغلاق معبر الطبقة الذي كان مفتوحا بشكل جزئي من جانب الفرقة الرابعة التي كانت تسمح بمرور الخضار والفاكهة البلدية الرخيصة مقارنة بمثيلاتها المستوردة.
وأوضحت أن قرار إغلاق المعابر أجبر الأهالي على شراء المنتجات التركية ذات السعر المرتفع، والتي تدخل إلى المنطقة عبر مدينة منبج الحدودية، مبينةً أن قرار الإغلاق أثر بشكل مباشر على الأهالي، وأعطى للمنتجات التركية سوقاً جديدة في شمال شرقي سوريا.
ولفتت أن مناطق الإدارة الذاتية، شهدت منذ قرار الإغلاق شحاً في مادة السكر التي تتوفر فقط في الصالات الاستهلاكية التابعة لهيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية، مشيرةً إلى أن مادة السكر باتت مفقودة في مناطق من محافظة الحسكة كـ الشدادي والهول، حيث وصل سعر الكيلو إلى نحو 4آلاف ليرة، بينما تتوفر بكميات قليلة في الحسكة وبسعر يصل إلى ثلاثة آلاف.
وأردفت أن مؤسسة نوروز التابعة للإدارة الذاتية و التي تحتكر توزيع المادة لم توزعها على التجار منذ نحو أسبوعين، وهو ما تسبب بفقدانها من الأسواق بسبب قلة توزع صالات الشركة وعدم قدرتها على تغطية جميع المناطق.
وقالت إن الإدارة الذاتية منعت منذ مطلع العام 2017، التجار من استيراد مادة السكر حيث يجري استيرادها من تركيا عبر منطقة منبج من جانب مؤسسات تابعة للإدارة الذاتية، موضحةً أنه لا علاقة لإغلاق سيمالكا بفقدان مادة السكر.
وأرجعت المصادر سبب فقدان مادتي الزيت والسكر، لاحتكار متنفذين قريبين من الإدارة الذاتية استيراد المادتين، لافتةً إلى أنه عندما نخفض عرض أي مادة أساسية في ظل وجود توتر وحديث عن حصار المنطقة تزداد مخاوف الناس من تفاقم الأزمة الإنسانية وفقدان المواد الأساسية وهو ما يؤدي لارتفاع سعرها بسبب الطلب المتزايد عليها.
وكانت قوات النظام السوري أغلقت معبر الطبقة في ريف الرقة الغربي، الذي يربط بين مناطق سيطرة النظام والشمال الشرقي من سوريا الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وسط حديث عن خلافات بين ميليشيات النظام السوري حول الإتاوات.
وقي تقرير سابق أشارت وكالة "المجس" إلى أن أسباب الإغلاق تعود إلى خلافات عميقة بين ميليشيات النظام السوري، والتي تتقاسم السيطرة على المعابر مع مناطق الإدارة الذاتية، حول نسبة الإتاوات المدفوعة، وهو أمر تكرر مراراً حيث شهدت المعابر سابقاً عدة خلافات بين الميليشيات تطور بعضها إلى اشتباكات مسلحة وذلك على خلفية خلافات حول النسبة المالية لكل ميليشيا، بحسب المصادر.
ولفت أن قوات النظام أغلقت أيضاً معبر السبخة في ريف الرقة الشرقي، والذي يربط محافظة الرقة، التي يقع أغلبها تحت سيطرة قسد، مع محافظة دير الزور في شرقي سوريا.
ويعد معبر الطبقة بمثابة أحد شرايين الحياة لمناطق الإدارة الذاتية، حيث تكثف فيه الحركة التجارية النشطة بالاتجاهين وسبق وأن أغلق النظام السوري معبر الطبقة في أذار من العام الجاري، في سياق محاولات النظام الضغط على قسد بهدف زيادة كمية المحروقات التي تقوم بتوريدها إلى مناطق النظام السوري التي تعاني من أزمة كبيرة في المحروقات.
وكان إقليم كردستان العراق قد أغلق قبل أيام معبر سيمالكا الحدودي، الذي يربط مناطق سيطرة الإدارة مع الإقليم، وذلك بعد قيام عناصر من ميليشيا "الشبيبة الثورية"، التابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، باقتحام بوابة المعبر، والاعتداء على الموظفين في الجانب العراقي.
وقالت حكومة إقليم كردستان العراق، إنها أغلقت معبر سيمالكا الذي يربط مناطق سيطرتها في الإقليم بمناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، وذلك بعد قيام عناصر ينتمون لـ"الشبيبة الثورية" بمهاجمة المعبر من جانب إقليم كردستان العراق، وذلك بعد عبورهم الجسر الرابط بين الطرفين على نهر دجلة.
واتهمت إدارة المعبر الشبيبة الثورية، التابعة لحزب العمال الكردستاني بالتسبب في وقوع إصابات في صفوف قوات أمنية وقوات حرس الحدود وإلحاق أضرار بسيارتهم، مضيفةً أن عدداً من عناصر الأمن والعاملين المدنيين في معبر سيمالكا تعرضوا لاعتداء من قبل مسلحين يتبعون حزب العمال الكردستاني، ما نتج عنه إصابات وخسائر مادية، مؤكدةً إغلاق المعبر بشكل مؤقت على إثر الحادث.
من جانبه أصدر وزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان "ريبر أحمد"، الخميس الفائت، بياناً حول الهجوم قال فيه إن "حزب العمال الكردستاني يتسبب بمشاكل في معبر فيش خابور، وعناصره يحاولون خرق الحدود بشكل غير قانوني".، معرباً عن أسفه لسماح القوات التي تسيطر على الجانب السوري من المعبر بتنفيذ الهجوم عبر خرق الحدود بشكل غير قانوني، مؤكداً "لغاية الآن نحن ملتزمون بضبط النفس وعدم الرد عليهم".