صالح مسلم يكشف عن لقاءات سرية سابقة مع الائتلاف وينتقد التقارب التركي مع النظام

كشف حزب الاتحاد الديمقراطي أحد مكونات الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، على لسان رئيسه المشارك "صالح مسلم"، عن حصول مباحثات واجتماعات غير مباشرة مع الائتلاف السوري، كما انتقد التقارب التركي مع النظام السوري في سوريا.
وقال مسلم في تصريحات صحفية إنه لم يجري حوارات مباشرة مع الائتلاف الوطني السوري، مؤكداً حصول لقاءات واجتماعات مع أغلب قادته في مناسبات كثيرة.
وأضاف مسلم أن حزبه بحث مع الائتلاف الكثير من المسائل والقضايا، بما فيها انضمامه للائتلاف، مشدداً على أن "كل هذه الاجتماعات عُقدت بشكل سري، وطرحنا رغبتنا بالانتساب إلى صفوف الائتلاف، لكنهم رفضوا بذريعة أن تركيا سترفض مشاركتنا".
وأشار مسلم إلى أن مشروع الإدارة الذاتية يصلح لتطبيقه في بقية أنحاء سوريا، فأهالي السويداء يطالبون بإدارة ذاتية مدنية، وأهالي درعا طالبوا بأن الحل الأنسب يتمثل في إدارة لا مركزية، وهذا الأمر سمعناه من أهالي الساحل السوري ومحافظات الداخل".
وفي معرض حديثه عن التقارب المحتمل بين النظام وتركيا، أكد مسلم على أنه لن يدوم أي تقارب محتمل بين النظام السوري وتركيا، مشيراً إلى أن إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه أمر شبه مستحيل.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" أن اللقاءات التي تمت بين النظام السوري وتركيا أشبه بالزواج القسري، في إشارة إلى ما أُثير مؤخرا من إعادة العلاقات السياسية بين الطرفين والذي نفته أنقرة.
وبيّن أن الأطراف التي تسعى لإتمام هذا الزواج، سواء أكانت روسيا أو إيران، تعلم وتدرك أنه لن يدوم، ومصيره الحتمي الطلاق، وأردف " لا أعتقد أن هذا التطبيع سيتطور ويأخذ شكل العلاقات الودية، كسابق عهدها قبل 2011، لوجود تناقضات وخلافات كبيرة بين الدولة السورية وتركيا، وهي أعمق بكثير من أن تقفز فوق كل شيء لمحاربة الإدارة الذاتية، وجزء من الشعب السوري".
وجدد مسلم نفيه القاطع لارتباط حزبه، بحزب العمال الكردستاني وأشار " يقولون إن حزبنا  يتبع لـ PKK لاتهامه بالإرهاب، ونحن نؤمن بأن PKK ليس إرهابياً"، وأردف "صحيح، نحن متقاربون أيديولوجياً، ونستمد أفكارنا ونعمل على تطبيق استراتيجيتنا بالتوافق مع أفكار ونظريات السيد عبد الله أوجلان، لأنه قائد كردي وعالمي، لكننا لسنا مرتبطين بـ PKK عضوياً أو تنظيمياً بأي شكل من الأشكال، وإنما تجمعنا فلسفة مشتركة".
ولفت إلى أنه سافر إلى تركيا في عدة زيارات، وقابل كبار مسؤولي وزارة الخارجية التركية، وأن اللقاءات كانت بمثابة محاولات لبناء علاقات بينهم، موضحاً أن أول لقاء كان مع السفير التركي لدى سوريا، في العاصمة المصرية، القاهرة، سنة 2012.
وأضاف " ثم تمت دعوتي رسمياً من الخارجية التركية، وتمحورت اللقاءات حول إلحاق "PYD" ووحدات حماية الشعب الكردية، بصفوف المجلس الوطني بداية، ثم بـ الائتلاف السوري لاحقاً، دون أن تكون لنا كلمة أو رأي، واعتبارنا ملحقاً لا أكثر".
وفي وقتٍ سابق هاجم صالح مسلم النظام السوري، مؤكداً أنه ما زال بعيداً عن الديمقراطية، وقال "النظام بعيد عن مطالبنا في دمقرطة سوريا وحرية السوريين، ومتمسك بذهنيته ويريد الحفاظ على سلطته وحمايتها، وهو لا يريد شيئاً آخر، وعند الحوار مع حزب أو مؤسسة أو شخصية فإن سياساتهم قائمة على العودة لأحضانهم".
وأضاف أن النظام يريد العودة إلى ما قبل 2011، ونحن نقول إن قوانين وتسلط النظام كان سبباً لانطلاقة الأزمة السورية، ولكي لا نعود إلى ذلك يجب بناء نظام جديد والاتفاق حوله بشكل مشترك، وهي سوريا ديمقراطية، مؤكداً على وجوب تغيير القوانين ووضع دستور جديد للبلاد يتفق عليه الجميع.
وأشار إلى أن الإدارة الذاتية ذهبت إلى النظام السوري في الكثير من المرات، كذلك إلى "قاعدة حميميم" وأصبح الروس الوساطة في تلك الاجتماعات للوصول إلى صيغة مشتركة، لكن النظام متمسك بذهنيته.
وشدد على أنه "ليس من السهل أن يترك الروس الكرد هكذا بسهولة، ففي التاريخ كانت هناك علاقات تاريخية بين روسيا والشعب الكردي، وقبل أن تدخل روسيا على خط الأزمة السورية كان لنا لقاءات معهم، حتى أنهم موافقون على مشروعنا ويريدون التوسط لحل الأزمة بيننا وبين دمشق".

ذات صلة