النظام السوري يشن اعتقالات واسعة بريف حمص تستهدف المنشقين

شنت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، خلال اليومين الماضيين، حملة اعتقالات واسعة، طالت عدداً من الشبان في ريف حمص الشمالي، وسط أنباء عن التحضير لحملات أوسع في المنطقة.
وقالت مصادر من ريف حمص الشمالي لـ"وكالة المجس"، إن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، شنت خلال الـ48 ساعة الفائتة، حملة اعتقالات طالت عدداً من شبان ريف حمص الشمالي داخل مدينة حمص وذلك بعد مراقبتهم لعدة أيام، ومعرفة توقيت دخولهم إلى المدنية، عبر عملاء محليين.
وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها، أن المفارز الأمنية  التابعة لأفرع النظام، أصدرت تعميماً على كافة عناصرها في المنطقة، بوجوب المساعدة في رصد أي نشاط مشبوه أو تحركات لعناصر مسلحة، داخل المنطقة، مؤكدةً أنها تلقت تقارير تفيد بالتحضير لشن أعمال تستهدف الحواجز الحكومية.
وأشارت المصادر إلى أن التقارير الواردة للأجهزة الأمنية، والمخابرات السورية، تُفيد بوصول عناصر مقاتلة إلى المنطقة وتجهيزها لعمليات تستهدف قوات النظام هناك، مشككةُ في الوقت ذاته بصحة التقارير، مؤكدةً أنها مجرد ذريعة للحملات الأمنية في المنطقة، ولإيهام عناصر النظام بوجود مخططات لاستهدافهم، وذلك لضمان انخراطهم في الحملات الأمنية، وتبليغهم عن أي حوادث أو عناصر مختبئة.
بدورها أكدت مصادر أهلية في ريف حمص أن الحملة التي تشنها أجهزة النظام الأمنية، استهدفت بالدرجة الأولى العناصر المنشقين ورجال الأعمال وأصحاب الشركات الاستثمارية، فضلاً عن مخبرين محليين تابعين لأفرع الأمن تم اتهامهم بالتعامل مع المعارضة، كما طالت الحملة مهربين للسلاح كانوا يترددون إلى ريف حمص الشمالي.
واتهم الأهالي، النظام السوري، بافتعال تصعيد جديد في المنطقة، عبر شن حملات مداهمة تهدف إلى تضييق الخناق على مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، معللين ذلك بـ "فشل مشروع التسوية" الذي أطلقه النظام في آب العام الفائت.، حيث امتنع العناصر المنشقون عن الالتحاق في صفوف قوات النظام كما رفض المطلوبون تسليم أنفسهم.
وأكدوا أن الحملة الأخيرة، سبقها محاولات لما يسمى "فوج التدخل السريع" المتمركز في محيط مدينة الرستن، لشن هجوم على المنطقة، وملاحقة العناصر المنشقين، مبينةً حدوث عدة اشتباكات سابقة بين الفوج والمنشقين، أسفرت عن انسحاب عناصر الفوج وعدم تمكنهم من الدخول إلى القرى والقيام بحملة اعتقالات.
النظام هدد سابقاً بشن حملة عسكرية
وفي آب الفائت شهد ريف حمص الشمالي، اجتماعاً بين ممثلين عن النظام السوري ووجهاء من مدينة تلبيسة، ناقشوا فيه التشديد الأمني المفروض على المدينة، وهدد خلاله ممثلو النظام بعملية عسكرية واسعة تعيد المدينة إلى سيطرته بالقوة.
وأشار تقرير سابق لـ"وكالة المجس" إلى أن اللواء حسام لوقا مدير إدارة المخابرات العامة ترأس في 20 آب الجاري، اجتماعاً ضمه مع ثلاثة ممثلين عن مدينة تلبيسة وهم رئيس مجلس المدينة أحمد رحال، والعضو السابق في وفد المفاوضات رغدان الضحيك، وعبدالمعين الضحيك أحد وجهاء المدينة.
وأضاف التقرير أن الاجتماع عُقد في مبنى البلدية واستمر قرابة الساعة، وقدم خلاله لوقا الخيارات المتاحة لعودة المدينة إلى سيطرة النظام السوري، مبينةً أن لوقا وضع المدينة أمام ثلاثة خيارات وهي تسليم السلاح الفردي و600 مطلوب من بقايا جيش التوحيد العامل في صفوف المعارضة السورية سابقاً، وإما ترحيل المطلوبين دون ضمانات أ وشروط تجاه الشمال السوري، أو مواجهة حملة عسكرية شرسة يحقق فيها النظام مايريد دون الالتفات لأي مفاوضات.
وكانت قوات النظام بدأت منذ منتصف آب الحالي باستقدام تعزيزات عسكرية إلى الريف الشمالي لحمص، في إطار الحد من عمليات الاغتيال التي تصاعدت وتيرتها خلال الأشهر الماضية، حيث عززت مواقعها العسكرية في ريف حمص، وأُمرت برفع الجاهزية في المفارز الأمنية بمدينتي الرستن وتلبيسة وما حولهما.
كما دعمت قوات النظام بعض الحواجز الرئيسة في سهل الحولة ومدينتي تلبيسة والرستن بالعربات الثقيلة والدبابات وعربات الشيلكا واستقدمت عناصر من الفرقة 18 الواقعة على طريق تدمر، وعناصر آخرين من كتيبة “المهام الخاصة” المتمركزة شرق قرية الغنطو.
وكانت قيادة الفيلق الخامس أمرت في وقتٍ سابق، وجهاء ريف حمص الشمالي والمفارز الأمنية بتشكيل مجموعات سرية لمعرفة الأشخاص المنخرطين بتنظيم تحركات على الصعيدين المدني والعسكري من أجل درعا، أو ضد حكومة النظام.
 

ذات صلة