تعرف على هوية مدراء سجن صيدنايا العسكري والجهات المسؤولة عن حمايته

كشف تقرير صادر عن "رابطة معتقلي صيدنايا" معلومات حول سجن صيدنايا العسكري السيئ الصيت، وتناول التقرير هوية مدراء السجن المذكور منذ تأسيسه وحتى اللحظة، بالإضافة إلى ذكر الجهات المسؤولة عن حمايته والمتورطة بأعمال قتل وتعذيب بداخله.
وقال التقرير الذي يُعتبر الأول من نوعه عن السجن من حيث التفاصيل الدقيقة حول الهيكلية الإدارية لسجن صيدنايا وعلاقاته التنظيمية، إن هناك ثلاثة مسـتويات من الحراسة للسجن، الأول يتعلق بحماية السجن من الخارج ضد أي تهديد خارجي أو فرار للسجناء، والثاني مهمته مساندة المستوى الأول، أما الثالث فيتعلـق بحمايـة أبنيـة السجن الداخلية ومراقبة تحركات السجناء وتأمين وجودهم.
وبيّن التقرير أن المستوى الأول من الحماية يعتمد على “السرية الخارجية”، المسؤولة عن حماية أسوار السجن الخارجية ومراقبة التحركات في محيطه، حيث تقوم مهمة السرية الخارجية، وهم عناصر من الشرطة العسكرية، على صد أي محاولة اقتحام وتسلل من الخارج ومراقبة جميع التحركات المشبوهة، أو فرار سجناء من الداخل، إضافة إلى التدقيق في جميع حركات الدخول والخروج من وإلى السجن.
وتنتشر السرية بحسب التحقيق في مكانين رئيسيين، الأول على الباب الرئيسي وتضم من 10 إلى 20 عنصراً، مجندين وصف ضباط متطوعين، يعينهم الضابط المسؤول عن السرية والذي يقع مكتبه على الباب الرئيسي.
فيما يقع المكان الثاني عند الباب الأوسط ويوجد فيه ثلاث مفارز، واحدة تتبع لشعبة الاستخبارات العسكرية الفرع 227تحديداً، وتكمن مهمته في مراقبة السجن أمنياً إضافة إلى التعامل مع أهالي المعتقلين الأمنيين في أثناء الزيارات.
أما المفرزة الثالثة تتبع للفرع 211المعروف باسم فرع أمن الاتصالات، ومهمتها مراقبة الاتصالات السلكية واللاسلكية الصادرة والواردة إلى السجن ومحيطه، إضافة إلى مراقبة الاتصالات في المناطق المجاورة.
وأضاف أن المستوى الثاني مهمته الحماية الخارجية لمحيط السجن ويقع على عاتق الجيش، وخاصة اللواء 21 من الفرقة الثالثة، التي تنتشر على كامل محيط السجن بين السور الداخلي والخارجي، وتتألف من 40 إلى 50 عنصراً.
وأشار إلى أن عناصر الفرقة الثالثة يطلقون على اللواء 21 وصف لواء النخبة، بسبب جهوزيته وتسليحه الجيد وولائه المطلق، مبيناً أن مهمته صد أي محاولة اقتحام بالعتاد الثقيل أو عمليات قصف وتفجير، حيث يضم هـذا اللواء ثلاثة كتائب مشاة وكتيبة دبابات، ويعتبر خط الدفاع الرئيسي عن السجن.
ولفت أن الكتائب التي قامت بحراسة السجن هي الكتيبة 246 والكتيبة 161 والكتيبة 112، وبعد 2011، عززت الحراسة بكتيبة دبابات من اللواء 65، وهي وحدة عسكرية مُشكلة من 3 إلى 5 فصائل يتراوح عدد أفرادها بين 60 و80 فرداً، وكانت متواجدة أصلا لحماية السجن.
فيما ينقسم المستوى الثالث إلى قسمين، الأول المحارس الداخلية ومهمتها حماية الأسوار والأبواب الداخلية للسجن، وضمان بقاء السجناء داخل أبنية السجن وعدم فرارهم خارجها، ويقدر عدد عناصرها بحوالي 25 شخصاً يتوزعون على محارس الحماية الداخلية، ويوجد 4 محارس موزعة على الأسوار الداخلية لكل مبنى، إضافة إلى توزعهم على سطحي المبنيين.
أما القسم الثاني فهو عبارة عن “مفارز الأجنحة”، مسؤوليتها حراسة أجنحة السجن والمنفردات، وتتكون كل مفرزة من ثلاثة عناصر يرأسهم صف ضابط، وهي مسؤولة عن كل ما يتعلق بالخدمات المقدمة للمعتقلين كتوزيع الطعام والدواء وتجهيز المعتقلين للزيارات أو الذهاب إلى المشفى، أو تبليغ المعتقلين بمواعيد المحاكم، كما تقوم المفارز بتفتيش دورية المهاجع.
وحسب التحقيق، يمنع على العناصر إدخال هواتفهم الجوالة نهائياً أثناء الخدمة، وتنقسم خدمة المفارز إلى ثلاث مناوبات، لكن جميع العناصر يجتمعون معاً للقيام بجولات تعذيب للمعتقلين.
مدراء السجن
وذكر التقرير أن سجن صيدنايا العسكري شهد تعاقب 10 مدراء عليه منذ تأسيسه في 1987 حتى اليوم، مشيراً إلى أن  جميع مدراء السجن ينحدرون من محافظتي طرطوس واللاذقية فقط، وهم:
"بركات العش"
يعتبر أول مدير لسجن صيدنايا، إذ تولى إدارته بين عامي 1987 و1991، وينحدر من قرية “دم سرخو” في ريف محافظة اللاذقية، وأضاف أن العش عُين عام 1985 نائباً لمدير سجن تدمر، وكان حينها برتبة مقدم قبل أن يتم ترفيعه إلى رتبة عقيد، وتوليه إدارة سجن صيدنايا وبقي أربع سنوات قبل نقله إلى إدارة الشرطة العسكرية.
وشدد على أن فترة إدارة العش للسجن، شهدت عمليات تعذيب تعرض لها المعتقلون السياسيون المنتمون لحزب البعث الاشتراكي- الجناح العراقي
"محي الدين محمد"
تولى إدارة السجن عام 1991 وبقي حتى عام 2003، ويعتبر أكثر شخص بقي في هذا المنصب دون تغيير، وينحدر من قرية "درمين" التابعة لمدينة جبلة، وهو أحد أبناء رجال الدين المهمين في الطائفة العلوية، حسب التحقيق.
تمثلت فترة إدارته للسجن، بالجمود السياسي الذي كان مُسيطراً على سورية في حقبة التسعينيات، كما تتميز فترة إدارته بإطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين من السجون السورية، بعد تجميعهم في سجن صيدنايا وإطلاق سراحهم على دفعات.
"لؤي يوسف"
تسلم إدارة السجن عام 2003 خلفاً لمحي الدين محمد، وبقي حتى إقالته عام 2006، بعد حادثة هروب موقوفين جنائيين، كانا يعملان في نظام السخرة داخل فرن السجن، حيث جلسا في أكياس طحين، وتجاوزا كل المفارز الأمنية وهما داخل سيارة نقل الطحين.
ينحدر من قرية "بحمرة" في ريف اللاذقية، وكان أحد المقربين من اللواء غازي كنعان، وزير الداخلية الأسبق، قبل انتحاره سنة 2005، ويتميز عهده بإفراغ السجن من معتقلي حافظ الأسد الآب السياسيين، وزج معتقلي بشار الأسد الأبن، حسب التحقيق.
" علي خير بيك"
ينحدر من مدينة القرداحة في اللاذقية، وتسلم إدارة السجن سنة 2006، وبقي حتى إقالته سنة 2008 بعد أحداث التمرد الشهيرة، وبعد تسلمه أطلق العنان لكتاب التقارير والمخبرين من المعتقلين، ما أدى إلى إعادة التحقيق مع عدد من المعتقلين وفتح قضايا جديدة لهم، إضافة إلى العقوبات على المعتقلين وقطع الكهرباء والماء.
وبين التقرير أن هذه الإجراءات تسببت بتمرد في السجن عام 2008، عندما أسر المعتقلين نحو 1200 عنصر من الشرطة العسكرية.
"طلعت محفوض"
تولى إدارة السجن سنة 2008، وينحدر من قرية "البريخية" التابعة لمنطقة الدريكيش في طرطوس، وكان تربطه علاقة قوية مع اللواء آصف شوكت، زوج أخت الأسد، ويعتبر محفوض أحد المسؤولين عن مجزرة صيدنايا عام 2008، والتي أودت بحياة 125 معتقلاً خلال محاولة السيطرة على السجن والقضاء على التمرد.
تسلم محفوض عام 1999 سجن تدمر العسكري، وبقي مديراً له حتى عام 2004، ليصبح رئيساً لفرع الشرطة العسكرية في اللاذقية حتى عام 2006، قبل أن ينقل مرة أخرى إلى سجن تدمر، ثم صيدنايا، وقتل في كمين محكم نصب له من قبل الجيش الحر على طريق التل- منين بريف دمشق في 2013، حسب التحقيق.
"إبراهيم سليمان"
ينحدر من قرية "فجليت" التابعة لمنطقة الدريكيش في طرطوس، متخرج من الكلية الحربية في 1985، تدرج في الرتب العسكرية حتى عام 2009، عندما أصبح عقيد ركن، وتسلم فرع قيادة الشرطة العسكرية في حمص، ثم كاف برئاسة فرع السجون في الشرطة العسكرية.
ولم تدم إدارة إبراهيم لسجن صيدنايا طويلاً، إذ بلغت فقط ستة أشهر ،من 7 أيار 2013، حتى 1 تشرين الثاني من العام نفسه، قبل أن يعاد إلى الشرطة العسكرية في القابون، وتميزت فترة إدارته بتصاعد عمليات التعذيب الممنهجة، التي طبقت على المعتقلين في السجن، انتقاماً لمقتل المدير السابق للسجن.
"أديب اسمندر"
من مواليد قرية "القلايع" التابعة لمدنية جبلة عام 1962، واتبع دورة طالب ضابط في كلية الحربية الكيمائية في منطقة اليهودية في اللاذقية، ثم تخرج منها عام 1983، وهي نفس الدورة التي تخرج منها باسل الأسد شقيق بشار، الذي مات بحادث سير عام 1994.
وتعرف اسمندر على بشار الأسد خلال خضوع الأخير لدورة مهندس قيادي في كلية المدرعات في حمص، وطلب منه نقله إلى الشرطة العسكرية، وعُين رئيساً لفرع الشرطة العسكرية في إدلب عام 2003، ثم عين رئيساً لفرع الشرطة العسكرية في اللاذقية حتى العام 2010، قبل أن ينقل إلى إدارة الشرطة في دمشق.
في 2013 عين مديراً لسجن صيدنايا وبقي حتى آذار 2014، حين نقل إلى إدارة الشرطة العسكرية، وتميز عهده بالتنويع في وسائل التعذيب والتنكيل، إذ أمر بسحب كل أدوات الحلاقة، من المعتقلين وإجبار السجناء على حلاقة لحاهم بنتفها بالأيدي أو بخيط من البطانية، وبحسب التحقيق فإن عدداً من المعتقلين ماتوا تحت التعذيب، بسبب العقوبات التي كانت تفرض عليهم بحجة وجود شعر على لحاهم.
"محمود معتوق"
من مواليد قرية "فيديو" باللاذقية عام 1970، وانتسب إلى الكلية الحربية وتخرج عام 1992، باختصاص دفاع جوي، قبل أن ينقل إلى مدرسة الشرطة العسكرية في القابون مدرباً لمادة النظام المنضم، بعد تميزه وانضباطه في تقديم أحد العروض العسكرية في الدفاع الجوي.
في 2002 ابتُعث معتوق إلى روسيا مدة ستة أشهر، وخضع لدورة تدريبية، قام على أثرها بتعديل مادة النظام المنضم في الجيش، وفي 2008 تخرج من دورة القيادة والأركان في أكاديمية الركن، وبقي في إدارة الشرطة العسكرية حتى عام 2013 قبل نقله إلى سجن صيدنايا خلفاً للعميد اسمندر.
تعتبر فترة معتوق من أصعب فترات السجن، إذ عُيّن المقدم هيثم رحال ضابط أمن السجن، والذي بدوره شكل عصابة سميت “عصابة الأشرار”، وأفرادها من الطائفة العلوية من المحكومين بأحكام سرقة وخطف وقتل، حسب التحقيق.
وكانت العصابة تدخل إلى المهاجع وتنكل بالسجناء، حيث قتلت العديد منهم بتكسير عظامهم وتحطيم رقابهم، وابتكر معتوق طريقة حلق شعر الرأس والجفن للمعتقلين بالخيط، قبل وفاته بنوبة قلبية في السجن مطلع 2018.
"وسيم حسن"
من مواليد قرية "بتغرامو" التابعة لمدينة جبلة عام 1968، انتسب إلى الكلية الحربية ثم تخرج منها برتبة ملازم اختصاص مشاة، وتم فرزه إلى الحرس الجمهوري، وفي عام 1996 نقل إلى الشرطة العسكرية في القابون، وخضع إلى دورة تأهيل وتدريب لمدة 6 أشهر، وبعدها عُيّن في الكتيبة 230 في الوحدة الثالثة لقيادة الشرطة العسكرية.
وفي عام 2000 نقل إلى لبنان وتولى قيادة السرية الميدانية التابعة للكتيبة الميدانية التي نقل إليها عام 1998.
وفي عام عام 2002 نقل إلى سجن تدمر واستلم سرية الحراسة التابعة للسجن، وبقي هناك حتى عام 2006، قبل نقله إلى سجن صيدنايا في عام 2007، ثم نقل مرة أخرى إلى قيادة الشرطة العسكرية في دمشق.
وفي 2010 رقي إلى رتبة عقيد وأعيد مجدداً إلى سجن صيدنايا، ثم عُين معاوناً لمدير السجن “طلعت محفوض”، قبل نقله إلى فرع الشرطة العسكرية في اللاذقية سنة 2013، وبقي هناك حتى عُين مديراً لسجن صيدنايا سنة 2018.
وأبرز ما يميز فترة حسن، إعدامه مالا يقل عن 500 شخص من الذين أجروا مصالحات “تسوية” مع النظام وخاصة من أهالي الغوطة ودرعا وحمص وحلب.
"أسامة محمد العلي"
من مواليد قرى منطقة صافيتا بطرطوس عام 1971، وتخرج من الكلية الحربية برتبة ملازم اختصاص مشاة عام 1994، كان على علاقة جيدة مع العماد إبراهيم الصافي قائد الفرقة الأولى حينها، الأمر الذي ساهم بنقله إلى الشرطة العسكرية.
تدرج في الرتب العسكرية خلال تواجده في الشرطة، قبل ترقيته إلى رتبة مقدم في 2010 ونقله إلى سجن صيدنايا، وبقي هناك حتى عام 2014 عندما نقل إلى المباحث العسكرية بفرع دمشق ورفع إلى رتبة عقيد.
عُين في 2016 رئيساً لفرع الشرطة العسكرية في القامشلي، وبقي هناك حتى عام 2018 حيث تم نقله مجدداً إلى سجن صيدنايا، الذي تسلم إدارته في 15 آذار 2020 حتى الآن.

ذات صلة