توسع الاغتيالات وأعمال الشغب: قسد تحاصر مخيم الهول

فرضت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" حصاراً على قسم المهاجرات في مخيم الهول، والذي يحوي عائلات من تنظيم الدولة شرقي الحسكة، على خلفية توسع الاغتيالات وأعمال الشغب التي طالت أجزاءً من المخيم.
وقالت مصادر مطلعة لـ"وكالة المجس" إن قسد منعت منذ أيام، دخول الثلج والخضراوات القطاع الخاص بقسم المهاجرات، كما منعت نساء عناصر التنظيم داخل القطاع من استلام الحوالات المالية.
وأضافت المصادر أن قوى الأمن التابعة لقسد، منعت قاطني القسم من الخروج منه بشكل نهائي، كما فرضت عدة إجراءات أمنية تتمثل بإرغام القاطنين على البقاء في الخيام، تحت طائلة السجن للمخالفين.
ولفتت أن الإجراءات المشددة لقسد، جاءت على خلفية أعمال شغب واحتجاجات لبعض نساء عناصر التنظيم بسبب اعتقال مجموعات قسد سيدة من الجنسية الروسية من القطاع الخاص.
وأشارت إلى أن السيدة التي قسد نقلت السيدة بعد اعتقالها إلى ما يعرف بالسجن الأحمر الواقع على أطراف المخيم، حيث خرجت عدد من النسوة داخل القطاع بمظاهرات للإفراج عنها وإعادتها إلى قسم المهاجرات.
وفي أواخر آذار الفائت  منعت قوات سوريا الديمقراطية، المنظمات الإنسانية العاملة في مناطق سيطرتها، من دخول مخيم الهول في محافظة الحسكة وذلك على إثر هروب امرأتين من نساء مقاتلي تنظيم الدولة، وسط اتهامات لموظفي المنظمات بالتورط في عملية التهريب.
وكانت قيادة أمن المخيم، المسؤولة بشكل مباشر عن الوضع الأمني العام للمخيم، أصدرت قراراً بحظر دخول المنظمات الإنسانية والدولية والموظفين التابعين لها إلى المخيم، مشيرةً إلى أن الإدارة سمحت بشكل خاص للهلال الأحمر الكردي ومنظمة "مار يعقوب" التابعة للإدارة الذاتية بالدخول إلى المخيم.
وبحسب مصادر من قسد فإن التحقيقات مع صديقات ومقربات من الهاربتين، أثبتت ضلوع عاملي المنظمات الإنسانية والدولية في عملية التهريب، مبينةً أن عمال أجانب داخل المنظمات ساعدوا امرأة تحمل الجنسية العراقية، وأخرى تحمل الجنسية المغربية على الهرب من داخل المخيم تحت غطاء إحدى المنظمات.
وفي مطلع شباط الفائت، عززت قوات سوريا الديمقراطية حراستها في محيط مخيم الهول حيث عملت على رفع السواتر في محيط المخيم بالإضافة لإيقاف الحوالات المالية القادمة لعوائل التنظيم في المخيم، وذلك ضمن الإجراءات الأمنية المشددة التي تبعت هجوم عناصر التنظيم على سجن الصناعة بمدينة الحسكة.
تواصل عمليات الاغتيال
وفي سياقٍ متصل، تواصلت عمليات الاغتيال داخل مخيم الهول، حيث عثرت قوى الأمن الداخلي "الأسايش"، الخميس، على جثة امرأة مقتولة وأخرى مُصابة بطلقات نارية ضمن القطاع السادس من مخيم الهول، الذي يضم عوائل من تنظيم الدولة شرق محافظة الحسكة.
وقالت المصادر إن المرأة المقتولة تحمل الجنسية السورية، وكانت زوجة لأحد عناصر التنظيم، فيما تم نقل المرأة المصابة إلى أحد المشافي ضمن مدينة الحسكة، دون معرفة وضعها الصحي ، وسط حالة من الاستنفار والتشديد الأمني في المخيم.
ويوم الأربعاء، عثرت الأسايش على جثة الشابة "هاجر العلي" مقتولة بطلق ناري في الرأس داخل ملعب القطاع الثالث من مخيم الهول شرق محافظة الحسكة، حيث تُتهم خلايا تنظيم الدولة بالوقوف وراء تلك العمليات.
وبحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن إدارة المخيم، فإن 18 شخصاً قُتلوا ضمن أقسام مخيم الهول، الذي يضم عوائل من تنظيم "داعش"، معظمهم من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين، وغالبيتهم من النساء.
ويعتبر مخيم الهول من أكبر المخيمات التي تحوي نساء وأطفال عناصر تنظيم الدولة الذين يصل عددهم إلى نحو 11 ألف شخص بحسب إدارة المخيم، مضيفةً أن كامل مجموع قاطنيه يصل إلى أكثر من 65 ألف شخص، موزعين في 13 ألف خيمة، بينهم أكثر من 40 ألف طفل، وبحسب آخر إحصائية لإدارة مخيم الهول فإن العدد المتبقي داخل المخيم بلغ15700 عائلة بعدد 58800 شخص، في حين بلغ عدد العائلات الخارجة من المخيم نحو 1350 عائلة بعدد 4600 شخص معظمهم من النساء والأطفال.

ذات صلة