حماس تُطبع علاقاتها رسمياً مع النظام السوري

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الخميس، تطبيع علاقاتها مع النظام السوري، وذلك بعد قطيعة استمرت لأكثر من عشر سنوات بين الجانبين، بسبب موقفها المعارض للنظام السوري وتأييدها للثورة السورية.
وقالت الحركة في بيانٍ صدر عنها، اليوم، إنها تؤكد على مضيها في بناء وتطوير علاقات راسخة مع النظام السوري، في إطار قرارها باستئناف علاقتها معه، مؤكدةً أن القرار يأتي "خدمةً لأمتنا وقضاياها العادلة، وفي القلب منها قضية فلسطين".
وأضافت حماس أن قرارها جاء "بناءً على استراتيجيتها الثابتة، وحرصها على تطوير وتعزيز علاقاتها مع أمتها، ومحيطها العربي والإسلامي، وكل الداعمين لقضيتنا ومقاومتنا".
كما تطرق البيان إلى القصف الإسرائيلي المتكرر على مواقع النظام السوري والميليشيات الإيرانية، وخاصة قصف مطاري دمشق وحلب مؤخراً، معبراً عن إدانته له، مؤكداً أن موقف حماس ثابت من وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويرفض أي مساس بذلك.
وأكد البيان أن حماس تتابع باهتمام استمرار الهجمات الإسرائيلية على سوريا، وتصاعد محاولات النيل منها وتقسيمها وتجزئتها، وإبعادها عن دورها التاريخي الفاعل، لا سيما على صعيد القضية الفلسطينية.
وشدد البيان على أن سوريا احتضنت الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة لعقود من الزمن، وهو ما يستوجب الوقوف معها، في ظل ما تتعرض له من عدوان غاشم، مشيراً إلى تقدير الحركة للنظام السوري، وتطلعها إلى استعادة النظام دوره ومكانته في الأمتين العربية والإسلامية، موضحةً أنها تدعم كل الجهود المخلصة من أجل استقرار وسلامة سوريا، وازدهارها وتقدمها.
وفي أواخر حزيران الفائت، أعلنت حركة حماس أنها قررت استئناف علاقاتها مع النظام السوري، ونقلت وكالة "رويترز" حينها، عن مصدرين في حركة "حماس"، قولهما إنها قررت استئناف علاقاتها مع سوريا، بعد قطيعة امتدت لعقد على خلفية الثورة السورية.
وبحسب رويترز فإن حماس اتخذت قراراً بالإجماع لإعادة العلاقة مع سوريا، فيما قال مسؤول في الحركة إن حماس والنظام عقدا لقاءات على مستويات قيادية عليا لتحقيق ذلك، مضيفاً أن قرار الحركة بعودة العلاقة مع النظام، يرجع إلى العامل الجغرافي بين البلدين، مؤكداً أن متاخمة سوريا للحدود الفلسطينية تستوجب إعادة العلاقات، لما اسناه حاجة الحركة إلى تعزيز علاقتها مع أصحاب النفوذ بالمنطقة.
وكانت حركة حماس قد أعلنت عُقب اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا، تأييدها للثورة السورية وإسقاط نظام "بشار الأسد"، ولم تكتف حماس بالدعم السياسي للثورة السورية، بل امتد ليشمل دعم عسكري مباشر من قبل كوادرها المتواجدة في سوريا، وبالأخص منطقة "مخيم اليرموك" جنوبي العاصمة دمشق.
وفي وقتٍ سابق أعادت حركة حماس علاقاتها مع إيران، وأشاد مسؤولون من الحركة بـ "الجمهورية الإسلامية" لمساعدتها في إعادة بناء ترسانتها للصواريخ بعيدة المدى في غزة والتي يستخدمونها في قتال إسرائيل.
فيما كشف موقع "المونيتور"، العام الفائت، أن جهود الوساطة التي تقودها شخصيات وقادة إيرانيون وحزب الله، لإعادة العلاقات بين حركة حماس والنظام السوري تحرز تقدماً، وسط التوترات المتزايدة مع خصومهما المشتركين في المنطقة، مشيراً إلى أن الحديث حول عودة العلاقات بين النظام وحركة حماس بعد سنوات من القطيعة، ازداد بعد تصريحات أمين عام حزب الله "حسن نصر الله"، حول أجواء إيجابية تحيط بجهود إعادة العلاقات.

ذات صلة