صويلو في سوريا لتفقد "المشاريع السكنية" بمنطقة تل أبيض

أظهر مقطع فيديو مصور، وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو"، خلال زيارته إلى مدينة تل أبيض بريف الرقة على الحدود السورية التركية.
وبحسب المقطع الذي تم نشره، اليوم السبت، فإن صويلو تجول في المنطقة التي من المفترض أن تبنى فيها بيوت سكنية للسوريين، من قبل منظمة "آفاد" التركية في مدينة تل أبيض، واطلع على مجريات عملية البناء.
ووفقاً لوسائل الإعلام التركية، فإن زيارة صويلو تندرج في إطار المخططات التركية، لبناء مدن سكنية في شمال سوريا، بهدف إرجاع قرابة مليون ونصف المليون لاجئ سوري في تركيا، إلى بلادهم.
وكان صويلو قد تحدث في اجتماع سابق بالعاصمة التركية أنقرة، عن مشروع 100 ألف منزل طوب في إدلب، وقال إن عدد المنازل التي أُنشئت حتى الآن وصل إلى نحو 60 ألف منزل، في 259 نقطة بشمالي سوريا.
وأضاف أن "45 ألفا و903 من هذه المنازل أُنشئت في منطقة إدلب، ونحو 14 ألفا منها في منطقتي علميات درع الفرات بريف حلب، وغصن الزيتون بعفرين، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية.
وفي حوار صحفي أجرته وكالة الأناضول، مع المدير العام للاندماج في رئاسة إدارة الهجرة التركية "غوكشة أوك"، كشف الأخير أن تشجيع الناس للعودة الطوعية والاستقرار ببلادهم يتطلب أن تكون المنطقة آمنة مستقرة، وضمان أمن العائدين وكرامتهم، فالعامل الأول هو الأمن.
وأضاف أن تركيا لا تريد أن يعود الناس ويبقوا بالشارع، بل تبني لهم بيوتاً من خلال المساعدات التي تتلقاها منظمات المجتمع المدني وبدعم دولي، مشيراً إلى أنه سيتم تأسيس البنية التحتية والفوقية، وتأسيس الزراعة والصناعة والمناطق الصناعية، وتدابير إدارية لتوفير الدعم النفسي لدعمهم، وكلها جاهزة وستبدأ المرحلة لاحقاً.
وكانت الحكومة التركية قد أعدت، خطة لتشجيع مليون ونصف سوري للعودة من تركيا طوعياً، واضعةً عدداً من المزايا التشجيعية لترغيب أكبر عدد ممكن من السوريين للعودة قبل موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في حزيران من العام المقبل 2023.
الخطوات التركية لتشجيع عودة اللاجئين إلى سوريا، ستشمل بشكل أولي بناء 5 بلدات سكنية رئيسية في كل من الباب وجرابلس وإدلب وتل أبيض واعزاز وعفري ، بالإضافة إلى 5 بلدات سكنية أخرى.
وستحتوي كل بلدة سكنية على كامل الخدمات كالماء والكهرباء، والشوارع المنظمة، فضلاً عن الحدائق وألعاب الأطفال والمدارس والمستوصفات والمساجد والأسواق، موضحةً أنه سيتم بناء تلك القرى السكنية وفق نمط "توكي" المعروف في تركيا، بإشراف من منظمة آفاد والمجالس المحلية.
ونقلت مصادر عن مسؤولين أتراك قولهم إن العائدين سيحصلون على عدة مزايا تشجيعية أبرزها، السماح للعائدين بزيارة تركيا 4 مرات في العام الواحد، مع إبقاء بطاقة الحماية المؤقتة "الكملك" قيد التفعيل.
كما سيحصل كل عائد على منزل تتراوح مساحته ما بين 40-80 متراً، بحسب أفراد العائلة، مبينةً أن المنازل ستكون مجهزة ومفروشة بكل ما يلزم العائدين لممارسة حياتهم اليومية، مضيفةً أنهم سيحصلون على كرت مساعدات على غرار "كرت الهلال الأحمر"، الذي يتقاضى اللاجئون المساعدات من خلاله في تركيا.
وفي وقتٍ سابق قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد اجتماع حكومي: "نعمل على إنشاء 200 ألف - 250 ألف وحدة سكنية في 13 منطقة على الأراضي السورية بتمويل من المنظمات الإغاثية الدولية، وأردف "دراسات مؤسساتنا تظهر أن عدد اللاجئين المستعدين للعودة الطوعية إلى سوريا أكثر من مليون بكثير"، مشيراً إلى أن هذه الخطوة سبقها مرحلة أولى تضمنت بناء 50 – 60 ألف وحدة سكنية.
وسبق أن أجرى وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو" عدة زيارات إلى مناطق الشمال السوري، وذلك في إطار تفقد الوحدات السكنية التي يتم إنشاؤها والاطلاع على الواقع الخدمي والمعيشي في المنطقة.
وكثف المسؤولون الأتراك منذ مطلع العام الحالي 2022، من زياراتهم إلى مناطق شمال سوريا، تحت عدة مسميات منها الاطلاع على الواقع المعيش، وتفقد القوات، وآخرها زيارة وزير الداخلية التركي "سليمان صويلو" التي وصفت حينها بأنها تفقد لما وراء الحدود، بحسب وسائل إعلام تركية.
وتكررت في الآونة الأخيرة، الزيارات التركية الرسمية إلى مدن وقرى شمال سوريا، وآخرها مدينة الباب شمالي حلب، وسط غياب لافت لمسؤولي الحكومة المؤقتة.
وفي 28 كانون الثاني الفائت، أعلن المجلس المحلي في مدينة الباب بريف حلب، أن مسؤولين أتراكاً زاروا المدينة واطلعوا على واقعها لتقديم المساعدات، وأوضح المجلس في منشور له، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن نائبي والي ولاية غازي عنتاب التركي، "آنل الكال" و "براق آق أللر"، تجولا في المدينة واطلعا على مجريات العمل فيها.
وكان وزير الداخلية التركية، سليمان صويلو، قد زار المدينة الصناعية في بلدة الراعي بريف حلب، أواخر كانون الأول الفائت، في زيارة هي الخامسة إلى مناطق إدارة الحكومة المؤقتة شمال غربي سوريا.
ونشر صويلو عبر حسابه في موقع تويتر، صوراً تظهر اجتماعه مع عدد من التجار والصناعيين في المدينة الصناعية في بلدة الراعي، كما نشر صوراً خلال تجوله في المدينة الصناعية ومركز تنسيق المساعدات الإنسانية "آفاد".
صويلو تحدث خلال زيارته إلى الوفود التابعة للمجالس المحلية في المنطقة باللغة التركية، فضلاً عن مخاطبته العمال داخل إحدى المنشآت الصناعية باللغة التركية أيضاً، في مؤشر رآه البعض حينها، ترسيخاً لسياسة تتريك شمالي سوريا، واعتبارها جزءاً من الأراضي التركية، مستدلين بذلك على تصريحات سابقة لمسؤولين أتراك، ومن ضمنهم صويلو صنفوا فيها سُكان شمالي سوريا والعراق بأنهم يعيشون ضمن مناطق الميثاق الملي.
ويُضاف إلى ذلك تجول صويلو بشكل منفرد في مدينة الراعي والنقاط التي زارها، دون أن يرافقه أي مسؤول من الحكومة المؤقتة، سواء رئيس الحكومة "عبد الرحمن مصطفى"، أو وزير الاقتصاد "عبد الحكيم المصري"، في مشهد بات متكرراً، حيث اكتفى بلقاء مسؤولين من المجالس المحلية، في دلالة أيضاً على أن صويلو بات يعتبر زيارته إلى مناطق شمالي سوريا بمثابة زيارة إلى مناطق داخلية تتبع لتركيا، وله بداخلها سلطة قانونية كأي ولاية من الولايات التركية.