مظاهرات في مدينة الباب واتهامات للشرطة العسكرية بتلقي الرشاوى من مجرم سابق

شهدت مدينة الباب الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري شرقي حلب، اليوم الأربعاء، غضباً شعبياً واسعاً واحتجاجات أمام مقر الشرطة العسكرية وسط المدينة.
وقالت مصادر محلية لـ"وكالة المجس" إن العشرات من المتظاهرين الغاضبين تجمعوا أمام مقر الشرطة العسكرية، وذلك للاحتجاج على إطلاق الشرطة سراح أحد المتهمين بارتكاب جرائم قتل واغتصاب، خلال خدمته العسكرية في صفوف قوات النظام.
وأضافت المصادر أن الاحتجاجات اندلعت على إثر إطلاق الشرطة العسكرية في المدينة سراح الشاب محمد المصطفى من أبناء مدينة الباب، والذي خدم في صفوف الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام، منذ العام 2011، ثم عاد مؤخراً إلى المدينة عبر طرق التهريب، واعتقلته الشرطة العسكرية عُقب عودته.
وأشارت المصادر إلى أن المتظاهرين اتهموا الشرطة العسكرية بتقاضي رشاوى مقابل الإفراج عن محمد المصطفى، ونقلت عن مصدر مقرب من عائلة الشاب أن الأخيرة دفعت مبلغاً قدره 1500 دولار أمريكي، مقابل إطلاق سراحه.
وبينت المصادر أن المحتجين واصلوا تظاهرهم أمام مقر الشرطة العسكرية، وطالبوا بمحاسبة جميع المتورطين بإخلاء سبيله وعلى رأسهم قائد الشرطة العقيد عبد اللطيف الأحمد، إضافةً إلى "حميدو الجحيشي"، القيادي في فرقة السلطان مراد، الذي كان وسيطاً في إخلاء سبيله.
من جانبها أصدرت الشرطة العسكرية في المدينة بياناً قالت فيه إن "المصطفى" ما يزال موقوفاً لديها، وإنه سيحال إلى القضاء للبت في قضيته، وذلك بعد الاعترافات التي أدلى بها، فيما نفت مصادر متطابقة لـ"المجس" الأخبار التي تداولتها بعض المواقع الإعلامية حول هروب قائد الشرطة العسكرية من المدينة، مؤكدةً في الوقت ذاته أنه أُقيل من منصبه.
ولفتت إلى أن عدداً من الضباط والعناصر في الشرطة العسكرية، وعلى رأسهم رئيس قسم المباحث العسكرية تقدموا باستقالتهم من الشرطة، اعتراضاً على إطلاق سراح محمد المصطفى، رغم ما ثبت عليه من جرائم وأقر بها في اعترافه، ما أجبر قيادة الشرطة على إعادة اعتقال المصطفى.
هل بات الشمال السوري مأوى لشبيحة الأسد!
وفي وقتٍ سابق كشف الناشط الإعلامي "محمود الدمشقي" عن وجود اثنين من الشبيحة وهما " قاسم وزين محمد قعدان" في مناطق شمال سورياً، وأشار إلى أنها قدما إلى المنطقة بحماية أحد الأمنيين في جيش الإسلام، أحد فصائل الجيش الوطني بمنطقة عفرين شمال حلب، حيث اتهمهما الدمشقي بارتكاب جرائم حرب ومجازر وانتهاكات واسعة تجاه المدنيين خلال خدمتهم في صفوف النظام بمحافظة درعا.
وأضاف الدمشقي المنحدر من جنوب العاصمة دمشق، أن الأخوين قعدان، موجودان في منطقة عفرين بحماية أخيهم حسام قعدان، الذي يعمل كأمني في جيش الإسلام، ما دفع فصائل الجيش الوطني لإنكار الأمر بعد افتضاحه، ومن ثم اعتقال الناشط الدمشقي بتهمة إثارة نشر معلومات مغلوطة وإثارة فتنة مناطقية وغيرها من التهم، وإطلاق سراحه لاحقاً.
بدورها أكدت مصادر محلية  من درعا لـ"المجس" أن المتهمين شاركا بمجازر عديدة بحق المدنيين في قرى غباغب والصنمين وغيرها من قرى درعا، خلال خدمتهما في صفوف النظام السوري، مشيرةً إلى أنهما شاركا بحملات اقتحام ومداهمات على الحواجز.
وتعاني مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري، من فلتان أمني كبير، وانتهاكات واسعة تجاه المدنيين وصلت لجرائم القتل في السجون الخاضعة للفصائل، وسط استهداف دائم للمنطقة من قبل قوات النظام السوري والطيران الروسي وقوات سوريا الديمقراطية.