وسائل إعلام موالية تتوقع تطبيعاً اقتصادياً مع تركيا في المرحلة المقبلة

كشفت وسائل إعلام موالية للنظام السوري، عن وجود مساعي تبذلها أنقرة لتشجيع دمشق للانفتاح عليها اقتصادياً بعد تعذر الانفتاح "السياسي" مشيرةً إلى أن ذلك يتم عبر بوابة "المعابر".
ونقلت صحيفة الوطن الموالية للنظام عن مصدر اقتصادي قوله، إن التطبيع الاقتصادي، الذي سينتهجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد يكون أحد أهم مقاربات أردوغان للملف السوري، وموجه أساسي وضروري للاستدارة التركية نحو النظام السوري في الفترة القريبة المقبلة.
وأضاف المصدر أن التطبيع الاقتصادي ومغرياته كفيل بإعطاء مسارات التفاوض الأمنية السورية-التركية وقطار التطبيع، تسارعاً وزخماً إضافياً للمضي بخاتمته السعيدة إلى الشق السياسي.
وكشفت "الوطن" عن وجود مبادرة تركية  تستهدف إعادة دمج المجموعات المعارضة، التي تشكل "الجيش الوطني" في المناطق التي تحتلها على حد وصفها، عبر تشكيل مجلس عسكري موحد وإدارة اقتصادية واحدة لإدارة مواردها الاقتصادية، والتي تشكل المعابر مع حكومة النظام أهم جهاتها للتحصيل المالي وتدفقاته النقدية.
وتابعت "في هذا الاتجاه، عمدت هيئة تحرير الشام إلى إزالة السواتر الترابية الموضوعة على الطريق الذي يصل بين مدينتي سرمين وسراقب، والتي تشكل عائقاً أمام مرور الشاحنات نحو معبر ترنبة القائم غرب سراقب".
ونقلت عن مصادر محلية في سراقب قولها إن هذا الإجراء يعد خطوة باتجاه افتتاح المنفذ الإنساني الذي أقامته محافظة إدلب سابقاً، وأن الخطوة لا يمكن أن تتم من دون ضوء أخضر من النظام التركي.
وأوضحت أن "من شأن ذلك مساعدة عبور الراغبين بتسوية أوضاعهم العسكرية من المدنيين من أبناء إدلب إلى مركز المصالحة الذي أقامته الجهات السورية المختصة في 7 أيلول في مدينة خان شيخون جنوب المحافظة، كبادرة حسن نية سورية- تركية مشتركة للدفع بترتيبات المصالحة قدماً".
لاتطبيع سياسي قريب
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية " إبراهيم قالن" قد قال، في رده على سؤال حول نية أنقرة إقامة علاقات مع دمشق، إنه لا توجد حالياً أي خطط للاتصال السياسي مع النظام السوري، مضيفاً أن المخابرات تجري اتصالات في ما بينها.
وأضاف أن موقف تركيا من النظام السوري واضح، مشددا على دعم بلاده لمسار أستانا، ومفاوضات اللجنة الدستورية السورية في جنيف.
فيما أكد وزير الخارجية في حكومة النظام السوري "فيصل المقداد" على أنه ليس هناك مفاوضات حالياً حول تطبيع العلاقات مع تركيا، متهماً تركيا بأنها عقبة أمام "التسوية السورية".
وأضاف المقداد في تصريحات لوسائل إعلام روسية،  أنه ليس هناك اتصالات أيضاً على مستوى وزارتي الخارجية بين البلدين، مشيراً إلى أن عدم التزام تركيا يعد عقبة تعيق عملية تسوية سورية بموجب إطار أستانا، مؤكداً أن مسار أستانا هو الإطار الوحيد القابل للتطبيق لحل النزاع السوري.
التصريحات المذكورة أعقبت إعلان وزارة الخارجية الروسية عن ترحيب بلادها باستعداد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" لبحث عقد لقاء مع رأس النظام السوري " بشار الأسد"، مضيفةً أن موسكو تدعو إلى تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي " ميخائيل بوغدانوف" في تصريحات لوسائل إعلام روسية حينها "تدعم موسكو فكرة تنظيم اجتماع لوزيري خارجية تركيا وسوريا، نحن على استعداد للمساعدة في عقده إذا لزم الأمر".
وأضاف أن اللقاء "سيكون مفيداً"، مشيراً إلى أن موسكو تتحدث بشكل دائم عن إقامة اتصالات بين الجانبين، وأردف "حالياً تجري الاتصالات على المستويين العسكري والاستخباري بين الجانبين، ونحن ندعم هذا اللقاء، ونشجعهم على ذلك"، مؤكداً أنه إذا أرادوا، فنحن على استعداد دائماً لتهيئة ذلك.