طفس: النظام يبدأ الاقتحام وسط مقاومة شرسة من المقاتلين المحليين

شنت قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات تابعة لإيران، صباح اليوم الأربعاء، حملة عسكرية استهدفت مدينة طفس غربي درعا، وذلك على الرغم من تنفيذ المدينة بنود الاتفاق مع النظام السوري وإخراجها عدداً من المطلوبين المتواجدين بداخلها.
وقالت مصادر مقربة من لجنة التفاوض في طفس، إن قوات النظام وميليشيات مرتبطة بإيران حاولت صباح اليوم اقتحام مدينة طفس بالدبابات والآليات المدرعة، مضيفةً أنها عمدت إلى قصف المدينة بقذائف الهاون والمدفعية قبيل البدء باقتحامها في خرق واضح لبنود الاتفاق الذي تم إبرامه سابقاً.
وأضافت المصادر أن عدداً من مقاتلي فصائل المعارضة السورية سابقاً، تصدوا بشكل فوري لمحاولات الاقتحام التي استهدفت المدينة، وتمكنوا من إعطاب قرابة دبابتين وقتل عدد من العناصر المتواجدين بداخلها، ما يُنذر بتفاقم الأوضاع في المدينة.
ولفتت المصادر أن صد محاولات الاقتحام أسفر عن استهداف جنوني طال الأحياء الجنوبية من المدينة، مشيرةً إلى وقوع عدد من الجرحى المدنيين بينهم نساء وأطفال، وذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على مداخل المدينة بين المقاتلين المحليين وقوات النظام والميليشيات المرافقة لها.
وشددت المصادر على أن قوات تابعة لـ "الفرقة 15" مدعومة بميليشيات من "اللواء 313 "الإيرانية هي من تقود عملية اقتحام المدينة، وذلك بعد نصبها في وقتٍ سابق نقطة عسكرية على طريق درعا-طفس واستقدامها تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة تمهيداً للمعركة.
التصعيد العسكري في طفس جاء على الرغم من إعلان اللجنة الممثلة لأهالي مدينة طفس، أمس الثلاثاء، خروج المطلوبين الذين يتخذهم النظام ذريعة لاقتحام المدينة، فيما أبلغ النظام اللجنة بأنه يُريد التأكد من خروج المطلوبين، قبل القيام بأي خطوة لفك الحصار عن المدينة.
ويتهم النظام السوري عدداً من الأشخاص المتواجدين في مدينة طفس، بالانتماء لتنظيم الدولة ويتخذهم ذريعة لاقتحامها، ويشترط وضع نقاط عسكرية داخلها، وهو أمر ترفضه اللجنة وسكان المدينة، ووفقاً للمصادر فإن بعض الأسماء التي يطالب ضباط النظام بإخراجها متهمة بالمسؤولية والتنسيق لعمليات الاغتيال التي تطال ضباط النظام وعناصره في الريف الغربي.
وكان القيادي السابق في فصائل المعارضة وأحد الوجهاء المكلفين بالتفاوض "خالد الزعبي" قد قال في بيانٍ له، الاثنين، إنهم "أخرجوا جميع الأسماء التي يطالب النظام بترحيلها من المدينة تجنباً لعملية عسكرية من شأنها أن تصعد التوتر وتلحق الأذى بسكان طفس وممتلكاتهم، موضحاً أنهم ينتظرون الرد من ضباط النظام الذين قالوا بأنهم يتحققون من صحة خروجهم".
ومساء الأحد شهدت أحياء مدينة طفس حركة نزوح كبيرة للأهالي، وذلك بالتزامن مع تقدم الميليشيات الإيرانية على طريق درعا - طفس وورود أنباء حول عزم تلك الميليشيات ارتكاب مجازر بالأهالي، فيما حاولت قوات النظام السوري، السبت، التقدم باتجاه الأحياء الجنوبية لمدينة طفس واستهدفت منازل المدنيين بالدبابات والرشاشات الثقيلة، وسط مقاومة شديدة من عناصر سابقين في فصائل المعارضة السورية لمنع النظام من التقدم.
وخلال الأسبوع الفائت أعلنت لجنة التفاوض في مدينة طفس غربي درعا عن توصلها إلى صيغة اتفاق أولية مع النظام السوري تقضي بوقف إطلاق النار في المدينة، وإخراج المطلوبين، مقابل سحب التعزيزات العسكرية المتمركزة في محيط المدينة.

ذات صلة