سوري يتعرض للطعن في ولاية ديار بكر التركية

شهدت الولايات التركية مؤخراً، تصاعداً في حدة التصرفات العنصرية ضد اللاجئين السوريين في البلاد، إثر خطابات الكراهية المتتالية التي تبثها أحزاب المعارضة التركية، والتي تستهدف وجود اللاجئين السوريين على الأراضي التركية.
وفي أحدث اعتداء عنصري، أصيب لاجئ سوري يُدعى حسان "18 عاماً" بطعنة بعد أن هاجمه مجهول أثناء تجوله في إحدى حدائق ولاية ديار بكر التركية.
وقالت وسائل إعلام تركية إن الحادثة وقعت، ظهر أمس الثلاثاء، في حديقة "كوشو يولو" الواقعة في منطقة باغلار التابعة لولاية ديار بكر، حيث تعرض السوري حسان للطعن من قبل شخص اقترب منه في أثناء سيره في الحديقة.
وأضافت أن عدداً من المارة بادروا لمساعدته، بعد أن صرخ من جراء الطعنة، واستدعوا الشرطة والفرق الطبية إلى مكان الحادث، التي قامت بدورها بإجراء الإسعافات الأولية، ومن ثم قامت بنقله إلى إحدى المشافي الخاصة بواسطة سيارة الإسعاف.
وأشارت إلى أن الوضع الصحي للاجئ السوري، الذي تلقى علاجه في المشفى، مستقر وبصحة جيدة، مضيفةً أن الشرطة باشرت بعمليات التحقيق، لتحديد هوية الشخص الذي قام بمهاجمته وطعنه في وضح النهار.
وسجلت الولايات التركية خلال الشهر الفائت، زيادة كبيرة في معدل الجرائم التي استهدفت اللاجئين السوريين، حيث فقد  الشاب السوري نايف النايف حياته، قبل يومين، بعد تعرضه لطعنة في صدره مباشرة، من قبل شاب أفغاني يدعى "عبد القهار نادري" كان برفقة عصابة اقتحمت السكن الشبابي الذي كان النايف يقطن فيه.
وبحسب السلطات التركية، فإن العصابة التي هاجمت السكن الشبابي تتكون من ثمانية أشخاص، أربعة منهم من الجنسية التركية، والأربعة الآخرين من الجنسية الأفغانية، اقتحموا السكن الشبابي بهدف ابتزاز الشبان السوريين القاطنين في الشقة للحصول على الأموال بعد أن أوهموهم بأنهم عناصر من الشرطة التركية.
وفي أواخر كانون الأول الفائت كشفت وسائل إعلام سورية، عن إقدام مواطن تركي على أضرام النار، داخل مكان يُقيم فيه ثلاثة شبان في منطقة غوزيل باهشي، في 16 تشرين الثاني الفائت، مضيفةً أن الشبان كانوا يعملون في ورشة لصناعة الحجر الخاص بالأرصفة، مبينةً أنه لم يكن بين الضحايا والمواطن التركي أي خلافات، وأن الجريمة تمت بدافع العنصرية.
ومع استمرار تدهور الوضع المعيشي في تركيا، جراء تراجع سعر صرف الليرة التركية، منذ خريف العام 2018، وصولاً إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق خلال الآونة الأخيرة، تزداد المشاعر العدائية لدى الجمهور التركي حيال السوريين، وتُبنى هذه المشاعر على معلومات مغلوطة مصدرها وسائل التواصل الاجتماعي، وأحزاب المعارضة التركية.
وأواخر عام 2012، أعلن نائب وزير الداخلية التركية إسماعيل تشاتاكلي أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا بلغ 3 ملايين و700 ألف شخص، مضيفاً أنه بعد الصراعات الداخلية التي اندلعت في سوريا عام 2011، احتضنت دولتنا المجتمعات المحتاجة إلى الحماية من دون تردد، ما جعل تركيا الدولة الأكثر استقبالًا للاجئين في العالم.
وسبق وأن شهدت مدن كبرى في تركيا، أعمال شغب واعتداءات وحرق محال تجارية تعود ملكيتها إلى لاجئين سوريين، وذلك على خلفية حدوث إشكالات فردية بين شُبان أتراك وسوريين، وانتهت معظمها بحدوث جرائم قتل بين الطرفين، وكان آخرها في منطقة أسنيورت في إسطنبول قبل أيام.
وتُسهم أحزاب المعارضة التركية، في ازدياد حالات العنصرية في صفوف المواطنين الأتراك، وذلك بسبب تحريضهم المتواصل على التواجد السوري في تركيا، لتحقيق مكاسب سياسية في الانتخابات المقبلة، فضلاً عن قيامها بنشر معلومات كاذبة تتعلق بأعداد السوريين، والمساعدات المُقدمة لهم من قبل الدولة التركية.