إيران تستولي على مصانع سورية لتسليح حزب الله

كشف تقرير لصحيفة "إسرائيل هيوم"، عن كيفية استيلاء إيران على مصانع الصواريخ السورية لتحقيق أهدافها بإيصال شحنات الأسلحة إلى لبنان.
وقال التقرير إنه بعد أن كانت الأسلحة المصنوعة في إيران تُنقل إلى سوريا جواً وبراً وبحراً ومن هناك إلى لبنان، استطاعت إسرائيل وضع حد لهذا المسار، من خلال استهداف طرق التهريب مئات المرات في السنوات الأخيرة، وكذلك السفن البحرية الإيرانية أو بضرب الطريق البري الطويل الممتد من إيران إلى سوريا، ومهاجمة الطائرات والمطارات حيث تم تخزين الأسلحة بعد وصولها من سوريا عبر رحلات رسمية أو مقنعة.
وأضاف أن الهجمات الممنهجة استنزفت إيران، وكلفتها ثمناً غالياً، بالإضافة إلى أنها عرقلت خططها لتسليح حزب الله اللبناني، بكمية هائلة من الصواريخ الموجهة بدقة.
وأشار إلى أن إيران لجأت إلى تصنيع الأسلحة التي تحتاجها أو التي يحتاجها وكلائها في المنطقة، داخل سوريا، مبينةً أن هذا جعل طريق النقل أقصر، ووفر الكثير من المال على إيران، إلا أن إسرائيل تمكنت بواسطة استخباراتها من كشف خطط طهران البديلة.
ولفت التقرير الإسرائيلي إلى أن إيران شاركت في نشاط تصنيع الأسلحة من دون تنسيق مع السلطات السورية، مؤكداً أن كبار أعضاء الحرس الثوري الإيراني يدفعون أجوراً لكبار الشخصيات في مركز الدراسات والبحوث العلمية، ويطلبون منهم بشكل أساسي العمل في مشاريع إيرانية لتعزيز وجود طهران على الجبهة الشمالية لإسرائيل.
وتابع التقرير "أدى ذلك إلى قيام إسرائيل بزيادة ضرباتها ضد هذا الجهاز الإيراني الذي تم بناؤه حديثاً"، وأردف " كان لبعض الهجمات الأخيرة المنسوبة إلى إسرائيل أهداف عدة أبرزها إلحاق الضرر بأصول التصنيع بحيث لا تصبح صالحة للاستعمال أو تصبح خارج الخدمة لفترة طويلة، وجعل سوريا توقف نشاط إيران على أراضيها أو إجبارها على تقليصه، إضافةً إلى ردع إيران".
وشدد على أن مركز الدراسات والبحوث العلمية، الذي يرأسه "خالد نصري" قدم تقاريره إلى وزير الدفاع السوري "علي عباس" الذي يقوم بدوره بتقديمها إلى رأس النظام السوري "بشار الأسد".
وأضاف أن جميع المعاهد الأخرى التي تصنع الأسلحة بمختلف أنواعها، وكذلك الأكاديمية التي تدرب المهندسين، تتبع لمركز البحوث العملي، مشيرةً إلى أن المعهد 1000 مسؤول عن تطوير وإنتاج الأنظمة الحاسوبية والإلكترونية لبرنامج الأسلحة الكيميائية السوري.
وبيّن أن المعهد 2000 مسؤول عن التطوير والإنتاج الميكانيكي، فيما يهتم المعهد 3000 بالمكونات الكيميائية والبيولوجية الفعلية، أما المعهد 4000 فمسؤول عن تطوير أنظمة الطيران والصواريخ، موضحاً أن إيران تحاول منذ سنوات مشاركة قدراتها للصواريخ التي تحلق لمسافات طويلة وتصيب أهدافها بدقة، مع حزب الله.
ونوهت إلى أنه في البداية قامت إيران بشحن الصواريخ إلى لبنان، ليشهد المستوى التالي شحن المعدات الدقيقة، مضيفاً تشتمل هذه المجموعات على جهاز كمبيوتر توجيه صغير بحجم جهاز "آيباد iPad" يتم تثبيته، مع اللوحات، على صواريخ M-600 التي يمتلكها حزب الله بالفعل، ما يحولها إلى ذخائر دقيقة التوجيه.
وتابع "لقد أرادت إيران تسليح "حزب الله بآلاف من هذه الصواريخ حتى يتمكن من ضرب كل نقطة في إسرائيل، وكان من الممكن أن يكون ذلك تحولاً مزلزلاً، إذ تتمتع معظم صواريخ الحزب اليوم بدقة تمكنها من ضرب منطقة تل أبيب، دون وجود القدرة على إصابة هدف محدد، مشيرةً إلى أنه إذا ما حصل الحزب على الدقة التي تريد إيران منحها له، فسيكون قادراً على إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية الإسرائيلية والمباني الرئيسية والمطارات وغيرها.
وتقول الصحيفة إن إسرائيل تمكنت من كشف الخطة البديلة عام 2017، وضرب منشآت مركز الدراسات والبحوث العلمية عشرات المرات.
وقالت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إن سوريا ليست حريصة على تلبية رغبات إيران، لكنها تجد نفسها مقيدة، فالأسد وأعوانه مدينون لطهران ولا يمكنهم التحرر بسهولة من قبضتها، وهم بحاجة إلى الأموال التي تضخها إيران في سوريا كمحاولة للتأثير على الجبهة الشمالية لإسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن "إيران تعرف كيف تبرم الصفقات وتأمين التفاهمات دون تدخل نظام الأسد"، وأضاف "الأسد بالكاد يدرك ما يجري، أحياناً أعرف أكثر منه عما يحدث في فناء منزله الخلفي"، وتابع "حتى عندما يدرك ما يجري، فهو واقع في تضارب في المصالح"، وأردف "فمن ناحية، هو لا يريد أن يحدث ذلك، ومن ناحية أخرى، يحتاج إلى إيران وعليه رد الدين".
وختم التقرير بالقول إنه رغم الضربات الموجعة التي تلقاها المركز وإصابة برنامج الاستجابة السريعة بالشلل الشديد، إلا أن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها إسرائيل، تُفيد بوجود قرار اتخذ من القيادة الإيرانية ومسؤولي المركز، بمواصلة جهود الإنتاج في المستقبل، وأردف "بعض هذه التفاهمات تم ترسيخها في عقود، والبعض الآخر اتُفق عليه شفهياً، وكلها تصب باتجاه تصنيع عشرات الصواريخ خلال السنوات القليلة المقبلة، ونقلها بعد ذلك إلى "حزب الله" في لبنان."

ذات صلة