ترحيل 8 سوريين لتجولهم بأسلحة بيضاء في ولاية أضنة التركية

أعلنت السلطات التركية، اليوم السبت، ترحيل 8 سوريين بعد ظهورهم في مقطع فيديو جرى تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يتجولون في شوارع مدينة أضنة التركية، حاملين أسلحة بيضاء.
وأعلنت السلطات الأمنية في ولاية أضنة، أن قوات الأمن تمكنت من التأكد من هوية السوريين، واعتقلتهم، وسلمتهم إلى مديرية الهجرة في الولاية تمهيداً لترحيلهم إلى خارج البلاد.
 وأشارت إلى أن المشاهد التي أظهرت السوريين، يتجولون بالأسلحة البيضاء، كانت قد التقطت خلال ساعات الصباح، أثناء توجه عدد من الأفراد إلى المزارع، حين حصلت مشادات كلامية بينهم، وتطورت إلى مشاجرة.
وانتشرت قبل أيام مقاطع مصورة لمجموعة من السوريين الذين يحملون سكاكين وسواطير في الشارع، وأفادت صفحات سورية في تركيا، على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتيك توك، أن الواقعة كانت عقب مشاجرة بينهم، وسط تأكيد وسائل الإعلام التركية اعتقال السوريين، وفتح تحقيق في الموضوع.
الواقعة وانتشار مقطع الفيديو، تزامنت مع تصاعد حدة التصريحات المعارضة لوجود اللاجئين السوريين في تركيا، وأبرزها التصريحات الأخيرة لزعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو، التي قال فيها إنه سيعمل فور وصول حزبه إلى السلطة على إعادة السوريين إلى بلادهم.
وأضاف أوغلو أنه في حال وصول المعارضة للحكم، ستتصالح تركيا مع مصر وسوريا، وستعود الجمهورية التركية إلى وضعها الذي تأسست عليه، مشيراً إلى أنه في غضون عامين على أبعد تقدير، ستتم إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وأردف أوغلو "سنرسل جميع إخواننا السوريين إلى بلداتهم بالطبل والزمر"، مضيفاً "أنا لست عنصريا أبداً، ولكن ليعِش السوريون بسلام في بلدهم".
وأكد أوغلو الذي يترأس أكبر أحزاب المعارضة التركية أن "تركيا ستخوض انتخابات، وإذا لم تكن اليوم فستكون غداً أو بعد غد"، مشيراً إلى أن "الشباب الأتراك سيغيرون الحكومة الاستبدادية من خلال الوسائل الديمقراطية". وشدد على أن "الشباب الذين سيصوتون في الانتخابات القادمة، سيتركون إرثاً مهماً للغاية في تاريخ السياسة العالمية".
وتتوالى التصريحات التي يطلقها زعيم المعارضة التركية عن إعادة اللاجئين السوريين والتصالح مع نظام بشار الأسد، حيث يشكل موضوع اللاجئين السوريين جزءاً من المعركة الانتخابية في تركيا، وسط استياء شعبي تركي تستغله المعارضة للحشد في الانتخابات المقبلة.
وكانت مديرية أمن إزمير قدمت قبل أيام، شكوى جنائية بحق زعيم حزب النصر "أوميت أوزداغ"، على خلفية نشره فيديو يوثق دخوله إلى محل مجوهرات يملكه مواطن سوري حاصل على الجنسية التركية في ولاية إزمير مطالباً إياه بإبراز بطاقته الشخصية.
وأضاف الموقع أن الشكوى أتت نتيجة لقرار الدولة، مبيناً أنها المرة الأولى التي تلجأ فيها الدولة التركية بوضوح إلى سبل الإنصاف القانونية فيما يتعلق بأفعال أوميت أوزداغ".
فيديو أوزداغ لاقى استنكار العديد من المواطنين والنشطاء الأتراك، متهمين إياه بتقويض حرية العمل لمواطن تركي من أصل سوري، حيث قاموا بتوجيه انتقادات لاذعة له، ليرد هو باتهام الأتراك بأنهم حمقى سوقيين.
وتستغل المعارضة التركية، وجود اللاجئين السوريين في تركيا، للتأثير في الرأي العام من خلال ادعاءات باطلة بحق اللاجئين كحصولهم على مساعدات ورواتب من الدولة التركية على حساب المواطنين الأتراك أو إنفاق مبالغ كبيرة عليهم الأمر الذي تسبب بضغط على الميزانية وضغط على الليرة التركية وتسبب بغياب خدمات عن المواطنين الأتراك، وذلك لأغراض دعائية الهدف منها كسب الأصوات في الانتخابات المقبلة.
وتستضيف تركيا قرابة 3,7 مليون لاجئ سوري، وفق آخر إحصائية تركية، في حين تتكرر على مواقع التواصل الاجتماعي المطالبات بترحيل السوريين من البلاد .