تركيا: حملة عنصرية تطال محاميين سوريين وتتسبب باعتقال والدة أحدهما

أطلقت وسائل إعلام تركية معارضة حملة تحريضية ضد محاميَين سوريين في ولاية غازي عنتاب غازي، متهمةً إياهما بإهانة إدارة الهجرة ورئيس حزب الشعب الجمهوري "كمال كليجيدار أوغلو" عبر تصريحات أدليا بها في إحدى الصحف المحلية.
وقالت صحيفة "سوزجو" المعارضة للوجود السوري في تركيا، إن المحاميين "مصطفى بايرلي" و "صلاح الدين دباغ" شاركا على حساباتهما الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تحمل إساءة لإدارة الهجرة مشيرةً إلى أنهما قالا أن العاملين فيها يشبهون إلى حدٍ ما " الكلاب المسعورة"
وأضافت الصحيفة أنهما توعدها زعيم حزب الشعب الجمهوري " كمال كليجيدار أوغلو" بإرساله إلى سوريا، مطالبةً بشن حملة ضدهما، ومحاسبتهما على تصريحاتهما التي اعتبرت مساساً بالدولة التركية.
من جانبه أعلن رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري في ولاية غازي عنتاب "محمد نشأت أوجار" إلى أنه تم تقديم شكوى جنائية إلى مكتب النائب العام بسبب الإهانات والتهديدات الموجهة ضد كمال كيليجدار أوغلو والضباط العاملين في إدارة الهجرة من قبل المحاميين السوريين.
وبحسب مراسل "المجس" في ولاية عينتاب، فإن الأمن التركي قام عُقب الشكوى والحملة التحريضية، بمداهمة منزل المحامي الدباغ، مشيراً إلى أنه قام باعتقال والدته الدكتورة "غادة حمدون" وذلك للضغط عليه من أجل تسليم نفسه للسلطات التركية.
وحول اعتقال والدته نشر "دباغ" عبر موقع فيسبوك منشوراً قال فيه إنه تفاجأ بانتشار صور وافتراءات عليه من وسائل إعلام تركية بحجة أنه مس هيبة الدولة عبر تدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنه خلال ساعات قليلة أصبح مطلوباً وملاحقاً ومن ثم جاءت الشرطة إلى منزله وقامت باعتقال والدته، وختم منشوره بإطلاق مناشدة لجميع السوريين لمساندته وإطلاق سراح والدته.
فيما رفض  المحامي "بايرلي" الادعاءات والافتراءات التي طالته وزميله من قبل صحيفة "سوزجو" وصحف أخرى، موضحاً أن الادعاءات لا أساس لها من الصحة وأنه مواطن تركي من أبناء هذا البلد ويحبه بشكل كبير ولا يمكن أن يسيء له، وما جرى سببه افتراءات بعض الناس لتشويه صورته، مؤكداً أنه سيقوم بتقديم شكوى جنائية ضدهم.
الحملة التي طالت دباغ وبايرلي جاءت عُقب نشر صحيفة "توركيم" تصريحات قالت إن المحاميَين السوريين شاركاها على وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن إهانة إلى بعض موظفي إدارة الهجرة في مدينة غازي عنتاب والسياسيين في البلاد، كما توعدا خلالها كليجيدار اوغلو بإرساله إلى سوريا، الأمر الذي نفاه المحاميان معتبرين أنه يأتي في سياق "حملة افتراءات" ضدهما لتشويه سمعتهما.
وتزايدت مؤخراً الحملات التحريضية الموجهة ضد اللاجئين السوريين في تركيا، وخصوصاً بعد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية التركية التي قال فيها إن أنقرة تعمل على التوصل لصلح بين النظام والمعارضة السورية، وهو ما تسبب بإشعال مظاهرات عارمة شمال غرب سوريا، تنديداً بالتصريحات تخللها هتافات ضد الوجود التركي وإحراق العلم التركي في مدينة أعزاز شمالي سوريا.
ووصل عدد اللاجئين السوريين المسجّلين تحت بند "الحماية المؤقتة" في تركيا، إلى 3 ملايين و 710 آلاف، بينما وصل عدد السوريين حاملي إقامات العمل والدراسة إلى مليون و 207 آلاف، وذلك وفق إحصائية أعلن عنها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو في أيلول الفائت.