بلغاريا تعلن إنقاذ 38 طالب لجوء في البحر الأسود

أعلنت السلطات البلغارية، مساء أمس، أن خفر السواحل عثر على قارب يحمل طالبي لجوء في المياه الإقليمية لبلغاريا في البحر الأسود، يحاولون العبور إلى السواحل الرومانية.
وقالت وزارة الداخلية البلغارية في بيانٍ لها نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، مساء أمس الجمعة، إن "خفر السواحل أنقذ 38 طالب لجوء حاولوا الوصول إلى رومانيا عبر البحر الأسود.
ونقلت الوكالة عن رئيس شرطة الحدود في المنطقة التي رصد فيها القارب "أنطون ميركوف"، أن المجموعة التي عثر عليها شملت ثمانية نساء وثمانية أطفال، في المياه الإقليمية البلغارية حيث واجهوا صعوبة في الطقس العاصف، مشيراً إلى أن المركب المذكور يحمل لاجئين من عدة جنسيات أبرزها سوريا وأفغانستان وتركيا.
وفي وقتٍ سابق أعلنت السلطات البلغارية، عن توقيفها 12 شخصاً في عدة مدن حول البلاد بشبهة تشكيل عصابة لتهريب المهاجرين، كاشفةً أن من بين المعتقلين لديها، زعيم العصابة وهو سوري الجنسية مقيم في بلغاريا بشكل قانوني منذ عدة سنوات، ولديه مهنة قانونية.
وقال مكتب المدعي العام البلغاري، إن للعصابة علاقة مباشرة بالحادث الذي وقع في مدينة بورغاس الساحلية، شمال شرقي الحدود مع تركيا، في 25 آب الفائت، والذي تسبب بمقتل شرطيين أثناء محاولتهما توقيف حافلة تحمل لوحات تسجيل تركية وتقل مهاجرين غير شرعيين.
وأضاف أن سائق الحافلة رفض التوقف عند نقطتي تفتيش حدوديتين، فاعترض الشرطيان طريقها بواسطة سيارتهما، لكن السائق دهسهما، ما تسبب بمقتلهما.
وأشار المكتب إلى أن العصابة كانت تتقاضى مبالغ من المهاجرين، تراوحت بين ألفين وثلاثة آلاف يورو عن كل شخص، مؤكداً أن التحقيقات حالياً تدور حول ما إذا كان لتلك المجموعة ارتباطات بجماعات الجريمة المنظمة، أو كان لها نشاط سابق في عمليات تهريب المهاجرين.
فيما تناقلت وسائل إعلام بلغارية أنباءً تُفيد بمداهمة الشرطة عدة مواقع عدة في البلاد، وتنفيذها عمليات تفتيش واعتقال للمشتبه بهم، مبينةً أنه تم العثور على 22 مهاجراً في أحد المواقع القريبة من منزل أحد الموقوفين.
وكانت شرطة الحدود البلغارية، قد أعلنت في وقتٍ سابق عن زيادة كبيرة في الضغط الناجم عن الهجرة غير الشرعية على طول الحدود مع تركيا، مشيرةً إلى أنها اعترضت أكثر من 85 ألف مهاجر خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري عند الحدود مع تركيا، مقارنة بـ41 ألفاً خلال العام 2021 بأكمله.
وقالت قائدة شرطة الحدود البلغارية حينها، إن المهاجرين الواصلين من تركيا معظمهم شباب، تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاماً، مؤكدةً أنهم استعانوا بشبكات تضم مهربين بلغاريين وسوريين.
وتشهد الحدود التركية مع اليونان وبلغاريا، عمليات تدفق كبيرة للمهاجرين العرب والأجانب، حيث يتصدر السوريون، أعلى نسبة بين اللاجئين المتوجهين من تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي، نظراً لتواجد ملايين السوريين على الأراضي التركية.
وشهدت بلغاريا خلال السنوات الفائتة تدفقاً كبيراً للمهاجرين السوريين، القاصدين الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي هرباً من المعارك المندلعة في سوريا، حيث تقع بلغاريا في الجزء الشرقي من أوروبا باتصال حدودي مع تركيا، وتعتبر من أسهل الطرق التي توصل المهاجرين إلى أوروبا.
ويعتبر عام 2013 من أشد الأعوام التي شهدت فيها الحدود البلغارية، عبور موجة ضخمة من طالبي اللجوء السوريين والعراقيين، وتعتبر بلغاريا إلى جانب اليونان من أوائل دول البلقان التي تنصب سياجا حدودياً وذلك نظراً لكثرة المهاجرين العابرين عبر أراضيها.
وتصنف بلغاريا من بين أفقر دول الاتحاد الأوروبي لذلك لا يفضلها معظم المهاجرين، بل يستغلون عبور الحدود فقط للمضي قدماً إلى دول غرب أوروبا الغنية.
وكان الاتحاد الأوروبي قد قدم في أيلول 2016، مبلغ 108 ملايين يورو لمساعدة بلغاريا في التصدي لأزمة الهجرة. وذلك بعد مناشدة أطلقها رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف خلال جولة له على الحدود البلغارية التركية مع نظيره المجري لاستعراض ترتيبات بلغاريا للحد من تدفقهم نحو الاتحاد الأوروبي.