شمال سوريا: توقف المعارك واستمرار حرب البيانات

أصدر الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني السوري المعارض أمس الأربعاء بياناً، هاجم فيه هيئة تحرير الشام، معتبراً أنها لعبت دوراَ سلبياً في الثورة السورية، وحاولت إظهار عدوانها على مناطق سيطرته على أنها مطلب شعبي في سبيل حفظ الثورة.
وقال "الفيلق" في البيان "بعد اندماج مجموعة من الفصائل الثورية ضمن الفيلق الثالث، بدأ الفيلق سعيه الحثيث في سبيل تعزيز استقرار المنطقة والدفاع عنها في مواجهة جميع الأخطار والتهديدات بالتشارك في جميع الواجبات مع بقية المكونات في الجيش الوطني"، معتبرا أن من وصفها بـ"أيادي البغاة" لعبت دورا سلبيا في "تحريك كل أدواتها لهدم الفيلق الثالث وإعاقة تقدمه وضرب تماسكه، وبذلت عبر أزلامها جهوداً لتحريض مجموعات من الفرقة 32 على الانشقاق من الفيلق الثالث، متجاوزين كل العهود والمواثيق".
وأضاف أنه تم "التعامل مع الذين أرادوا الانشقاق من قبل الفيلق الثالث بجهود الحوار وإرادة الصلح واستثمار جهود العلماء في منع الفتنة والتشظي، ولكن المجموعات المنشقة عرقلت سبل الحل وتعنتت برأيها"، بحسب البيان، مشيراً إلى حصول "اتفاق على تكليف اللجنة الوطنية للإصلاح للبت في قضية المنشقين والحقوق المتعلقة بها، فأصدرت قرارها النهائي، الذي رفضه المنشقون رفضاً قاطعاً دون مبررات منطقية، مستندين على ما وعدوا به من مساندة البغاة".
وقال إن قوة عسكرية من "الفيلق الثالث تحركت لتطبيق القرار" مما أزعج تحرير الشام وهو الأمر الذي كانت تنتظره لانتهاز والتدخل السافر لفرض وصايتها على المناطق المحررة ودفعها لإرسال أرتال إلى منطقة غصن الزيتون بحجة الدفاع عن المنشقين".
وشدد على أن السبب الذي دفع "الفيلق" للموافقة على الوساطات والمبادرات هو "حفظ الاستقرار في المنطقة والاستعداد للمعركة المرتقبة مع التنظيمات الانفصالية المدعومة من النظام"
وأكد وعلى "أنه لن يتوانى عن الدفاع عن المنطقة ضد أي تهديد وأنه سيضرب بيد من حديد على أيدي العابثين بأمن المنطقة ولن يجد الأعداء منه إلا البأس والشدة، مشيراً إلى أن أيديه ممدودة لكل تشكيلات الجيش الوطني للعمل معاً.
وساطة وسطوة تركية أنهت الخلاف
وأول أمس الثلاثاء، عقدت المخابرات التركية، اجتماعات مكثفة مع قادة الفيلق الثالث والقطاع الشرقي لأحرار الشام "الفرقة 32" من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، وذلك لتثبيت اتفاق جديد يُنهي حالة الاقتتال والتوتر السائدة في مناطق النفوذ التركي، شمال سوريا.
وقالت مصادر عسكرية معارضة لـ "وكالة المجس" إن فصيل الجبهة الشامية المنضوي ضمن الفيلق الثالث توصل إلى اتفاق مع فصيل أحرار الشام لوقف الاقتتال بين الطرفين وإطلاق سراح الأسرى، وعودة كل الأمور إلى ما كانت عليه قبل الاشتباكات، وانسحاب هيئة تحرير الشام من منطقة غصن الزيتون، وذلك بمساعي تركية.
ولفتت المصادر إلى أن الجانب التركي اجتمع مع قادة من الفيلق الثالث ضمن منطقة "حور كلس" داخل الأراضي التركية، بالتزامن مع اجتماع ضم هيئة تحرير الشام وقيادات من حركة أحرار الشام داخل الأراضي التركية عند الجهة المقابلة لمنطقة معبر أطمة العسكري شمال محافظة إدلب.
الاجتماعات تكللت بالاتفاق على الإفراج عن جميع الأسرى لدى الجبهة الشامية وأحرار الشام بشكل فوري، حيث يوجد قرابة نحو 40 أسيراً بين الطرفين، من بينهم الشرعي "أبو دجانة الكردي"، بدأ الإفراج عنهم عُقب الاجتماع بإشراف تركي، فيما تعهد الجانب التركي بمنع تقدم هيئة تحرير الشام إلى مدينة عفرين مجدداً، وإخراجها من منطقة غصن الزيتون وإعادة مناطق السيطرة إلى ما كانت عليه سابقاً.
وأشارت إلى أن تركيا اشترطت خلال الاجتماع على الفيلق الثالث، إسقاط مرجعية اللجنة الوطنية للإصلاح في حل الخلافات والاقتتال بين الفصائل، موضحةً أن المرجعية الجديدة أمست بيد ضباط من الجيش والمخابرات التركية.
اقتتال عفرين
وكانت اشتباكات قد اندلعت بين الفيلق الثالث،  والفرقة 32 "أحرار الشام القطاع الشرقي"، السبت الفائت، بعد هجوم شنه عناصر الفيلق على مقار الفرقة في قرى الواش ودوير الهوى وقعر كلبين واشدود وبرعان وباروزة وتل بطال وعبلة بريف الباب.
وعلى إثره أدخلت هيئة تحرير الشام دخلت، ليل السبت، أرتال عسكرية تابعة لها إلى منطقة عفرين، بالاتفاق مع حركة أحرار الشام الإسلامية، وذلك لمساندة القطاع الشرقي التابع للأحرار، في معاركه ضد الفيلق الثالث، الذي تعتبر الجبهة الشامية وجيش الإسلام أبرز مكوناته.
وفي وقتٍ سابق وقعت هيئة تحرير الشام والفيلق الثالث اتفاقاً يقضي بانسحاب الهيئة من منطقة عفرين شمال حلب إلى مقراتها في إدلب، مقابل تسليم المقرات لهيئة ثائرون التي تضم فصائل من الجيش الوطني، وذلك بعد اشتباكات عنيفة شملت معظم مناطق ريف حلب، كما نص الاتفاق على انسحاب الفيلق الثالث، من مقرات القطاع الشرقي لحركة أحرار الشام "الفرقة 32" بريف حلب، وتسليم تلك المقرات لفصائل "هيئة ثائرون"، تمهيداً لعودة عناصر الفرقة الذين باشروا بالفعل أمس العودة لمقراتهم، في عولان وعبلة وتل بطال، تنفيذاً للاتفاق المُبرم.

ذات صلة