انتهاكات مستمرة: مقتل طفل بعد اغتصابه على يد عنصر في الجيش الوطني برأس العين

أكدت مصادر محلية في مدينة "رأس العين" شمالي مدينة الحسكة، مقتل طفل بعد تعرضه للاغتصاب، مؤكدةً أن الجاني يعمل كعنصر في الجيش الوطني السوري الذي يسيطر على المدينة.
وقالت المصادر إن الطفل الضحية يُدعى " ياسين رعد المحمود" من حملة الجنسية العراقية، موضحةً أنه يُقيم مع أمه وجده في حي المحطة بمدينة رأس العين، مشيرةً إلى أن عملية اختطافه جرت قبل يومين، قبل أن تُلقى جثته أمام منزل عائلته مساء أمس.
ونقلت المصادر عن مصدر طبي قوله إن الطفل تعرض لاعتداء جنسي قبل مقتله بآلة حادة وقطعة حجر، مؤكداً أنه تعرض لتعذيب وضرب مبرح قبل مقتله.
وأشارت المصادر إلى أن المتهم بقتل الطفل واغتصابه، يدعى "مصطفى عبد الرزاق السلامة"، وهو أحد عناصر لواء صقور الشمال التابع لهيئة ثائرون للتحرير المنضوية ضمن الجيش الوطني السوري، مؤكدةً أن المتهم تم إلقاء القبض عليه وتسليمه إلى الشرطة العسكرية.
ولفتت إلى أن القاتل ينحدر من مدينة صوران في ريف حماة الشمالي، وأنه كان عنصراً في تنظيم الدولة عام 2015 ثم تم إلقاء القبض عليه من قبل قسد في عام 2018، قبل الإفراج عنه منذ أسبوعين، مؤكدةً أنه دخل المدينة قبل عشرة أيام، عبر طرق التهريب، ثم انضم للواء صقور الشمال وانتقل للعيش في منزل قريب من منزل الطفل، مشددةً على أنه ارتكب جريمته بعد يوم واحد فقط من انتقاله للمنزل.
الجيش الوطني ينفي
من جانبها أصدرت عائلة القاتل "آل سلامة" بياناً تبرأت فيه من القاتل مؤكدةً أنه كان معتقلاً في سجون لمدة خمس سنوات، وأضافوا أنه عندما طلب إيصاله إلى أحد أبناء مدينته أوصلوه إلى "الشيخ نجيب" قائد لواء صقور الشمال كونه من أبناء منطقته، وما كان من الشيخ نجيب إلا أن آواه وأكرمه ريثما يتم سفره إلى أهله".
وأضاف البيان "ما آلمنا وأحزننا أن ينسب هذا المجرم إلى مجموعة الشيخ نجيب، وتحميلهم شرور صنائعه رغم كرمهم واستقبالهم له كخارج من السجن وعابر سبيل، كما نؤكد أن المجرم لا ينتمي لأي فصيل عسكري".
فيما أصدرت هيئة ثائرون بياناً قالت فيه إنها ألقت القبض على قاتل الطفل وسلمته للشرطة العسكرية، مدعيةً أن مرتكب الجريمة شخص مدني ولا يتبع لأي من تشكيلات الجيش الوطني السوري.
وبحسب المصادر فإن بيان هيئة ثائرون يُعتبر كذر الرماد في الأعين، مؤكدةً إلى أن القاتل منضوي في صفوفها، ويعمل كعنصر تابع لها، بعكس ما أورده البيان حول أنه مدني ولايتبع لأي فصيل عسكري.
وتشهد مدينة رأس العين حتى لحظة إعداد هذا التقرير حالة من التوتر الأمني، فضلاً عن خروج مظاهرات حاشدة أمام مقر الشرطة العسكرية للمطالبة بإنزال أشد العقوبات بالمجرم، وسط وعود من الشرطة العسكرية بأن تتم محاكمته وتقديمه للقضاء لينال أقصى عقوبة ممكنة.
وكانت فصائل الجيش الوطني المدعوم من أنقرة قد تمكنت من السيطرة على مدينتي رأس العين وتل أبيض منتصف تشرين الأول عام 2019، بعد هجوم عسكري واسع النطاق على مناطق قوات سوريا الديمقراطية، على الحدود مع تركيا.
وتشهد المدينة منذ ذلك الحين أحداث أمنية كبيرة تتمثل بحالات اقتتال داخلي بين فصائل الجيش الوطني السوري، فضلاً عن عمليات خطف وقتل، بالإضافة لتعرض المدينة لعدة تفجيرات مصدرها الشاحنات القادمة من مناطق قوات سوريا الديمقراطية.