جولة جديدة من المفاوضات الكردية شمال شرق سوريا برعاية أمريكية

كشفت مصادر مقربة من أحزاب الوحدة الوطنية الكردية عن جولة جديدة مرتقبة خلال الأيام المقبلة لاستئناف المفاوضات مجدداً مع أحزاب المجلس الوطني الكردي برعاية أمريكية بهدف التوصل لاتفاق شامل قريباً.
وقالت مصادر مطلعة رفضت الكشف عن اسمها لـ"المجس" إن الأحزاب الكردية التقت، الاثنين الفائت، نائب وزير الخارجية الأميركي جوي هود وفريقه المعني بالملف السوري، من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة، بحثوا خلالها ملف الحوار الكردي وضرورة التوصل لاتفاق  بين الأحزاب الكردية المتناحرة.
وأضافت المصادر أنه من المتوقع استئناف المفاوضات مجدداً عبر جولة جديدة، مطلع شهر تشرين الأول المقبل، مشيرةً إلى أن المفاوضات لن تطول وأن الجانب الأميركي أبلغهم بفرض خطة جديدة للاتفاق في حال فشل الطرفان في التوصل إلى حلول.
وكانت السفارة الأمريكية في دمشق أعلنت، الثلاثاء الفائت، عبر صفحتها الرسمية أن جوي هود التقى بالأحزاب الكردية من أجل بناء حلول مشتركة للمشاكل في شمال شرقي سوريا.
وفي أواخر آب الفائت أعلن المجلس الوطني الكردي، أنه عقد لقاءً افتراضياً مع نائب المبعوث الأميركي ديفيد براونشتاين، جرى خلاله "تبادل وجهات النظر والرأي حول المستجدات الأخيرة وما جرى من انتهاكات بحق المجلس الوطني الكردي وسبل مواصلة المفاوضات". بحسب المجلس.
وقالت مصادر مقربة من المجلس الوطني أن نائب المبعوث الأميركي أكد خلال الاجتماع على الاتفاق مع مظلوم عبدي على وقف الانتهاكات والعمل على توفير أرضية مناسبة لاستئناف المفاوضات الكردية المتعثرة منذ أشهر.
وكانت قوى أمنية تابعة للإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا اعتقلت، في 17 تموز الفائت، أربعة أعضاء في "المجلس الوطني الكردي" وداهمت منازل آخرين .
وفي تقريرٍ سابق كشفت وكالة "المجس" أن عناصر من قسد اعتقلوا المدعو "عز الدين ملا" عضو مكتب الإعلام في الحزب الديمقراطي الكردستاني ، و"محمد دحام أيو" عضو الهيئة الاستشارية للحزب في القامشلي، بالإضافة إلى "محمد صالح أحمد شلال"، عضو لجنة المنطقة للحزب في مدينة المالكية.
وبحسب التقرير فإن حملة الاعتقالات المُنفذة تعتبر بمثابة تصعيد ضد المجلس الوطني الكردي، في محاولة لنسف المفاوضات الكردية، مضيفةً أن التيار المتشدد والذي يأتمر بأوامر حزب العمال الكردستاني هو الذي يقف خلفها.
وتزامنت الاعتقالات المذكورة مع اعتقالات أخرى نفذتها استخبارات قسد في مدينة عين العرب وأسفرت عن اعتقال "ويسي شيخي" القيادي في حزب يكيتي الكردستاني، أحد أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي.
فيما اعتقلت قوات الأسايش في نفس الشهر "فرمز عبد الكريم حجي عبدي" العضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني فرع سوريا من قرية "مزرا باني" في ريف المالكية، في حين لا يزال مصير عبد الغفار محمد، عضو اللجنة المنطقية للحزب، مجهولاً منذ اختطافه من قرابة شهر بريف المالكية.
وفي أواخر حزيران الفائت لقي عضو في المجلس الوطني الكردي نحبه، تحت التعذيب بعد مضي قرابة شهر على اعتقاله من قبل الاستخبارات العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في مدينة الحسكة.
هذا وسبق أن طالب المجلس الوطني الكردي في سوريا من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بتحمل مسؤولياتها حول حالات الاعتقال والاختطاف التي تقوم بها إلى جانب جهاز الاستخبارات التابعة لها، ومنع تكرار الأعمال الترهيبية بحق الشعب، ووضع حد نهائي لذلك، فيما تتكرر حوادث الاعتقال التعسفي بمناطق شمال وشرق البلاد
وفي وقت سابق طالب عضو الهيئة الرئاسية في المجلس الوطني الكردي وسكرتير حزب يكيتي الكردستاني سليمان أوسو، الجانب الأمريكي وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، بتحمل مسؤولياتهم إزاء انتهاكات حزب الاتحاد الديمقراطي المستمرة شمال شرق سوريا.
ووجه العضو في المجلس الوطني الكردي، اتهاماً لحزب الاتحاد الديمقراطي بإجهاض الحوار بين المكونات الكردية السورية، وذلك من خلال الانتهاكات التي يمارسها
وتسيطر الإدارة الذاتية على شمال وشرق سوريا، وتعتبر الذراع المدني لقوات سوريا الديمقراطية، والتي تنفذ بين الحين والآخر حملة اعتقالات تطال أعضاء من المجلس الوطني الكردي المقرب من سلطات إقليم كردستان.
ويتجلى الصراع الكردي في مناطق إقليم كردستان ومناطق سيطرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على" أحقية التمثيل الكردي"، وتهدف قسد في مناطق سيطرتها إلى جمع أكبر عدد ممكن من الأحزاب الكردية المتمرسة على القتال كحزب العمال الكردستاني، ويواجه إقليم كردستان العراق هذا التمدد، بإغلاق المعابر الحدودية مع مناطق الإدارة وفرض شروط صارمة على الداخلين والخارجين، بهدف الحد من نشاط حزب العمال الذي يتهم سلطات الإقليم بالتواطؤ مع تركيا وبيع القضية الكردية.

ذات صلة