تنافس على التجنيد: حزب الله العراقي يُنشئ مركزاً للانتساب في ريف الرقة

أنشأت ميليشيا حزب الله العراقي، مركزاً للانتساب بريف منطقة السبخة شرقي الرقة، التي أطلق النظام فيها منذ فترة عمليات تسوية أوضاع للمطلوبين الأمنيين، والفارين من الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وسط تخوف من استغلال الميليشيات لعمليات التسوية الجارية في رفد صفوفها بالسكان المحليين المتخوفين من الملاحقة الأمنية.
وقالت مصادر مطلعة لـ"وكالة المجس" إن ميليشيا "حزب الله العراقي" استولت أواخر الأسبوع الفائت، على مبنى "شركة الكهرباء" القديم في قرية "الرحبي" بريف السبخة، مبينةً أنها قامت بإعادة تأهيله وتحويله إلى مركز انتساب تابع للميليشيا.
وأضافت المصادر أنه وعلى الرغم من وجود القوات الروسية، وقوات تابعة للنظام السوري في المنطقة، إلا أن الميليشيا أقامت مركز التطوع المذكور، تحت مرأى ومسمع تلك القوات، موضحةً أن الروس اكتفوا بالمشاهدة ولم يتدخلوا أو يعلقوا على الحدث.
ونقلت المصادر عن مقربين من "حزب الله" العراقي قولهم، إن الحزب انتهى من تجهيز مركز الانتساب الجديد وسيقوم باستقبال المتطوعين الراغبين بالانضمام إلى صفوفه اعتباراُ من يوم الخميس 3 آذار الجاري، مشيرةً إلى أن الحزب عمم على الأهالي رغبته بتدعيم كوادره بعناصر محلية من أبناء القرى، مشترطاً على المنتسبين الجدد إحضار هوية شخصية في حال كانوا من العازبين، وإحضار هوية شخصية وبيان عائلي للمتزوجين.
تنافس على التجنيد
وتشهد مناطق شرقي سوريا، وجنوبها، سباقاً محموماً بين مختلف القوى الدولية المنتشرة فيها، وعلى رأسها روسيا وإيران حلفاء النظام السوري، بهدف تجنيد الشباب السوري في صفوف الميليشيات التابعة بشكل مباشر لهما أو المرتبطة بهما، ونشر القواعد العسكرية في مختلف المناطق السورية لإحكام السيطرة والنفوذ، على تلك المناطق التي باتت أشبه، بحلبة صراع دولي، تتداخل فيها مصالح القوى الدولية والإقليمية.
وعُقب التحركات الدولية الأخيرة الرامية لإخراج الإيرانيين من سوريا، والغارات الجوية المكثفة التي شهدتها مقار ومستودعات تابعة للميليشيات الإيرانية، وما أعقبها من مغادرة مصطفى غفاري، سوريا، تنبه الإيرانيون إلى ضرورة الاعتماد على الحاضنة الشعبية في تعزيز ترسانتهم العسكرية، الأمر الذي دفعهم لتوطيد علاقاتهم مع السكان المحليين في المناطق التي تتواجد بها الميليشيات التابعة لهم، وخصوصاً في مناطق شرقي سوريا، التي تشهد صراعاً دولياً بين أغلب القوى المنخرطة في الملف السوري، وذلك لحساسية المنطقة واحتوائها على أغلب ثروات سوريا الطبيعية، فضلاً عن وجود القوى العظمى المتمثلة بالروس والأمريكيين.
تحركات سابقة لحزب الله العراقي في الرقة
شهدت مناطق ريف الرقة والتي تنشط فيها كتائب حزب الله العراقي التابعة للحرس الثوري الإيراني، تحركات عسكرية مكثفة منذ حزيران العام الفائت، تمثلت بتعزيز الميليشيا لمواقعها العسكرية وتحصينهاـ فضلاً عن إقامتها لمعسكرات تدريبية للمنتسبين الجديد.
وتُشير المصادر إلى أن ميليشيا حزب الله العراقي، تعمل بشكل منفصل في ريف الرقة وتقوم بتنفيذ عدة تكتيكات عسكرية خاصة بها، دون الرجوع إلى النظام السوري ما يدل على استقلال الميليشيا وتلقيها الأوامر من إيران فقط.
وتنتشر ميليشيا حزب العراقي على خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية المتواجدة في الطبقة، وتمتلك الميليشيا مقراً لها في منطقة صفيان الواقعة حنوب غرب الطبقة.
وبدأت ميليشيا الحزب منذ أشهر، بتحصين مواقعها في منطقة صفيان، حيث عمدت إلى تدعيم المواقع وإنشاء سواتر ترابية وتحصين الحفر الفردية لعناصرها فضلاً عن تمويه مواقع مقراتها الرئيسية وتوزيع عناصرها على شكل مجموعات.
وبحسب المصادر فإن الميليشيا استقدمت في وقتٍ سابق، قرابة 150 عاملاً من مخيمات النازحين المتواجدة في منطقة معدان للقيام بعملية حفر النفق على خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية، ولوحظ اقتصار عمل عناصرها بالإشراف على العمال وتهيئة المواقع المراد حفرها، حيث أوكلت مهمة الحفر بالكامل لأشخاص مدنيين وغير منضمين للميليشيا.
وأضافت أن الميليشيا أجرت عمليات حفر للخنادق في محيط النقاط العسكرية جميعها التابعة لها بريف الرقة، وخاصةً قرب بلدة الرصافة في الريف الغربي، وزرعت ألغام متفجرة يجري التحكم بها عبر أجهزة تحكم عن بعد.
وزودت الميليشيا المقار بكاميرات مراقبة وأجهزة مراقبة حرارية متطورة مصدرها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، الذي يشرف على جميع الميليشيات المرتبطة بإيران في سوريا وتقاتل إلى جانب نظام الأسد.
كما استولت في آذار الفائت على المدرسة الوحيدة في قرية البوحمد شرقي الرقة، وحولتها إلى مقر عسكري تابع لها.
وفي شباط العام الفائت استقدمت مليشيا حزب الله العراقي، معدات لوجستية إلى مدينة معدان الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف الرقة الشرقي، وتضمنت المعدات مستلزمات كهربائية وصحية وأبواب وشبابيك بالإضافة إلى مواد طبية وغذائية من ريف دير الزور الغربي، فضلاً عن تجهيز مقر جديد لها يضم مشفى ميداني ومكاتب إدارية لها.
كما قامت في حزيران العام 2021،  بتهيئة معسكر تابع لها، بالقرب من سفوح تلال السبخة شرقي الرقة، وذلك بهدف وضع المنتسبين الجدد لصفوفها بداخله، وإجراء تدريبات عسكرية مكثفة لهم.
وتمتلك ميليشيا حزب الله العراقي مركز ثقل كبير في الحدود العراقية السورية وتخضع مدينة القائم الحدودية لسيطرتها بشكل كامل، وتستخدم الميليشيا مدينة القائم كمركز انطلاق لعناصرها باتجاه سوريا فضلاً عن تجميع العناصر الأجانب هناك وإرسالهم على شكل دفعات إلى مناطق دير الزور والرقة شرقي سوريا.
يُشار إلى أن الميليشيات المرتبطة بميليشيا بالحرس الثوري الإيراني وخصوصاً الميليشيات العراقية تنتشر في جميع مناطق سيطرة قوات النظام السوري، وبشكل خاص في ريفي الرقة ودير الزور، كما تعد المتحكم الأول في المناطق الحدودية مع العراق.
وتشهد مناطق دير الزور والرقة ومناطق البادية الشامية المحاذية للحدود العراقية حراكاً متصاعداً للميليشيات الإيرانية من أجل إنجاز خطتها في عمليات إعادة الانتشار وتثبيت وتحصين مواقعها وإنشاء مراكز انتساب جديدة.