عشرات المفقودين بعد غرق مركب مهاجرين في بحر إيجة

فُقد عشرات الأشخاص من اللاجئين المهاجرين، بعد غرق قارب يحمل قرابة 80 مهاجراً، بالقرب من جزيرة كارباثوس اليونانية، بحسب متحدث باسم خفر السواحل اليوناني للإذاعة اليونانية الرسمية.
وقال المتحدث إن حرس السواحل اليوناني، استطاع إنقاذ 29 شخصاً من جنسيات مختلفة بعد غرق مركب قبالة جزيرة كارباثوس في بحر إيجة، مؤكداً أن البحث ما زال جارياً عن 20 إلى 50 شخصاً آخرين.
وأشار إلى أن خفر السواحل اليوناني أصدر بياناً، اليوم الأربعاء، قال فيه إن المركب أبحر من مدينة أنطاليا التركية وكان متوجهاً إلى إيطاليا، إلا أن المركب قد غرق في بحر إيجة، لافتاً أن الرياح العاتية تعرقل عملية الإنقاذ الجارية في بحر إيجة، مبيناً أنه يشارك في عملية البحث والإنقاذ زوارق دورية من خفر السواحل وسفينة تابعة للبحرية اليونانية وثلاث سفن شحن عابرة ومروحية.
وبيّن أن المهاجرين الذين تم إنقاذهم ينحدرون بمعظمهم من أفغانستان وإيران والعراق، وأردف "غالباً ما تتعرض القوارب المتهالكة لإضرار بسبب شدة الرياح والطريق الطويل الخطر للغاية"، وتابع  "أصبحت العديد من القوارب بالفعل غير قادرة على المناورة أو تسربت المياه إليها أو شحطت ولقى الكثير من الأشخاص حتفهم في العملية".
وقبل أسبوع لقي 3 مهاجرين مصرعهم غرقاً، قبالة السواحل التركية بعد أن رماهم خفر السواحل اليوناني في البحر، وذكرت قيادة خفر السواحل التركية في بيانٍ لها ، أنها تلقت بلاغاً عن مهاجرين قبالة سواحل منطقة "تشما" بولاية إزمير.
وأضاف البيان أن قوات خفر السواحل التركية أنقذت 8 مهاجرين، وعثرت على جثامين 3 مهاجرين غرقى، مشيراً إلى أنه ولدى الاستجواب الأولي للمهاجرين الناجين ذكروا أنهم كانوا 39 فرداً أبحروا إلى جزيرة ساقيز اليونانية، وأن الشرطة قبضت على 12 منهم داخل الجزيرة.
وتعتبر اليونان خط المواجهة الأساسي في منع تدفق اللاجئين إلى أوروبا عبر تركيا،  وشهدت الفترات السابقة انخفاضاً ملحوظاً في عدد المهاجرين الوافدين إلى أوروبا عبرها، إلا أن السلطات اليونانية أشارت قبل أيام إلى أنها شهدت في الآونة الأخيرة زيادة كبيرة في محاولات الدخول عبر جزر البلاد والحدود البرية مع تركيا.
وفي شباط الفائت أعادت اليونان عدداً من طالبي اللجوء والمهاجرين، إلى الأراضي التركية، بالقوة، ما أسفر عن مصرع  19 شخصاً منهم تجمداً من البرد، ودعت تركيا حينها المجتمع الدولي، إلى عدم التزام الصمت تجاه اليونان بسبب ممارساتها "اللا إنسانية" بحق طالبي اللجوء والمهاجرين قسراً، مؤكدةً أنها تسببت بمقتل 19 مهاجراً مؤخراً بعد إعادتها لهم إلى تركيا في ظل ظروف جوية سيئة.
من جانبه أعلن الاتحاد الأوروبي أن الشرطة الأوروبية "يوروبول" والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس" ستتواصلان مع تركيا بشأن مصرع 19 طالب لجوء غير نظامي تجمداً على الحدود اليونانية.
وقالت متحدثة مفوضية الاتحاد الأوروبي "أنيتا هيبر" خلال مؤتمر صحفي عُقد في بروكسل، إن "يوروبول" و"فرونتكس" على اتصال وثيق مع السلطات اليونانية، للحصول على مزيد من المعلومات بشأن مصرع 19 طالب لجوء غير نظامي تجمداً.
وليست المرة الأولى التي تتبادل فيها تركيا واليونان، الاتهامات حول التسبب في مقتل مهاجرين على الحدود البرية والبحرية، ففي 23 آب الفائت، حاولت مجموعة من 150 مهاجراً عبور نهر إيفروس الفاصل بين اليونان وتركيا خلسة إلا أن حرس الحدود اليوناني اعترض بعضهم وأعادهم قسرا إلى تركيا.
ونقلت الشرطة اليونانية شخصاً واحداً فقط كان يعاني من صعوبة في التنفس إلى مستشفى، فيما أخذت الشرطة حقائب وأموال وممتلكات الآخرين، و أجبرتهم على العودة إلى تركيا التي رفضت بدورها السماح لهؤلاء المهاجرين بدخول البلاد، بحسب الشهادات التي جمعتها جمعية تركية محلية.
وقالت جمعيات حقوقية حينها، إن أحد الضباط الأتراك أمر النساء والأطفال بمغادرة المنطقة، ونقل الرجال والفتيان الذين يتجاوز عمرهم الـ13 عاما إلى نهر إيفروس، ووزع حوالي 50 مهاجراً على مجموعات مكونة من 5 أشخاص، وطلب من الجميع القفز في النهر والعودة إلى الجانب اليوناني، مهدداً بإطلاق النار على من يرفضون القفز في النهر