هولندا: إحراق فندق مخصص للاجئين وقرارات إيواء ضمن السفن السياحية

كشفت وسائل إعلام هولندية أن مجهولين أضرموا النار بالقرب من فندق مخصص لاستقبال طالبي اللجوء في منطقة "ألبيرخن" بمقاطعة أوفرآيسيل شمال هولندا.
وقالت الشرطة الهولندية في بيانٍ صادرٍ عنها إنه لم يتم القبض على أي مشتبه به لغاية الآن، مشيرةً إلى أن الحريق اكتشف في وقت مبكر قبل يومين، حيث اندلعت النيران في أشجار بالقرب من الفندق مباشرة.
وأضافت أن عملية الإحراق جاءت بعد مظاهرات واحتجاجات قام بها أهالي المنطقة، ضد الحكومة التي أصدرت قراراً باستقبال طالبي اللجوء في فندق بمنطقتهم.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإنه لغاية الآن لم يتم تجديد الفندق لاستقبال ما بين 150 إلى 300 طالب لجوء، إذ لا يزال المكان خالي من أي شخص لكن يتوقع أن يتم استقبال أول دفعة من طالبي اللجوء في غضون 4 إلى 5 أسابيع.
وفي سياقٍ متصل قررت السلطات الهولندية إيواء نحو ألف مهاجر بشكل مؤقت في باخرة سياحية ترسو في ميناء العاصمة أمستردام، وذلك بعد تدخلها قبل أيام ونقلها أكثر من 700 مهاجر كانوا يفترشون العراء أمام مركز استقبال تير أبيل شمالي البلاد.
وقال الإعلام الهولندي إن تحركات السلطات الهولندية بدأت بعد وفاة طفل رضيع في مركز "تير أبيل" وتسليط الإعلام المحلي والدولي الضوء على المركز وسوء الخدمات المقدمة فيه، وعدم استيعابه لمئات المهاجرين الذين باتوا أسابيع في العراء أمام المركز لتقديم طلبات اللجوء.
وأضاف أن الحكومة استأجرت السفينة التي تتسع لـ 1500 شخص، بموجب اتفاق بين المدينة والحكومة المركزية، في استكمال لخطة وزير الدولة الهولندي لشؤون اللجوء "إريك فان دير بورغ" لإيواء المهاجرين على متن سفن سياحية ترسو في موانئ محددة.
وسبق هذا القرار إعلان الحكومة عن استخدام مواقع عسكرية سابقة بمنزلة مراكز إيواء، إضافة إلى سفينة تتسع لـ200 شخص على نهر آرنهيم، وأماكن أخرى في منشأة تابعة لإحدى الجامعات غربي البلاد، بمنزلة حلول لأزمة التسكين التي لا تزال تسعى إلى تجاوزها.
تقييد إجراءات لم الشمل
وقبل أيام أعلنت الحكومة الهولندية عن موافقتها على عدة إجراءات لحل أزمة اللجوء التي تشهدها البلاد منذ أشهر، حيث شملت التشديد المؤقت للم شمل أُسر طالبي اللجوء، مبينةً أن مدة الانتظار قد تصل إلى أكثر من عام ونصف.
وقال وزير الهجرة واللجوء "إريك فان دير بورغ" في رسالة إلى مجلس النواب بأن الوضع المحزن الذي لا يمكن تحمله في "تير أبيل" يتطلب حلولاً فورية، مشيراً إلى أنه بسبب الازدحام ستفرض الحكومة قيوداً مؤقتة على لم شمل الأسرة حتى عام 2023، موضحاً أن الإجراء يخفف الضغط على مراكز استقبال اللجوء، مؤكداً أن هذا الإجراء سيحد من وصول أفراد الأسرة بعد لم شملهم إلى "تير آبل "خوفاً من بقائهم بدون رعاية.
ولفت أنه مع الإجراء الجديد سيحصل الأقارب على عندما يكون المنزل جاهزاً لهم، مشيراً إلى أنه إذا لم يكن هناك منزل متاح بعد خمسة عشر شهراً من تقديم الطلب، فسيبقى لديهم الحق بالحصول على تأشيرة للقدوم إلى هولندا.
كما تم الاتفاق على أن تبذل المناطق الأمنية في البلاد أقصى الجهود لتحضير 225 مكان استقبال إضافي في كل منطقة، وذلك بالإضافة إلى الأماكن المتفق عليها سابقاً في مأوى الطوارئ للأزمات، فيما أبرم مجلس الوزراء الهولندي اتفاقية أخرى مع البلديات حول استقبال اللاجئين حيث يجب على البلديات تأمين السكن لـ 20 ألف من حاملي الإقامات هذا العام.
مظاهرات ضد اللجوء
وفي شهر آب الفائت، خرج المئات من المواطنين في شرق هولندا، احتجاجاً على إنشاء مركز إيواء لطالبي اللجوء في قريتهم، في سابقة تُعتبر الأولى من نوعها في البلاد، وتُشير بشكل واضح إلى رفض الهولنديين قدوم المزيد من اللاجئين إلى بلادهم.
وقالت وسائل إعلام هولندية إن بلدة "ألبيرخن" التابعة لبلدية توبيرخن في مقاطعة أوفرايسل شرقي البلاد، شهدت خلال الأيام الماضية اضطرابات بعد أن أجبرت الحكومة بلدية المنطقة على استقبال عدد من طالبي اللجوء في أحد الفنادق.
ونقلت عن عضو المجلس المحلي "أورسولا بخيس" قولها إنها تخشى من تصاعد الأمور في المنطقة، مشيرةً إلى أن تدفق اللاجئين سيكون له عواقب وخيمة على مجتمع صغير مترابط يضم نحو 3000 نسمة، مضيفةً أنهم يقيسون الحالة المزاجية في توبيرخن.
وبينت أنه ومع انتشار الأنباء عن وصول طالبي اللجوء إلى الفندق في البلدة، قرر سكان القرية شراء الفندق بأنفسهم لمواجهة ذلك، إلا أن مؤسسة COA لإيواء اللاجئين تمكنت بالفعل من توقيع عقد الشراء مع مالكي الفندق، ومن المحتمل أن يتم إيواء الأشخاص الأوائل فيه بحلول منتصف الشهر المقبل.