مؤتمر استوكهولم: مساعي لتشكيل منصة سورية جديدة بعيداً عن منصات المعارضة السورية

أنهى لقاء استكهولم التشاوري الثالث أعماله قبل أيام، بتصريح ومسودة تهيئ لمؤتمر القوى والشخصيات المعارضة الديمقراطية السورية بحضور 35 مندوب وممثل عن الشخصيات والقوى المعارضة الديمقراطية السورية.
وقال رئيس مجلس سوريا الديمقراطية "رياض درار"، إن اللقاء ضم قيادات من مسد وممثلين عن الخارجية الأمريكية والسويسرية والإيطالية بالإضافة لإدارة مركز" أولف بالما" الدولي وعدد من الشخصيات في الداخل السوري من مناطق مختلفة عبر تطبيق الزووم.
وأضاف درار أن المؤتمر بدأ بعرض دراسة بحثية قدمها أحد الحضور من ذوي الخبرة والاختصاص في الدساتير والقوانين وأشكال الحكم لأهم الأنظمة العالمية وقياسها وإسقاطها على الحالة السورية، موضحاً بأن اللامركزية موجودة بالتاريخ السوري وفي بعض الدساتير منذ العام ١٩٢٠.
وشدد درار على أنه "آن الأوان ليدخل السوريون عهداً جديداً عن كل ما سبق، عهداً من السلام والحرية والحداثة والازدهار، ويخرجوا من أزمنة الهويات المتناحرة والعيش دائماً على أعتاب الحروب واحتمالاتها إلى هوية واحدة لا يختلفون عليها، ليس فيها نفي أو اقصاء لأحد، قادرة علي جمعهم في بوتقة وطنية واحدة، من دون أن يحتاجوا للتخلي عن هوياتهم الفرعية الأخرى، قومية كانت أم إثنية أم دينية أم مذهبية وطائفية".
وأشار إلى أنه لا توجد هوية مهما علت منزلتها لدى أصحابها يمكن أن تكون لها القدرة على جمع السوريين واحتواء تنوعهم وإنهاء فرقتهم إلا الهوية السورية، موضحاً " تستطيع هذه الهوية أن تحول هذا التنوع إلى نعمة، وتحبط أطماع الآخرين فيهم".
وأوضح القائمون على اللجنة التحضيرية للمؤتمر في تصريح صحفي، أن الهوية السورية الحقيقية تبنى تأكيداً على تثبيت الاعتراف بكامل حقوق الهويات المحلية، وأن اللامركزية مدخل للحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
أهداف المؤتمر
وقالت مصادر مقربة من مسد لـ"وكالة المجس" إن اللقاءات التشاورية في ستوكهولم، تهدف بالدرجة الأولى إلى الحشد وجمع الأفكار، مبينةً أنه في كل جولة من اللقاءات التشاورية، تنضم أسماء جديدة للشخصيات والقوى الديمقراطية.
ونقلت عن درار قوله إن هناك إمكانية خلال الفترة الحالية للتواصل مع السوريين ممن لم يشاركوا حتى الآن، قبل الذهاب إلى المؤتمر المزعم انعقاده نهاية العام الحالي، أو بداية العام المقبل وفق توقعاته، منوهاً إلى أن تمثيل المؤتمر يتعلق بعدد المشاركين فيه، وفي ختام الجولات التشاورية، سيتم اختيار ممثلي "مؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية".
وشددت على أنه لا دعوة لمنصات المعارضة لحضور المؤتمر، حيث يتم التواصل مع القوى والشخصيات الديمقراطية بأسمائها، سواء كانت من داخل المنصات أو من خارجها.
ولفتت أن اللقاءات التشاورية، تبحث تشكيل منصة سورية جديدة، نتيجة توافقات لشخصيات وقوى ديمقراطية تؤمن باللامركزية لسوريا مدنية وتعترف بكامل حقوق الهويات المحلية لبناء الهوية الوطنية الحقيقية.
وفي تقريرٍ سابق أشارت "المجس" إلى أن الغاية الأساسية من عقد المؤتمر، تتركز حول إحداث خرق كبير في المشهد السياسي المعارض، وإضافة منصة جديدة إلى المنصات السياسية الموجودة في المشهد السوري.
وأشار التقرير إلى أن مجلس سوريا الديمقراطية، يريد من عقد مؤتمرات مشابهة، خلق بلبلة في الساحة السياسية السورية، تضمن له حجز مقعد في الحل السياسي السوري، الذي استبعدته منه الأمم المتحدة في المفاوضات التي ترعاها في جنيف، عبر إنشاء كيان موازي للائتلاف، أو كيان يُسفر عن اعتراف دولي يُحيد الائتلاف عن التفرد بالمشهد السياسي للمعارضة السورية.
ونقل عن مقربين من الإدارة قولهم إن مجلس سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا يعمل على توحيد قوى المعارضة، وتغيير الشكل السياسي الحالي إلى شكل جديد قابل للتطوير، مؤكدين أن لقاء استوكهولم سيكون بمثابة بداية جديدة ومفيدة للحل السياسي السوري، وأن لقاء استوكهولم شهد مشاركة شخصيات مستقلة وتيارات سياسية، منها مسد، وتيار المواطنة، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، وأعضاء سابقين في الائتلاف الوطني السوري، وشخصيات اجتماعية وعشائرية. ومن الشخصيات المستقلة اللواء محمد الحاج علي وبسمة قضماني.
بدورها شككت شخصيات معارضة في حديث لـ"وكالة المجس"، بجدوى لقاء استوكهولم الذي تبنت مسد عقده وعملت على دعوة وجوه المعارضة السورية إليه، مؤكدة بأنه خالي المضمون والقيمة، وأنه لن يُسهم في جمع تيارات المعارضة السورية.
وتأتي هذه اللقاءات في وقت يشهد الائتلاف السوري المعارض، الجسم السياسي الممثل للثورة السورية، أزمة خلافات كبيرة، رافقتها انسحابات كتل وشخصيات، عقب إجراء رئاسة الائتلاف تعديلات جديدة.
وكان الائتلاف المعارض قد اتخذ مطلع نيسان الفائت، عدداً من القرارات تحت بند "الإصلاح وتعديل النظام الداخلي"، تضمنت فصل 18 عضواً واستبدال أربعة أعضاء بآخرين، سبقه تصويت أعضاء الهيئة العامة على إنهاء عضوية أربعة مكونات من الائتلاف وهي حركة العمل الوطني، والكتلة الوطنية المؤسسة، والحراك الثوري، والحركة الكردية المستقلة.

ذات صلة