شمال غرب سوريا: تصعيد متبادل بين المعارضة وقوات النظام السوري

أعلنت فصائل المعارضة السورية، فجر اليوم السبت، إفشالها محاولة تقدم لقوات النظام على جبهات القتال في منطقة سهل الغاب شمال غربي سوريا، وسط قصف متواصل من النظام السوري طال عدة مناطق سورية أبرزها ريف حلب الغربي.
وقال مصدر عسكري لـ"وكالة المجس"، إن مجموعات تابعة لـ "جيش النصر" التابع للجبهة الوطنية للتحرير تمكنت، فجر اليوم، من صد محاولة تقدم لقوات النظام من محوري بلدة العمقية، وبلدة الفطاطرة ضمن منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي.
وأضاف المصدر أن عنصرين من قوات النظام قُتلا وأُصيب آخرون جميعهم يتبعون للفرقة السادسة في جيش النظام السوري والتي تعتبر من الفرق المدعومة من روسيا في سوريا، وذلك إثر استهدافهم بقذائف المدفعية أثناء انسحابهم من جبهة الفطاطرة شمال غربي حماة.
من جانبه اتهم مركز المصالحة الروسي، ليل الجمعة، مجموعات تابعة لهيئة تحرير الشام، بالتصعيد وقصف مواقع قوات النظام السوري في إدلب 12 مرة خلال الـ24 ساعة الماضية.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن نائب رئيس مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية "يفغيني غيراسيموف" في مؤتمر صحافي، إنه "خلال اليوم الأخير، سجلت في منطقة إدلب لخفض التصعيد 12 حالة قصف من قبل جماعة تحرير الشام"، مضيفاً تم تسجيل خمس عمليات قصف في محافظة حلب، وأربع في محافظة إدلب واثنتين في محافظة اللاذقية وواحدة في محافظة حماة.
وكان فصيل جيش النصر التابع للجبهة الوطنية للتحرير، نفذ السبت الفائت، عملية تسلل على مواقع قوات النظام في جبهات سهل الغاب شمال غربي حماة، وتسبب الهجوم بمقتل عدد من عناصر النظام بينهم ضابط.
وقال فصيل "جيش النصر" إن العملية تأتي في إطار الرد على الخروق اليومية ومقتل عدد من مقاتلي الفصائل مؤخراً في جبهات جنوب وشرقي إدلب.
فيما أكدت مصادر عسكرية من الجيش لـ"المجس" أن عدداً من المقاتلين في الفصيل، تمكنوا من التسلل إلى موقع عسكري لقوات النظام في محور الفطاطرة بجبهات سهل الغاب، واشتبكوا معه موقعين 6 عناصر بينهم ضابط برتبة ملازم أول في عداد القتلى.
وأشارت المصادر إلى أن العملية تُعتبر انتقاماً من النظام، لقتله عدداً من مقاتلي الفصائل في محوري فليفل جنوب إدلب وسراقب شرق إدلب خلال اليومين الماضيين، مبينةً أن الموقع المستهدف بالعملية يتبع لـ "الكتيبة 35" التابعة للفرقة السادسة في جيش النظام.
قصف مكثف غرب حلب وإدلب
وفي ذات السياق، كثفت قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية من قصفها المدفعي والصاروخي منذ أول أمس الخميس على قرى وبلدات ريف حلب الغربي، وذلك بالتزامن مع حصاد المواسم الزراعية في المنطقة.
وبينت مصادر محلية في حديث لـ"المجس" أن قوات النظام والمليشيات الإيرانية المتمركزة في في الفوج 46 غرب حلب، استهدفت بأكثر من 150 قذيفة مدفعية وصاروخية قرى وبلدات "كفر تعال، كفر عمة، تقاد، تديل" التابعة لمدينة الأتارب، مشيرةً إلى وجود خسائر مادية كبيرة نتيجة القصف.
وشددت المصادر على أن القصف تزامن مع بدء حصاد المدنيين مواسمهم الزراعية في تلك المناطق، مشيرةً إلى أن قوات النظام ومليشيات إيران، تعمدت اختيار التصعيد في هذا التوقيت، وذلك لزيادة المعاناة الاقتصادية للسكان، ومنعهم من الاستفادة من مواسمهم الزراعية.
وفي إدلب، شهدت كلاً من "كفر عويد، سفوهن، الرويحة، فليفل، الفطيرة" في منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، قصفاً مماثلاً طال الأراضي الزراعية، وسط تحليق مستمر لطائرات الاستطلاع الروسية في سماء المنطقة.
وتشهد مناطق شمال غرب سوريا، خروقاً مستمرة من النظام السوري وحليفه الروسي، تتمثل بقصف جوي ومدفعي يستهدف العديد من القرى والبلدات في منطقة جبل الزاوية والمناطق المحيطة بها، في استفزاز واضح لفصائل المعارضة المسلحة، وخرق فاضح لاتفاق خفض التصعيد المبرم بين روسيا وتركيا.
 

ذات صلة