جولة جديدة من أستانا نهاية أيار ماعلاقة إيران بذلك؟

أشار المبعوث الروسي إلى سوريا "ميخائيل بوغدانوف" إلى أن نهاية شهر أيار الجاري، سيكون موعداً لعقد اجتماع أستانا في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، وذلك بتنسيق مع تركيا وإيران.
وقال بوغدانوف في تصريحات صحفية لموقع روسيا إنه "تم الاتفاق بشكل مبدئي على عقد الاجتماع المقبل بصيغة أستانا آواخر أيار في نور سلطان"، موضحاً أنه "تم الاتفاق بشكل مبدئي وأتمنى ان يكون كل شيء على ما يرام".
ولفت المبعوث الروسي إلى أن تحديد الموعد جاء بعد مناقشات أجرتها موسكو مع أنقرة وطهران، ووفدي المعارضة والنظام.
بدورها وصفت مصادر معارضة من هيئة التفاوض السورية لـ"وكالة المجس"، الإعلان الروسي بأنه " استفزازي وبعيد عن الواقع"، مشيرةً إلى أن روسيا تسبح عكس تيار المجتمع الدولي متجاهلةً الأزمة الدولية التي أحدثتها في حربها على أوكرانيا"، وأضافت أن من جلب الحرب والدمار لكييف لن يجلب السلام لدمشق، مشددةً على أن موسكو من أبرز مرتكبي مجازر الحرب في سوريا مع النظام السوري.
وقللت المصادر ذاتها من أهمية الجولة القادمة من مسار أستانا، مبينةً أن المسار شهد قرابة 17 جولة فاشلة وأن الجولة الثامنة عشرة لن تختلف عن سابقاتها، من حيث الشكل والمضمون والنتائج، مؤكدةً في الوقت ذاته أن موسكو والمسارات السياسية التابعة لها لم تعد مصدر ثقة لدى المجتمع الدولي الذي شاهد العقلية الروسية في سوريا ومؤخراً في أوكرانيا.
ولفتت أن توتر العلاقات بين روسيا وتركيا، على خلفية العمليات التركية في شمال شرق سوريا، وإغلاق الأجواء التركية بوجه الروس، قد تسهم بشكل مباشر في فشل الجولة المزمع عقدها في العاصمة نور سلطان، مبينةً أن التحرك الدولي لعزل روسيا، بات يهدد العلاقات الروسية-التركية.
وشددت على وجود خلافات أخرى بين موسكو وطهران، حول مناطق النفوذ في سوريا، مشيرةً إلى أن العلاقات بين الجانبين لم تعد كما كانت في السابق، وعزت ذلك إلى وجود انزعاج روسي كبير من إيران، التي استغلت الحرب الدائرة في أوكرانيا لتوسيع مناطق سيطرتها على حساب الروس.
ورجحت أن أهم أسباب انعقاد الجولة 18 من أستانا يرجع إلى التمدد التركي والإيراني في مناطق النظام السوري وقسد، مؤكدةً أن موسكو ترغب بإيصال رسالة سياسية لكلا الطرفين مفادها "لاتنازلات عن الخريطة الحالية في سوريا".
وفي كانون الأول الفائت انعقدت الجولة 17 من مسار أستانا التفاوضي حول سوريا، بمشاركة وفود من الثلاثي الضامن إيران وروسيا وتركيا، إضافة إلى النظام والمعارضة السورية والأمم المتحدة، ودول مشاركة بصفة مراقب " لبنان والعراق والأردن"، وممثلي منظمات دولية.
وناقشت الجولة المذكورة العديد من القضايا والملفات، كـ " التهدئة الميدانية، وملف المليشيات الانفصالية "قسد"، ومصير اللجنة الدستورية، وفق تصريحات صحافية صدرت حينها عن وفد المعارضة المشارك في أستانا.
كما شهدت تطرق الثلاثي الضامن للأوضاع في منطقة شرقي الفرات، الخارجة عن سيطرة النظام والمعارضة، والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، حيث تعتبر أنقرة هذه المنطقة مصدر قلقٍ دائم لها، وتحاول التوصل مع الروس، إلى صيغة تُمنح أنقرة بموجبها الضوء الأخضر للقيام بعمليات سواء في شرقي الفرات أو غربه، للحد من نشاط قسد التي يرى الأتراك أنها تهدد حدود بلادهم الجنوبية.
وغالباً ما تصطدم المطالب التركية المقدمة لموسكو بخصوص شرق الفرات، بمحاولات الروس في تحقيق مكاسب للنظام في الشمال الغربي من سوريا، خصوصاً في محافظة إدلب، وهو ما ترفضه أنقرة بسبب مخاوف من موجات نزوح ربما لا تقف عند الحدود السورية التركية.

ذات صلة