قسد تُجري تغييرات أمنية بعد الكشف عن خلية تجسس تركية في صفوفها

أجرت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تغييرات أمنية طالت عدداً من القادة الميدانيين على خطوط التماس مع فصائل الجيش الوطني السوري في منطقة "نبع السلام" وذلك بعد الكشف عن خلية تجسس جديدة لصالح القوات التركية.
وقالت مصادر مقربة من قسد في حديث لـ"وكالة المجس" إن قيادة قوات سوريا الديمقراطية بدأت بإجراء تغييرات على مستوى القادة في مناطق عدة أبرزها " عين عيسى، قزعلي، الكنطري، الهيشة" المتاخمة لمناطق عملية نبع السلام، مشيرةً إلى أن التغييرات طالت 28 شخصية من بينهم قادة ميدانيون في الدفاع الذاتي والشرطة العسكرية، بالإضافة لقادة في صفوف "لواء الشمال الديمقراطي".
وشددت المصادر على أن التغييرات جاءت بسبب مخاوف قسد من حدوث خروقات أمنية، قد تُحدث تغييراً في الخارطة العسكرية، وتتسبب بمقتل المزيد من قادة قسد وحزب العمال الكردستاني.
ولفتت المصادر أنه وبالتزامن مع التغييرات الجارية شنت قسد حملة اعتقالات، طالت أحد مسؤوليها في مدينة عين عيسى بالإضافة لعناصر تابعين للدفاع الذاتي وذلك بتهمة العمالة لتركيا، وتحديد المواقع العسكرية لتركيا لاستهدافها عبر الطيران المسيّر والمدفعية.
وبينت أن الأجهزة الأمنية التابعة لـ"قسد" ألقت القبض على مسؤول مكتب الإشارة والرصد في عين عيسى برفقة 3 من عناصر الدفاع الذاتي، متهمةً إياهم بتحديد مواقع ومقار عسكرية تم استهدافها في وقتٍ لاحق، بالإضافة لأهداف لم يتم استهدافها بعد.
وأشارت إلى أن عملية الاعتقال قد تمتد لتشمل عدداً من الشخصيات القيادية في أجهزة الأمن والاستخبارات ومؤسسات الإدارة الذاتية، موضحةً أن التحقيقات أثبتت تورط عدة قياديين آخرين في عملية تسريب المواقع العسكرية للقوات التركية.
وفي وقتٍ سابق أصدرت "قسد" بياناً منعت فيه عناصرها من حمل أجهزة الموبايل الذكية تحت طائلة الغرامة المالية والاعتقال، وذلك للحد من عمليات التجسس التي أسفرت عن استهداف مقار عسكرية وقتل قياديين من قسد وحزب العمال الكردستاني في الآونة الأخيرة.
عمليات اجتثاث طالت خلايا تجسس
وفي أواخر تموز الفائت أطلقت قوات سوريا الديمقراطية حملة أمنية حملت اسم "القسم" ضد ما قالت إنهم جواسيس وعملاء تم تجنيدهم من قبل تركيا، وتسببوا بمقتل قياديين بارزين في قسد وحزب العمال الكردستاني.
وأشار تقرير سابق لـ"المجس" إلى أن قسد اعتقلت 10مسؤولين عسكريين تابعين لها في مناطق عين العرب وصرين بريف حلب، بتهمة التخابر مع تركيا، وأضاف أن 5 من المعتقلين تم اقتيادهم من معسكر في عين العرب بالإضافة إلى مسؤولين في جهاز قوى الأمن الداخلي "أسايش" شرقي منبج.
من جانبه نشر المركز الإعلامي التابع لقيادة قسد بياناً قال فيه، إن القيادة اعتقلت 36 شخصاً من مقاتليها خلال حملة طالت مناطق "القامشلي، تل تمر، الحسكة، الشدادي، دير الزور، الرقة، منبج، عين العرب".
واتهمت قسد الأشخاص الذين تم اعتقالهم بالتسبب بمقتل 11 عنصراً من عناصرها وقادتها، مؤكدةً أنها ستحاسب كل من "يخون أرضه، وطنه، شعبه، مجتمعه، ويصبح عميلًا لصالح الدولة التركية، عاجلًا أم آجلاً"، مشددةً على أن المعتقلين سيتم توجيههم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل بعد الانتهاء من التحقيق معهم.
وفي الآونة الأخيرة كثفت قوات سوريا الديمقراطية من حملاتها الأمنية ضد من اسمتهم "الجواسيس" حيث سبق واعتقلت في 25 تموز الفائت، "جواسيس" تسببوا بمقتل قياديين تابعين لها إثر غارة تركية ضربت سيارتهم شمالي سوريا، وقال المكتب الإعلامي لقسد حينها، إن الوحدات الخاصة ألقت القبض على "خلية جواسيس" تضم ثلاثة أشخاص "رجل وامرأتين" عملوا خلال الفترة الماضية في أنشطة "تجسس" لمصلحة تركيا في مناطق شمال شرق سوريا.
وأضاف أن الغارة تسببت بمقتل القيادية "سوسن بيرهات" عضو المجلس العسكري لوحدات حماية المرأة، والمجلس العسكري لقسد، و "عكيد كركي لكي" القيادي في مجلس تل تمر العسكري، والمقاتلين "روبار حسكة" و "سيف الله أحمد".

ذات صلة