إثر اختطاف مدنيين: توتر أمني في محافظة السويداء وتهديدات تطال ميليشيات النظام

تشهد محافظة السويداء منذ، أمس الأحد، حالة من التوتر إثر اختطاف مجموعة تابعة لشعبة مخابرات النظام العسكرية، والتي يتزعمها المدعو "راجي فلحوط" لثلاثة مدنيين بينهم اثنان من بلدة القريا.
وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" أن ميليشيا الفلحوط قامت باختطاف الشبان الثلاثة إثر خلافات شخصية بين قائدها وبين  المدعو سامر الحكيم  قائد قوة مكافحة الإرهاب.
وأضافت المصادر أن مجموعة محلية تطلق على نفسها اسم "غيارى القريا" أعلنت عن استنفار عناصرها وأعطت ميليشيا الفلحوط مهلة ساعة واحدة لإطلاق سراح أحد المختطفين من أبناء القرية ويدعى محمد العبد الله.
وأشارت المصادر إلى أن المجموعة هددت الفلحوط باستهداف منزله ببلدة عتيل بقذائف الهاون والأسلحة المتوسطة، كما طال التهديد مرؤوسيه في فرع الأمن العسكري بالسويداء والفروع التي تعمل معه.
ولفتت المصادر أن غيارى القريا حذرت المدنيين القاطنين بجوار منزل الفلحوط، بوجوب إخلاء بيوتهم حفاظاً على حياتهم ومنعاً لتعرضهم لأي نوع من أنواع العنف، في رسالة واضحة تشير إلى عزمهم استهداف منزله.
وبحسب المصادر فإن مجموعة الفلحوط نصبت، يوم أمس الأحد، حاجزاً على دوار الشاعر في بلدة عتيل، واختطفت طالباً جامعياً من آل الحكيم، ثم توجه مسلحون من المجموعة إلى سوق القمح في المدينة، وداهموا متجراً للمواطن محمد العبد الله، واختطفوه تحت تهديد السلاح مع المحامي مازن شقير الذي أطلق سراحه فيما بعد.
وكان الخلاف قد اندلع بين مجموعات الفلحوط وقوة مكافحة الإرهاب إثر قيام الأخيرة باختطاف شخصين من المحسوبين على مجموعة راجي فلحوط، وبث اعترافات لهما أنهما كانا يخططان لقتل سامر الحكيم متزعم "قوة مكافحة الإرهاب".
وفي التاسع من أيلول الجاري شهدت مدينة السويداء توتراً أمنياً نتيجة اعتقال راجي الفلحوط من قبل فرع أمن الدولة، ما دفع عناصره لإطلاق قذيفة آر بي جي وسط المدينة.
وهددت ميليشيا الفلحوط حينها بمهاجمة فرع أمن الدولة بالسويداء وأطلق عناصرها قذيفة انفجرت بالجو فوق مبنى الفرع والفوج 44 التابع لقوات النظام، ماا ضطر النظام السوري لإطلاق سراحه والإفراج عنه.

ماهي قوة مكافحة الإرهاب
قوة عسكرية تحتوي كتائب عسكرية وفرقة مهام خاصة ومهمتها ضبط الفوضى وحماية السويداء وأهلها من خطر الميليشيات الإرهابية بما فيها ميليشيات النظام وإيران وتنظيم داعش.
وبحسب المتحدث الإعلامي للقوة العسكرية فإن المهمة الأساسية للكيان العسكري الجديد هو محاربة العصابات الإرهابية وخاصة التي تحمل بطاقات أمنية من ميليشيات النظام وتقوم بممارسة الإرهاب بحق المدنيين في السويداء"، في إشارة لعصابات الخطف والقتل والمخدرات المدعومة من المخابرات العسكرية وحزب الله اللبناني في المنطقة.
وتعمل مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع حزب اللواء السوري المُنشأ حديثاً على أن يقوم الحزب بتمثيل الدور السياسي، بينما تتكفل "قوة مكافحة الإرهاب" بحماية المدينة وسكانها من العمليات الإرهابية بكل أنواعها وذلك وفق شروط تضمن عدم وجود انتهاكات تجاه المدنيين. بحسب تصريحات لرئيس حزب اللواء السوري "مالك أبو الخير".
يؤكد أبو الخير" وضعنا مجموعة من الشروط مقابل التنسيق المشترك مع (قوة مكافحة الإرهاب) وأولها عدم وجود أي انتهاك تجاه المدنيين ولا ممارسة اعتقالات تعسفية، والتأكيد على أن مهمتها حماية المعارضين والمطاردين من النظام وحماية حرية الرأي حتى لو هاجمنا وكان في مناطق سيطرتنا، وأن سلاحكم لحماية المدنيين وليس لإرهابهم بما فيهم الصحفيون باعتباركم المسؤولين عن حمايتهم"
كما اتفق الطرفان بحسب أبو الخيرعلى خضوع العسكريين في "قوة مكافحة الإرهاب" لدورات متعلقة بالقانون الدولي وكيفية التعامل مع المدنيين عبر مراكز أوروبية لتنسيق تلك الدورات، وذلك بهدف تأهيل تلك القوة وعناصرها لضمان حماية واحترام المدنيين وعدم وجود أي انتهاكات بكافة أنواعها.
وتعيش محافظة السويداء منذ عام 2011 حالة من الفلتان الأمني وارتفاع معدل جرائم الخطف والقتل بدعم مباشر من ميليشيات النظام لتلك العصابات خاصة بعد ضبط حالات عديدة أثبتت تلك الاتهامات، إضافة لتسهيل انتشار الميليشيات الإيرانية ودعمها وأبرزها "حزب الله" اللبناني الذي يتخذ المنطقة مركزا لتجارة المخدرات محلياً وخارجياً.