قسد تتقدم في غويران وتفرض حظر تجول كامل في الحسكة وريفها

واصلت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، تقدمها أمس الاثنين، في محيط سجن "الصناعة" في حي غويران بمدينة الحسكة الذي فرض عناصر من تنظيم الدولة سيطرتهم عليه، فيما تستمر عمليات ملاحقة عناصر التنظيم الهاربين داخل الحسكة وريفها.
وقالت مصادر من الحسكة لـ"وكالة المجس" إن قسد واصلت، أمس، عملياتها الهادفة إلى استعادة السيطرة الكاملة على السجن، مبينةً أن وحدات من قوات الأمن الكردية وقوات مكافحة الإرهاب، دخلت بعربات مدرعة إلى ساحة سجن غويران، بعد رفض غالبية عناصر التنظيم الذين يتحصنون داخل مباني السجن الاستسلام.
وأضافت المصادر أن عناصر من قسد تمكنوا من مداهمة أحد المهاجع، حيث كان يتحصن معتقلون من التنظيم ويواصلون عمليات العصيان، وشددت على أن العشرات من عناصر التنظيم سلموا أنفسهم داخل السجن وفي محيطه، حيث بات سجناء التنظيم محصورين في الجزء الشمالي من السجن.
ولفتت المصادر أن عناصر التنظيم، انسحبوا أمس من محيط السجن، ومنطقة الصوامع، وذلك بعد استهدافها بشكل كبير بالقذائف والصواريخ، ما أجبر عناصر التنظيم على الانسحاب إلى داخل مباني السجن، وسط محاولات قسد إقناع عناصر التنظيم بالاستسلام، عبر مناداتهم بمكبرات الصوت.
من جانبه قال المركز الإعلامي التابع لقسد في بيانٍ له، أمس، إن العائق الكبير أمام تقدم قسد في سجن غويران هو استخدام التنظيم، لأطفال من أشبال الخلافة يبلغ عددهم 700 قاصر، كدروع بشرية في السجن.
وأضاف البيان أن هؤلاء القاصرين كانوا في مهاجع خاصة منفصلة داخل مركز الاعتقال، بهدف إعادة تأهيلهم من "الفكر المتطرف"، وحمل المركز عناصر التنظيم "مسؤولية إلحاق أي ضرر بهؤلاء الأطفال داخل السجن".
وناشدت قوات سورية الديمقراطية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل لتحييد الأطفال، وعدم استخدامهم في العمليات العسكرية من قبل التنظيم، وتسليمهم إلى القوات الأمنية حفاظا على سلامتهم.
وبحسب المصادر فإن تنظيم الدولة، سمح لعناصر من قسد محتجزين لديه، داخل السجن، بالتواصل مع ذويهم في ريف الحسكة، مبينةً أن العناصر أبلغوا ذويهم بأن التنظيم يهدد بالقتل في حال لم توقف قسد العملية العسكرية ضدهم.
وأضافت أن تظاهرة خرجت في قرية الحنة الشرقية في ناحية الشدادي ومناطق أخرى في ريف الحسكة ضد قسد، وطالب المتظاهرون الأخيرة بالتفاوض مع التنظيم لإطلاق الرهائن الذين احتجزهم في سجن الصناعة، مبينةً أن الأهالي تناقلوا إشاعات عن إعدام التنظيم رهائن من أهالي هذه القرية يعملون مع قسد في سجن الصناعة.
وكانت قسد قد زعمت، مساء أمس، في بيانٍ لها، أن الوضع بات تحت السيطرة، وأنها بدأت بعملية تطهير واسعة، بمشاركة نحو 10 آلاف من قواتها وقوات الأمن التابعة لها وقوات حماية المجتمع، بمشاركة قوات من التحالف الدولي.
وسيطر مئات السجناء من تنظيم الدولة، مساء الخميس الماضي، على سجن الصناعة بحي غويران، بعد هجوم شنته خلايا التنظيم من خارج السجن بسيارة مفخخة استهدفت محيط السجن، بالتزامن مع استعصاء من جانب السجناء الذين تمكنوا من الوصول إلى أحد مخازن السلاح، وهرب العشرات، وربما المئات، منهم إلى خارج السجن، فيما سيطر الباقون على المباني الداخلية للسجن واحتجزوا الحراس والموظفين رهائن.
ملاحقة الهاربين وفرض حظر تجوال
ونشرت قسد، أمس الإثنين، مقطع فيديو يظهر إلقاء القبض على العشرات من سجناء التنظيم الذين حاولوا الهرب، فجر الجمعة، بعد أن شن نحو 200 عنصر من التنظيم، هجوماً هو الأكبر منذ إعلان القضاء عليه في منطقة شرق نهر الفرات مطلع عام 2019.
وبحسب مصادر محلية، فإن قسد نقلت، مساء أمس، العشرات من عناصر تنظيم الدولة، الذين تم القبض عليهم بعد فرارهم إلى خارج حي غويران الواقع داخل مدينة الحسكة، مضيفةً أن ثلاث حافلات كل منها تحمل نحو 50 عنصراً من التنظيم الذين ألقي القبض عليهم، انطلقت من حي غويران إلى جهة مجهولة، يعتقد أنها مركز احتجاز جديد قرب مدينة القامشلي.
وأكدت أن هذه الخطوة جاءت تحضيراً للهجوم الذي بدأته قوات "قسد" بدعم من التحالف الدولي على العناصر المتحصنين داخل السجن، مشيرةً إلى أن مروحيات ودبابات التحالف استهدفت أطراف السجن بعشرات القذائف.
وكانت قسد أعلنت، أمس، أن 300 من عناصر التنظيم الفارين سلموا أنفسهم، وأكدت ارتفاع عدد القتلى في صفوف الفارين إلى 175، كما أعلنت تحرير العديد من حراس السجن والعاملين فيه الذين احتجزهم عناصر التنظيم خلال الهجوم على مرافقه، مساء الخميس الفائت، بدعم من نحو 200 مقاتل من خلايا وصلت بمركبات مدنية.
فيما أعلنت "هيئة الداخلية" التابعة للإدارة الذاتية فرض حظر تجوال كلي على مدينة الحسكة وجزئي على باقي المناطق التي تخضع لسيطرة قسد، ابتداء من صباح أمس الاثنين وحتى نهاية الشهر الحالي.
وقالت الهيئة في بيانها إن الحظر يهدف إلى "حفظ الأمن والاستقرار في مناطق شمال وشرق سوريا بالتزامن مع استمرار هجمات مرتزقة التنظيم".
وكانت المعارك الدائرة في أحياء الحسكة، ومحيط سجن غويران، قد تسبب بنزوح قرابة 45 ألف مدني من مناطق الحسكة، وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس الاثنين، أن "ما يصل إلى 45 ألف شخص نزحوا من منازلهم إلى أحياء أخرى" من مدينة الحسكة، منذ بدء هجوم التنظيم على سجن غويران مساء الخميس.
 

ذات صلة