تحسباً لعملية تركية: الإدارة الذاتية تُعلن حالة الطوارئ شمال شرق سوريا

أعلنت الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، اليوم الأربعاء، حالة الطوارئ في مناطق سيطرتها وذلك تحسباً للتهديدات التي تتعرض لها من قبل تركيا، واحتمالية شن الأخيرة عمل عسكري على مناطق سيطرتها.
وقالت الإدارة في بيانٍ لها، إنها أوعزت كافة المجالس والهيئات والمؤسسات التابعة لها، لإعداد خطط الطوارئ من أجل مواجهة التحديات والتهديدات.
وشددت على ضرورة وضع كل الإمكانات في خدمة حماية الشعب من أي هجوم عدواني على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وأعطت الأولوية في مشاريعها الحالية لمواجهة هذه التهديدات.
وأشار البيان إلى أن إعلان حالة الطوارئ العامة، يأتي “بناء على مقتضيات المصلحة العامة”، ونظراً لما تتعرض له المنطقة من تهديدات بعملية عسكرية تركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية، الجناح العسكري للإدارة.
ويأتي إعلان حالة الطوارئ بعد زيارة وفد من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة إلى مدينة عين العرب شرقي حلب، تزامناً مع تصاعد التهديدات التركية بقرب شن عملية عسكرية في شمالي سوريا.
الوفد المذكور وبحسب مصادر محلية، ضم ممثلين عن الشؤون العسكرية والمدنية، وجال مدينة عين العرب، ثم التقى هيئات ومؤسسات الإدارة الذاتية في عين العرب.
وكانت القوات الأميركية قد انسحبت عام 2019 من قواعدها في ريف عين العرب، لتقوم القوات الروسية وقوات النظام بالانتشار عوضاً عنها في المنطقة، بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية.
إعلان حالة الطوارئ يتزامن مع تصاعد حدة التصريحات التركية المتوعدة بشن عمل عسكري ضد مناطق سيطرة قسد شمالي سوريا، ويترافق مع إرسال أنقرة والجيش الوطني السوري المعارض، تعزيزات عسكرية ضخمة إلى خطوط التماس مع قسد في منطقتي تل رفعت ومنبج شمالي سوريا.
وقالت صحيفة صباح التركية في تقرير لها، إن القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري أكملوا استعداداتهم، بانتظار أمر من أنقرة لبدء العملية العسكرية، مشيرةً إلى أن الهدف الرئيسي من الهجوم على منبج هو بلدة "كاراكوزاك" التي كانت تضم مقبرة سليمان شاه جد مؤسس السلطنة العثمانية.
وأشارت إلى أن  الخطة التركية تشمل السيطرة على سد تشرين، مبينةً أن السيطرة عليه ستؤدي إلى حل مشكلة المياه والكهرباء في منطقة درع الفرات.
تخبط سياسي وميداني
ومع ازدياد التهديدات التركية لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" بشن عمل عسكري على مناطق سيطرتها في شمال وشرق سوريا، بدا واضحاً التخبط السياسي الذي تعاني منه قسد وجناحها المدني مسد، من جهة الحفاظ على العلاقات السياسية مع كافة الأطراف وحشد الدعم اللازم لها، لردع التهديدات التركية.
وعقب الحديث المتزايد عن علاقة الإدارة الذاتية بالنظام السوري وحزب العمال الكردستاني، اضطرت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية "إلهام أحمد"، إلى شرح طبيعة العلاقة التي تربط الأكراد بالنظام في دمشق وحزب العمال وذلك عبر مشاركتها في ندوة أقامها مركز القدس للدراسات.
وعللت أحمد علاقة الإدارة بكافة الأطراف في سوريا بالقول "الإدارة الذاتية تدير في مناطق شمال شرقي سوريا ملفاً في غاية التعقيد، وهو العلاقة مع القوى الدولية والتوازن بينهم"، وأردفت "توجد على هذه الجغرافية السورية الضيقة كل من روسيا والولايات المتحدة الأميركية وقوات سلطة دمشق".
وأضافت "لدينا تواصل مع مختلف القوى الموجودة ونسعى لخلق توازن بين هذه القوى، ونرى أنها ضرورية حتى نحافظ على استقرار المنطقة وعدم تعرضها لأي هجوم ولمنع احتكاك هذه القوى".
وقبل أيام أعلنت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أنها تتناقش مع النظام السوري، من أجل توسيع تفاهم حماية الحدود، الذي تم التوصل إليه في عام 2019، عقب عملية نبع السلام التركية.
وكشف نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في “لإدارة الذاتية "بدران جيا كرد" في تصريحات صحفية، السبت، عن وجود تفاهم مع دمشق على حماية الحدود، مؤكداً أن الإدارة ستناقش توسيعه لردع أي هجوم تركي محتمل.
وأضاف جيا كرد أن هناك تفاهماً على حماية الحدود منذ عام 2019، والآن يتم النقاش بوساطة روسية، لتوسيع ذلك التفاهم بما يخدم مصلحة المنطقة والاستقرار فيها.
وعملت روسيا والنظام السوري منذ بدء التهديدات التركية بشن عمل عسكري، في مناطق شمال سوريا، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، على استغلال التخوف الكردي، في إقناع قسد بضرورة تسليم مناطقها للنظام ودمج قواتها ضمن قوات الجيش التابعة للنظام.