انشقاقات في الدفاع الوطني بالمنطقة الشرقية والوجهة قسد

شهدت مناطق دير الزور والرقة الواقعة تحت سيطرة النظام وميليشياته في الأشهر الأخيرة عشرات الحالات من الانشقاقات الفردية والجماعية، لعناصر الميليشيات وعلى رأسها الدفاع الوطني، وفرارهم باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

 

وفي دير الزور التي تشهد أكبر حالات الانشقاق فر 21 عنصراً من ميليشيا الدفاع الوطني من مناطق سيطرة النظام السوري إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية قسد، وذلك في قرية الدوير بريف البوكمال.

 

وقالت مصادر خاصة في دير الزور إن العناصر فروا من مناطق سيطرة النظام مصطحبين معهم أسلحتهم الفردية والخفيفة ، وعبروا إلى مناطق سيطرة قسد عبر نهر الفرات الذي يمتلك قنوات مائية مخصصة لتهريب النفط وباتت حالياً معبراً لتهريب المنشقين عن ميليشيات النظام.

 

وأضافت المصادر أن دوريات تابعة للأمن العسكري في دير الزور نفذت عمليات دهم واعتقال في قرية الدوير أسفرت عن اعتقال مختار القرية وعدد من الأهالي، فيما يبدو أنه وسيلة ضغط يتبعها النظام السوري لإجبار الأهالي على التوسط لدى الفارين لإعادة الأسلحة أو دفع ثمنها.

 

الانشقاقات امتدت لتشمل كافة الميليشيات

 

ولا تقتصر علميات الفرار والانشقاق على مليشيا “الدفاع الوطني” فحسب، بل شملت  العناصر المحلية المرتبطة بالمليشيات الإيرانية أيضاً.، حيث سُجل في مطلع الشهر الجاري فرار مجموعة مؤلفة من سبعة عناصر من اللواء 47 التابع للحرس الثوري الإيراني بمدينة البوكمال، باتجاه مناطق “قسد” بعد تأمين هروبهم عن طريق بعض المهربين.

 

وفي نيسان الفائت انشق قرابة 25 مقاتلاً من الدفاع الوطني في مدينة دير الزور، والتزم البعض منازلهم وتعرضوا للاعتقال لاحقاً، بينما توجه قسم آخر نحو مناطق سيطرة ميليشا قسد.

 

وفي نهاية آيار الفائت سُجل انشقاق 5 عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني في بلدة الخريطة بريف دير الزور الغربي، وسلكوا المعابر النهرية في الفرات باتجاه مناطق قسد.

 

وفي مطلع آذار انشقت مجموعة من المقاتلين عن مليشيا القاطرجي التابعة للنظام السوري في شرق البلاد ، جميعهم من أبناء مدينة الرقة، حيث جرت  العملية بعد التنسيق بين افراد المجموعة المنشقة وعناصر من قسد.

 

واحتجزت قسد العناصر المنشقة بعد وصولها إلى مناطق سيطرتها في ريف الرقة، لمدة  يوم واحد، قبل أن تفرج عنهم مقابل تعهدهم بعدم العودة إلى مناطق سيطرة قوات النظام بحسب مصادر خاصة.

 

وأضافت المصادر أن المجموعة المنشقة كانت تحتوي  قيادي ميداني من قوات القاطرجي،  وانشقت بأسلحتها في بلدة الهيشة في ريف الرقة وأرجعت أسباب الانشقاق بسبب زجهم على الجبهات مع تنظيم الدولة.

 

وبينت المصادر ان الشرطة العسكرية التابعة لقوات النظام أقامت حواجز ودوريات لها في محيط قرية البوحمد والشرية وزور شمر في ريف الرقة الشرقي الخاضع لسيطرة قوات النظام، بهدف شن حملة دهم تستهدف منازل العناصر المنشقين.

 

وأرسلت قوات النظام تعزيزات عسكرية من الدفاع الوطني وفيلق العشائر تضم 30 عربة عسكرية، إلى بلدة صفيان جنوب غرب الرقة، والتي تعتبر منطقة عبور بين مناطق النظام وقسد وذلك بسبب ازدياد عمليات الانشقاق وتخوف قوات النظام من هروب عناصر آخرين، بعد انباء عن نية عناصر آخرين الفرار نحو مناطق قسد.

 

وتأتي عمليات الانشقاق التي تشهدها ميليشيات النظام في المنطقة الشرقية، مع تكثيف الهجمات التي تستهدف عناصر هذه الميليشيات في المنطقة. وكانت مجموعة من عناصر النظام انشقت وفرت إلى مناطق سيطرة قسد قبل أشهر، نتيجة سوء المعاملة وقلة الموارد التي تقدم لهم، إضافة لتردي الوضع الأمني وحالات الاغتيال التي تستهدف عناصر النظام في المنطقة.

 

وشهدت بلدة التبني بريف دير الزور الغربي مطلع العام الجاري، انشقاق سبعة عناصر من ميليشيا جيش العشائر بينهم قيادي ميداني وتوجههم إلى مناطق سيطرة قسد برفقة أسحلتهم.

 

وسبق أن شهدت مناطق في ريف الرقة والريف الغربي، عمليات انشقاق لعناصر من فيلق العشائر والدفاع الوطني وميليشيات أخرى تابعة لقوات النظام السوري، وهروبهم إلى مناطق سيطرة قسد بسبب زجهم على الجبهات المشتعلة التي يشن فيها تنظيم الدولة هجمات مكثفة ويستهدف فيها الأرتال والتعزيزات في البادية السورية، فضلاُ عن سوء أوضاعهم مقارنة مع عناصر بقية الميليشيات.