تركيا تُحدد معايير وإجراءات مشروع العودة الطوعية للاجئين السوريين

كشف المدير العام للاندماج في رئاسة إدارة الهجرة التركية، نائب مدير الهجرة "غوكشة أوك"، عن وجود معايير ومحددات لمشروع عودة السوريين إلى المناطق الآمنة في بلادهم، مبيناً أنها طوعية وتوافق القوانين الدولية.
وقال أوك في حوار صحفي أجرته مع وكالة "الأناضول" التركية، إن "تشجيع الناس للعودة الطوعية والاستقرار ببلادهم يتطلب أن تكون المنطقة آمنة مستقرة، وضمان أمن العائدين وكرامتهم، فالعامل الأول هو الأمن".
وأضاف أن تركيا لا تريد أن يعود الناس ويبقوا بالشارع، بل تبني لهم بيوتاً من خلال المساعدات التي تتلقاها منظمات المجتمع المدني وبدعم دولي، مشيراً إلى أنه سيتم تأسيس البنية التحتية والفوقية، وتأسيس الزراعة والصناعة والمناطق الصناعية، وتدابير إدارية لتوفير الدعم النفسي لدعمهم، وكلها جاهزة وستبدأ المرحلة لاحقاً.
وحول الفئة المستهدفة بالعودة الطوعية، بين أوك أن المستهدفين بالعودة الطوعية، هم "من يؤمن أنه لن ينسجم مع الحياة في تركيا، ومن يخطط لأن يكون مستقبله خارج البلاد، ومن يشعر بأنه يرغب بالعودة، ومن لديه حسرة لبلاده"، لافتاً أنه من المتوقع أن يكون عدد هؤلاء المستهدفين "مليوناً أو أكثر"، موضحاً بدأت العودة الطوعية ومستمرة، وعاد قرابة 500 ألف بشكل طوعي، وكل يوم هناك عودة.
وفيما يخص تعامل أنقرة مع ملف الهجرة، قال أوك إنه بعد تطورات الأوضاع الدولية تم إقرار القانون 6458 للتعامل مع مسألة الهجرة واللجوء ويشمل أحكام الحماية المؤقتة وقوانين متعلقة بالهجرة غير النظامية من قبل جميع الأحزاب في البرلمان.
ولفت أنه قبل إقرار القانون، كانت المعاملات تتم بقوانين مختلفة، وبعد 2011 ونتيجة الأزمة الإنسانية تغيرت لتكون وفق هذا القانون، مشيراً إلى أنه في عام 2013، تم إقرار القانون، وإضافة إلى القانون هناك تعليمات تنفيذية للهجرة المؤقتة، وأوراق استراتيجية.
وأردف: "يُقال عن السوريين إنهم لاجئون، ولكنهم ليسوا كذلك، صحيح أن هناك مصطلحا يُعرف اللاجئ في علم الاجتماع والهجرة الدولية، ولكن تركيا لديها قوانينها الداخلية"، موضحاً أن تركيا تعرف اللاجئ وفق اتفاقية 1951، واتفاقية نيويورك، ووفق القانون الصادر في 2013، وواضح في كل منها من هو اللاجئ، ومن هو المحمي.
وحول أعداد السوريين في تركيا، أشار إلى وجود 3 ملايين و762 ألف سوري، وأضاف كل الأجانب يتم الحصول على صورهم وبصمة أصابعهم وتوثيق ذلك في إدارة الهجرة من أجل الولادات والوفيات والمعاملات، ويتم توثيق كل شيء.
وبالنسبة لحصول السوريين على الحماية المؤقتة، قال أوك، "سياسة الدولة أن الحرب ستنتهي ويعود الاستقرار ويعود السوريون لبلادهم، وهم أصحاب تلك الأرض"، مبيناً أنه "ونظراً لرؤيتنا بعودتهم، كانت الحماية المؤقتة، ولكن مراعاة النظام العام والقوانين أمر مهم".
وفيما يتعلق بأعداد المجنسين أشار أوك إلى حصول قرابة 200 ألف سوري، على الجنسية التركية بتقدير من الدولة، مشيراً إلى أنه يجب الانسجام في المجتمع بالعمل والتأمين وتعلم اللغة والحصول على الخدمات والحياة اليومية، مشدداً على أنه "نطلب من السوريين تطوير اللغة التركية بما يناسب الحياة في المجتمع التركي، وهو أمر ضروري، ويجب عدم إهماله".
ولفت "تركيا دولة قانون ودستور، ويجب الابتعاد عن المخالفات والمخدرات والجرائم، والالتزام بالقوانين وهو أمر ضروري"، مشدداً على أنه "لا يوجد تنازل بهذا الخصوص، وكل من ارتكب جريمة مهما كانت جنسيته، وكانت له عقوبة سينالها، لا يوجد تساهل في هذا الأمر، ولا تفريق في الجنسية".
مزايا مقدمة للعائدين طوعياً إلى سوريا
وكانت الحكومة التركية قد أعدت، خطة لتشجيع مليون ونصف سوري للعودة من تركيا طوعياً، واضعةً عدداً من المزايا التشجيعية لترغيب أكبر عدد ممكن من السوريين للعودة قبل موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في حزيران من العام المقبل 2023.
الخطوات التركية لتشجيع عودة اللاجئين إلى سوريا، ستشمل بشكل أولي بناء 5 بلدات سكنية رئيسية في كل من الباب وجرابلس وإدلب وتل أبيض واعزاز وعفري ، بالإضافة إلى 5 بلدات سكنية أخرى.
وستحتوي كل بلدة سكنية على كامل الخدمات كالماء والكهرباء، والشوارع المنظمة، فضلاً عن الحدائق وألعاب الأطفال والمدارس والمستوصفات والمساجد والأسواق، موضحةً أنه سيتم بناء تلك القرى السكنية وفق نمط "توكي" المعروف في تركيا، بإشراف من منظمة آفاد والمجالس المحلية.
ونقلت مصادر عن مسؤولين أتراك قولهم إن العائدين سيحصلون على عدة مزايا تشجيعية أبرزها، السماح للعائدين بزيارة تركيا 4 مرات في العام الواحد، مع إبقاء بطاقة الحماية المؤقتة "الكملك" قيد التفعيل.
كما سيحصل كل عائد على منزل تتراوح مساحته ما بين 40-80 متراً، بحسب أفراد العائلة، مبينةً أن المنازل ستكون مجهزة ومفروشة بكل ما يلزم العائدين لممارسة حياتهم اليومية، مضيفةً أنهم سيحصلون على كرت مساعدات على غرار "كرت الهلال الأحمر"، الذي يتقاضى اللاجئون المساعدات من خلاله في تركيا.
وأضافت أن الأطفال سيستكملون تعليمهم في مدارس داخل البلدات السكنية بمنهاج تركي وبشهادة تركية، كما سيتم منح العائدين طوعياً دعماً لمشاريع سبل العيش والمشاريع الصناعية الصغيرة.
وفي وقتٍ سابق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد اجتماع حكومي: "نعمل على إنشاء 200 ألف - 250 ألف وحدة سكنية في 13 منطقة على الأراضي السورية بتمويل من المنظمات الإغاثية الدولية، وأردف "دراسات مؤسساتنا تظهر أن عدد اللاجئين المستعدين للعودة الطوعية إلى سوريا أكثر من مليون بكثير"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة سبقها مرحلة أولى تضمنت بناء 50 – 60 ألف وحدة سكنية.