عبدالله الثاني يتهم ميليشيات إيران بتهريب المخدرات من سوريا ويدعو لناتو عربي

اتهم الملك الأردني "عبد الله الثاني"، الميليشيات الشيعية المتواجدة على حدود بلاده مع سوريا، بتهريب المخدرات والأسلحة، مرجعاً ذلك إلى تراجع نفوذ روسيا في سوريا بسبب انشغالها في الحرب الأوكرانية.
وقال الملك الأردني في مقابلة مع قناة "CNBC" الأمريكية، بُثت مقتطفات منها، إن بلاده تنظر إلى الوجود الروسي في سوريا كعنصر إيجابي ومصدر استقرار، إلا أنه منذ بدء الصراع في أوكرانيا قل حجم الوجود الروسي في سوريا.
وأضاف أنه من وجهة نظر أردنية، لقد شكل الوجود الروسي عامل تهدئة، مشيراً إلى أن طول الحرب في أوكرانيا، قد يطيل الفترة المطلوبة لتعافي الأردن، مضيفا أنه "كلما امتد هذا الصراع زاد عدم الاستقرار الذي سنواجهه بسبب تحديات متعلقة بالسلع".
ونوه إلى اللقاءات الأخيرة التي عقدها مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الأردن ومع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء زيارته لمصر ومع الملك حمد بن عيسى خلال زيارته للبحرين، قائلاً: "نعقد هذه اللقاءات لبحث كيفية مساعدة بعضنا البعض، وهذا قد يكون توجهاً مختلفاً عن المرات السابقة بالنسبة لدول المنطقة، وهو ما نحتاجه لخدمة شعوبنا.
وشدد على أن المشاريع الإقليمية توفر الفرص للجميع "لكن إذا كانت إحدى الدول تواجه التحديات، فإن ذلك سيعطل هذه المشاريع، وأردف " لذا آمل أن ما سنراه في عام 2022 هو هذا التوجه الجديد في المنطقة نحو التواصل والعمل مع بعضنا البعض بشكل أكبر".
ودعا عبد الله الثاني في مقابلته، إلى تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط، على غرار حلف شمال الأطلسي "الناتو"، تشترك فيه ما وصفها بـ"الدول التي تمتلك نفس التفكير"، مشدداً على أنه سيدعم هذا التحالف.
ولفت إلى أن رؤية مثل هذا التحالف العسكري “يجب أن تكون واضحة جداً، ودوره يجب أن يكون محدداً بشكل جيد، وإلا سيكون مربكاً للجميع.
وكان الملك الأردني قد حذر في وقتٍ سابق من الفراغ الذي تخلفه روسيا في سوريا، مشيرا إلى أن إيران ستملأ هذا الفراغ، وقال في لقاء مع برنامج "باتل غراوندز" العسكري، الذي يقدمه الجنرال الأميركي المتقاعد "هربرت ماكماستر"، إن ملء إيران ووكلائها الفراغ الذي تخلفه روسيا في سوريا قد يؤدي إلى مشاكل على طول الحدود الأردنية.
وأضاف أن الوجود الروسي في جنوب سوريا كان مصدر تهدئة، ولكن مع انشغال موسكو في أوكرانيا، فإن الأردن يتوقع تصعيداً في المشاكل على الحدود، مشيراً إلى جهود بعض الدول العربية في التواصل مع طهران قائلاً: "نحن بالطبع نريد أن يكون الجميع جزءاً من انطلاقة جديدة للشرق الأوسط والتقدم للأمام، لكن لدينا تحديات أمنية"
تصريحات الملك الأردني، سبقها بساعات اتهام رسمي من الجيش الأردني لـ "قوات غير منضبطة" في جيش النظام السوري وأجهزته الأمنية بدعم مهربي المخدرات، قائلاً إن حدود الأردن مع سوريا باتت ضمن أخطر حدود المملكة حالياً.
وقال مدير مديرية أمن الحدود في الجيش الأردني، العميد "أحمد هاشم خليفات"، إن "قوات غير منضبطة من جيش النظام السوري تتعاون مع مهربي المخدرات وعصاباتهم التي أصبحت منظمة ومدعومة منها ومن أجهزتها الأمنية، بالإضافة لميليشيات حزب الله وإيران المنتشرة في الجنوب السوري والتي تقوم بأعمال التهريب على الحدود.
وأضاف أنه منذ بداية العام الجاري وحتى مطلع الشهر الحالي، ارتفعت كميات المخدرات التي ضبطتها قوات حرس الحدود على الواجهة الشمالية إلى أكثر من 19 مليون حبة كبتاغون مخدرة، ونحو نصف مليون كف حشيش، و5 أكياس حبوب مخدرات، في حين بلغت الكميات المضبوطة عبر الوجهة الحدودية ذاتها العام الماضي نحو 14 مليون حبة كبتاغون و15 ألف كف حشيش.
وأشار إلى تزايد عمليات التهريب والتسلل عبر الحدود، بسبب نقص تمويل ميليشيات حزب الله وإيران، مؤكداً على أن هذه الميليشيات هي التي تصنع الحبوب المخدرة لتهريبها بوسائل مختلفة عبر الحدود الأردنية، للحصول على المال في ظل نقص تمويلها الخارجي.
وفي نيسان الفائت كشفت مصادر عسكرية أردنية رفيعة المستوى، عن وجود نحو 160 جماعة تعمل في جنوبي سوريا بتهريب المخدرات إلى المملكة، مشيرةً إلى أن المناوشات بين الجيش الأردني وتجار المخدرات ازدادت وتيرتها مؤخراً بسبب عمليات ضبط المخدرات التي نفذتها القوات المسلحة على الحدود.
وقال العميد في المخابرات الأردنية عمر الرداد إن "صراع مراكز القوى في أوساط القيادة العسكرية والأمنية في سوريا، بما فيها صراعات مرجعية الولاءات الإيرانية الروسية، تقف وراء استهداف الأردن بعمليات تهريب المخدرات"، مشيراً إلى أن عمليات التهريب عبر الحدود ازدادت بعد سيطرة النظام السوري على محافظة درعا.
وأوضح أن بعض تلك الأوساط غير راضية عن التقارب الأردني مع النظام السوري، بما في ذلك اتفاق الطاقة مع لبنان وفتح الحدود والمعابر مشيراً إلى أن أغلب تلك الاتفاقيات تم إنجازها بوساطة موسكو وليس من بوابة إيران.
وتشهد الحدود الأردنية مع سوريا منذ أشهر، زيادة ملحوظة في عمليات تهريب المخدرات، وسط إعلانات متكررة من الجيش الأردني عن إحباطه عدة محاولات تهريب، بالإضافة لقتل عدد من المهربين على الحدود الأردنية-السورية.

ذات صلة