الأمم المتحدة تناقش مع تركيا الخطة الرامية لإعادة مليون لاجئ إلى سوريا

ناقشت الحكومة التركية، الجمعة، الصيغة المتعلقة بعودة اللاجئين السوريين إلى سوريا، وذلك بعد تصريحات أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن فيها بدء العمل على إعادة نحو مليون لاجئ سوري إلى ديارهم.
وقالت وسائل إعلام تركية، أبرزها شبكة ""CNN تركيا، إن الأمم المتحدة بدأت بدراسة الصيغة التركية، بهدف المشاركة في آلية العودة الطوعية، مشيرةً إلى أنها ركزت على الجانب المتعلق برصد موارد مالية دولية لإنشاء مستوطنات جديدة في المنطقة الآمنة شمالي سوريا.
وشددت الشبكة على أن الصيغة التي تدرسها الحكومة التركية مع الأمم المتحدة، ركزت بشكل مباشر على 13 منطقة من المقرر إعادة مليون لاجئ على الأقل إليها، مؤكدةً بدء تقييم الدراسات من حيث الأرقام والقانون الدولي والعلاقات بين تركيا وسوريا، مشيرةً إلى وجود خطوات يجب اتخاذها مع النظام السوري من أجل نجاح جهود العودة الطوعية.
فيما قالت السلطات التركية في الصيغة المذكورة، إنه بينما يتم إنشاء مستوطنات آمنة في 13 منطقة، يجب أن تشارك الأمم المتحدة في عملية العودة الطوعية ويجب توسيع عمل المنظمة من خلال الحصول على المساعدة من الأموال الدولية.
وأكدت أنه بعد مغادرة نحو 500 ألف شخص الأراضي التركية، سيرتفع عدد السوريين المطلوب تأمين إقامتهم في المنطقة الآمنة إلى 1.5 مليون، مبينةً أن الدعم الدولي ضروري لضمان عودة المزيد من اللاجئين من خلال إنشاء البنية التحتية العامة بأكملها في هذه المنطقة.
ونقلت الشبكة عن مصادر حكومية قولها إن هناك حاجة إلى موارد مالية جديدة لإقامة المستوطنات في المنطقة الآمنة وقالت: "هذه ليست مشكلة تركيا فحسب، بل مشكلة العالم بأسره، خاصة أوروبا، يجب على جميع المنظمات الدولية القيام بدورها من أجل العودة الآمنة لطالبي اللجوء إلى بلدانهم".
وأضافت أنه وفقا للقانون، يجب ألا يتعرض السوريون الخاضعون للحماية المؤقتة لسوء المعاملة وظروف الحرب عند عودتهم، وتذكر المادة 17 من الدستور والمادة 3 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان ضمانات بخصوص ذلك، وبحسب قانون الأجانب والحماية الدولية رقم 6458، يمكن العودة على أساس "طوعي"، وبدعم من النظام السوري عند الضرورة، وفقاً للشبكة.
ونقلت عن مصادر حكومية قولها، إن هناك ثلاث طرق في القانون الدولي لطالبي اللجوء، وهي العودة الطوعية،  أو الذهاب طواعية إلى بلد ثالث، أو الاستقرار في البلد الذي لجأوا إليه وتفعيل عملية الاندماج، مشيرةً إلى وجود مناقشات بشأن منح الجنسية لبعض السوريين الذين يتمتعون بوضع الحماية المؤقتة.
وبينت أنه من أجل تشجيع العودة الطوعية إلى سوريا، تقوم تركيا ببناء منازل مصنوعة من الطوب في المنطقة الحدودية بدعم من المنظمات غير الحكومية، لافتةً إلى الانتهاء من بناء 57306 منزل من أصل 77 ألف في إدلب وتسليمها للمستفيدين السوريين في حفل أقيم يوم الثلاثاء الفائت.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد كشف في كلمة له قبل أيام، عن مشروع جديد يضمن عودة مليون لاجئ سوري من المقيمين في تركيا إلى الداخل السوري، مشدداً على أن تركيا تعمل على دعم إستراتيجية السيطرة على الهجرة عبر الحدود بمشاريع العودة الطوعية.
وقال أردوغان خلال الكلمة إن العمليات العسكرية التي قامت بها تركيا في شمال سوريا ساعدت في عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مؤكداً "منذ أن بدأت تركيا عملياتها عبر الحدود في مواجهة المأساة الإنسانية المتفاقمة في سوريا عام 2016، عاد قرابة 500 ألف سوري إلى المناطق الآمنة التي أنشأتها حتى الآن"، معتبراً أن منازل الطوب التي يتم إنشاؤها في سوريا على وجه الخصوص تعد واحدة من هذه الخطوات، وذلك بدعم من المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية.