الحشد الشعبي يُنفذ اعتقالات طالت عناصر من الدفاع الوطني في دير الزور

شهدت مناطق انتشار ميليشيا الحشد الشعبي يوم أمس، الاثنين 28 حزيران، استنفاراً امنياً لعناصر الميليشيات تخلله حملات اعتقال طالت عدداً من الأهالي في المناطق التي يسيطرون عليها.

وقالت مصادر خاصة لـ"وكالة المجس" إن عناصر تابعون للحشد الشعبي العراقي، نفذوا حملة اعتقالات في بلدة الهري الواقعة على الحدود السورية العراقية، أسفرت عن اعتقال عدد من الشبان المدنيين فضلاً عن اعتقال عناصر من الدفاع الوطني التابع للنظام السوري.

وأضافت المصادر أن ميليشيا الحشد الشعبي وجهن عدداً من المتهم من ضمنها تُهم أمنية تتعلق بتحركات عناصر الميليشيات داخل البلدة.

وبينت المصادر أن ميليشيا الحشد اتهمت 13 شاباً من ضمنهم عناصر في الدفاع الوطني بالتجسس على تحركات عناصرها، وتصوير مقاطع مصورة لتحركاتهم، وإرسالها لقوات التحالف الدولي، ما أسفر عن تعرضهم لغارات جوية أمريكية يوم أمس أسفرت عن مقتل 5 عناصر وجرح آخرين بعضهم في حالة خطرة.

وأكدت المصادر نقل الميليشيات الشيعية الشبان المعتقلين إلى المركز الأمني التابع لقيادة الحرس الثوري الإيراني في مدينة البوكمال للتحقيق معهم كما تمت مصادرة هواتفهم المحمولة وسط مخاوف من تصفيتهم بتُهمة التخابر مع الأمريكيين.

ويأتي التصعيد من جانب الميليشيات الإيرانية ضد الأهالي في مناطق سيطرتها على خلفية تعرض مواقع تابعة لها بريف دير الزور ومناطق أخرى داخل الحدود العراقية ليل الأحد، لسلسلة ضربات جوية نفذتها مقاتلات حربية أمريكية، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير مقرات تتبع للميليشيات.

واستهدفت الغارات الأمريكية عدة مواقع ومخازن أسلحة تابعة للميليشيات الإيرانية في منطقة الحميضة قرب البوكمال شرق دير الزور وخلفت الغارات مقتل ما لا يقل عن 5 عناصر

وجاء القصف الأمريكي بحسب وزارة الدفاع الأمريكية، رداً على هجمات بطائرات من دون طيار شنتها تلك الفصائل على أفراد ومنشآت أمريكية في العراق.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن الجيش الأمريكي بتوجيه من الرئيس جو بايدن شن غارات جوية دفاعية دقيقة على منشآت تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا.

في حين تعرضت القواعد العسكرية التابعة للتحالف الدولي في حقل العمر النفطي بريف دير الزور يوم أمس، الاثنين 28حزيران، لقصف صاروخي مصدره الميليشيات الإيرانية المتمركزة في مدينة الميادين، رداً على الغارات الأمريكية التي استهدفت مواقعها، بالقرب من مدينة البوكمال القريبة من الحدود السورية - العراقية.

وتسيطر الميليشيات الإيرانية التابعة لقيادة الحرس الثوري، على أجزاء كبيرة من مدينتي البوكمال والميادين ما جعلها عرضةً للقصف المتكرر من طائرات التحالف الدولي وسلاح الجو الإسرائيلي.

صراع الميليشيات الإيرانية والدفاع الوطني بدير الزور

لا تعتبر حادثة الاعتقال التي نفذها عناصر من ميليشيا الحشد الشعبي بحق عناصر الدفاع الوطني الأولى من نوعها في محافظة دير الزور والتي تخضع لسيطرة مشتركة من قبل الميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري.

وتعتبر محافظة دير الزور عموماً والمناطق الحدودية مع العراق على وجه الخصوص ساحة مفتوحة للتنافس بين الميليشيات التي تتلقى دعمها من إيران واللجان الشعبية التابعة للنظام السوري والتي تتلقى الدعم من الجانب الروسي.

وفي  كل خلاف روسي إيراني يطفو على السطح في منطقة دير الزور، تنخرط الميليشيات الإيرانية وقوات الدفاع الوطني في حرب مفتوحة بينهما تنتهي غالباً بتوافق روسي إيراني وعدد من القتلى والجرحى بين الطرفين.

واعتقلت ميليشيا الحرس الثوري الإيراني مطلع حزيران الجاري  عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام في مدينة الميادين، بتهمة الإتجار بالأسلحة لصالح قوات سوريا الديمقراطية قسد.

حيث داهمت ميليشيا الحرس الثوري مقرين للدفاع الوطني في مدينة الميادين شرقي دير الزور واعتقلت 4 عناصر، لتندلع على إثرها بسبب امتناع الدفاع الوطني عن تسليم العناصر.

وشهد أواخر شهر شباط الفائت اشتباكات وصفت بالعنيفة بين عناصر ميليشيا الدفاع الوطني وعناصر من الحرس الثوري الإيراني، في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور شرقي سوريا، على خلفية  محاولة عناصر الفوج 47 التابع للحرس الثوري اغتيال قيادي في الدفاع الوطني بمنطقة دوار المصرية بالمدينة.

وأدت الاشتباكات حينها إلى إصابة أربعة عناصر من الحرس الثوري وعنصر واحد من ميليشيا الدفاع الوطني بالإضافة لإصابة مدني بعدة طلقات نارية نتيجة الاشتباك، تلاه استقدام الحرس الثوري تعزيزات عسكرية من قرية السكرية التي تعتبر خزاناً للميليشيا الإيرانية في المحافظة، ما تسبب بتجدد الاشتباكات.

وفي بداية شباط الفائت شهدت مدينة التبني في ريف دير الزور الغربي مقتل عنصر من ميليشيا زينبيون التابعة للميليشيات الإيرانية وإصابة عنصرين من ميليشيا الدفاع الوطني  جراء تبادل لإطلاق النار شمالي البلدة، بسبب خلافات بين العناصر حول تقاسم السيطرة على الحواجز المنتشرة على ضفاف نهر الفرات.

وتشهد مناطق ريف دير الزور الشرقي توتراً دائماً بين الميليشيات الإيرانية والدفاع الوطني في ظل الصراع الدائر على تقاسم النفوذ والسلطة ضمن المدن والقرى التي تشهد انتشاراً مشتركاً، ويتجلى الصراع الدائر غالباً تسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين الطرفين.