أزمة لجوء في هولندا ومقترحات لنقل اللاجئين إلى جزر الكاريبي

انتقدت رئيسة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في هولندا "أندريا فونكمان"، الوضع غير الإنساني بمركز تقديم طلبات اللجوء في "تير آبل"، مشيرةً إلى أن الظروف داخل المركز غير مقبولة.
وجاء انتقاد المسؤولة الأممية، بالتزامن مع تصاعد أزمة اللجوء في هولندا، حيث تشير عدة تقارير إلى أن الأمور وصلت حد نوم بعض طالبي اللجوء على الكراسي ووضع آخرين في خيام، وسط اقتراحات بإغلاق نظام اللجوء وتشديد مراقبة الحدود ومناقشة إرسال اللاجئين إلى جرز الكاريبي أو الاعتماد على دولة ثالثة كما حصل في بريطانيا والدنمارك.
ووصل خلال الأشهر الماضية آلاف طالبي اللجوء من عدة دول معظمهم من سوريا وأفغانستان وسط اكتظاظ في مراكز الإيواء أدى إلى تعطل إجراءات اللجوء في البلاد.
كما شهدت الأسابيع الماضية عدة إضرابات عن الطعام في مراكز الإيواء من قبل اللاجئين معظمهم من السوريين بسبب بطء إجراءات اللجوء وفترات الانتظار الطويلة في مراكز إيواء اشتكى عدد من اللاجئين من سوء الخدمة فيها.
إغلاق نظام اللجوء
بدوره دعا "روبن بريكيلمانز" النائب في البرلمان الهولندي عن إلى اتخاذ إجراءات للحد من تدفق طالبي اللجوء، وقال "يجب على مجلس الوزراء تكثيف الرقابة على الحدود"، مشيراً إلى إنه إذا لم ينخفض تدفق طالبي اللجوء، فقد يكون من الضروري وقف اللجوء مؤقتاً.
وأضاف "يدخل نحو ألف شخص هولندا كل أسبوع، هذا يعني أننا بحاجة إلى مركز أو مركزين جديدين لطالبي اللجوء كل أسبوع"، محذراً من أنه "لا يوجد مكان لذلك في هولندا".
وأشار بريكيلمان إلى أنه من أجل كبح أزمة اللجوء الحالية "يجب تشديد الرقابة على الحدود، حتى عشرين كيلومتراً في هولندا حيث يمكن اعتقال أي شخص يصل وإعادته إلى بلجيكا وألمانيا.. لقد فعلنا ذلك في عام 2015، الآن بعد أن أصبحنا في وضع أزمة وطنية، علينا أيضاً أن ننظر في مثل هذه الإجراءات".
سيناريو رواندا
من جانبها واصلت الأحزاب اليمينية المتطرفة ممارسة ضغوطها للحد من طالبي اللجوء في البلاد حيث طالب رئيس حزب "JA21" اليميني بترحيل طالبي اللجوء القادمين من البلدان الآمنة إلى الجزء الكاريبي من المملكة الهولندية مثل جزر "كوراساو وأوروبا وسينت مارتن".
وقدم رئيس الحزب يوس إيردمان الاقتراح تماشياً مع سياسة الدنمارك والمملكة المتحدة، اللتين تريدان نقل إجراءات اللجوء إلى رواندا.
ونقلت وسائل إعلام هولندية قوله إن "هذا التغيير في سياسة اللجوء لدينا سيكون له تأثير بالحد من وصول القادمين من الدول الآمنة إلى هولندا"، معتبراً أن تلك خطوة أولى نحو نقل إجراءات اللجوء بالكامل إلى البلدان الشريكة.
وبناء على اتفاق "الائتلاف الحكومي"، فإن الحكومة تعتزم السعي إلى "شراكات الهجرة مع دول ثالثة" للسيطرة على تدفقات الهجرة.
وإلى جانب حزب JA21 وحزب الحرية اليميني "PVV"، فإن الحزب الحاكم "VVD" هو أيضاً يؤيد إبرام اتفاقات على نمط الاتفاقات التي تم إبرامها بين الدنمارك والمملكة المتحدة ورواندا.
أوضاع صعبة
وكانت المسؤولة الأممية "أندريا فونكمان" قد قالت أن المشكلة هي نتيجة سنوات من "التفكير قصير المدى"، مشيرةً إلى أن عدد الأشخاص الذين يصلون الآن ليس أكثر بكثير مما كان عليه قبل تفشي الجائحة.
وأوضحت فونكمان، أن المشكلة الأكبر لطالبي اللجوء هي أنهم لا يستطيعون الانتقال إلى مراكز إيواء اللاجئين المؤقتة لعدم وجود منازل كافية للحاصلين على تصاريح الإقامة.
ودعت المسؤولة الأممية، السلطات الهولندية إلى فصل طالبي اللجوء الذين لديهم فرصة كبيرة في البقاء في هولندا عن الآخرين، مؤكدة أن "نظام الحجرة في البلاد يحتاج إلى التغيير بكامله".
وكان مركز تقديم طلبات اللجوء في مدينة تير آبل شمال هولندا الأكثر اكتظاظاً وصل حد إقامة خيم تؤوي طالبي اللجوء بشكل مؤقت مع إرسال المئات منهم إلى مراكز إيواء مؤقت في صالات رياضية أو مبانٍ غير مسكونة سابقا.
ويقطن أكثر من 40 ألف لاجئ حصلوا على إقامات اللجوء في المخيمات الدائمة، وهذا ما فاقم الأزمة حيث ترفض البلديات تأمين سكن لهم، ويمنح القانون الهولندي للبلديات حرية قبول إسكان اللاجئين أو الرفض، وناشدت الحكومة أكثر من مرة رؤساء البلديات لتأمين مراكز إيواء للاجئين.
وكانت بلدية "آيندهوفن" قد رفضت استقبال لاجئين في قاعة رياضية جهزتها للأوكرانيين ويقول المتحدث باسم البلدية "سنغلق De Tinnegieter في 27 يونيو كمأوى طارئ للأزمات، لن يكون لدينا بعد ذلك ملاجئ طارئة، هناك 41 منزلا متنقلا سيتم وضعها الآن في موقع Asdonck لمدة خمس سنوات لاستقبال 240 لاجئا أوكرانيا".
ويضيف أنها لن تستخدم لطالبي اللجوء من البلدان الأخرى "هذه الشاليهات مخصصة للمأوى في حالات الطوارئ وليس للمأوى في حالة الأزمات".
الصليب الأحمر يحذر
من جانبه حذر الصليب الأحمر الهولندي من الوضع غير الإنساني الذي لا يمكن تحمله بخصوص طالبي اللجوء الذين ينامون في خيام في تير آبيل، وقالت منظمة الإغاثة إنها ستقوم بإزالة 50 خيمة تم نصبها قبل أسبوع في ساحة انتظار السيارات التابعة للوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA) في تير آبل في غضون أيام قليلة.
وقالت الناطقة باسم الصليب الأحمر إيريس فان دينسي: "الخيام لا تسهم في تحسين وضع هؤلاء الأشخاص"، مبررة إزالتها بأن القائمين على مركز استقبال اللاجئين لم يقدموا الماء والطعام لقاطني الخيم، مشيرةً إلى أنه "لم يعد بإمكاننا ضمان سلامة عمال الإغاثة لدينا"، مضيفةً "هذا مقر COA وهم مسؤولون عن الغذاء والماء والأمن، لا يمكننا العمل بهذا الشكل ونريد رعاية الناس".
ودعت الحكومة وجميع السلطات المسؤولة إلى التوصل إلى حل، مشددةً على أن "إقامة الخيام في مركز طالبي اللجوء ليست من المهام الفعلية للمنظمة".