تصعيدات عسكرية وتعزيزات ضخمة وبوادر حرب تلوح في الأفق، هذا ما سيطر على المشهد السوري منذ أيام، وشهد اليوم تطورات عسكرية على كافة الأرض السورية يمكن أن نجملها بالتقرير التالي ..
على صعيد قوات النظام وحلفائه ..
جددت قوات النظام وحليفتها الروسية خروقات وقف إطلاق النار، حيث صعدت من وتيرة القصف على مناطق شمالي سوريا واستهدفت اليوم تل "الشيخ تمام" في محيط قرية إبلين جنوبي إدلب حيث توجد فيها نقطة مراقبة تركية، كما استهدفت بقذائف المدفعية بلدتي بليون و معراتة ما أدى لإصابة أربعة أشخاص واشتعال مركز بيع للمحروقات، كما طال القصف الأراضي الزراعية وادى لنشوب الحرائق .
هذا وقد نشرت وزارة الدفاع الروسية تسجيلات لتدريبات مشتركة مع قوات النظام السوري على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، تحاكي هجوماً من البحرالمتوسط، واستخدمت خلال التدريبات المدافع المتوسطة على أهداف قادمة من البحر، كما تم اختبار استعداد العناصر البدني والعسكري والتكتيكات المختلفة بين الجيشين الذين يقاتلان بنفس الأسلحة بشكل مشترك.
وضمن استعداد قوات النظام وحلفائه لشن حملة تمشيط عسكرية في بادية حمص الشرقية تشمل شرق وجنوب السخنة والمحطة الحرارية الثالثة ،استقدمت قوات النظام وحليفها الروسي تعزيزات عسكرية ضخمة الى اطراف مطار تدمر العسكري،ضمت أكثر من 30 عربة عسكرية مزودة برشاشات ثقيلة 23 ملم بالإضافة لست عربات عسكرية "زيل" محملة بـ200 عنصر من الدفاع الوطني ومدافع هاون بأحجام مختلفة، كما استقدمت الميليشيات الإيرانية 12 عربة عسكرية مزودة بأسلحة ثقيلة وشاحنتي دعم لوجستي و110 عناصر عسكريين من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني من مطار التيفور العسكري الى المحطة الثالثة استعداداً للمشاركة إلى جانب الحرس الجمهوري والدفاع الوطني بعملية التمشيط لاستهداف خلايا تنظيم الدولة، في حين ستشارك القوات الروسية في العملية جواً، ولم يتم تحديد موعد العملية التي تسعى لتامين طريق تدمر دير الزور بعد.
وعلى مستوى الميلشيات الإيرانية فقد شهدت بلدة النيرب جنوب شرق حلب،وصول وفد إيراني رفيع المستوى ضم 9 جنرالات وخبراء عسكريين ومعممين "شيعة"،قام بزيارة لمقام السيدة زينب جنوبي دمشق بعد وصوله إلى مطار دمشق الدولي، ليتوجه بعدها الى النيرب وسط حراسة مشددة واستنفار امني في المدينة ونشر الحواجز في محيط مقرها الرئيسي فيها. فيما اشارت مصادر ان مهمة الوفد هي تغيير هيكلية القيادة العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في حلب.
وعمدت الميليشيات الإيرانية على نشر قواعد صواريخ على أطراف مدينة الميادين شرقي دير الزور على محورين، يمتد الأول والذي يتبع إلى ميليشيا "لواء أبو الفضل العباس" من قلعة الرحبة إلى منطقة مزار عين علي، أما المحور الثاني يبدأ من بعد مزار عين علي وصولاً إلى منطقة الدوير ويتبع لميليشيا "لواء الباقر" ، وتتلقى الميليشيات المنتشرة في المنطقة أوامرها من قائد الميليشيات الإيرانية "الحاج جواد" .
كما نشب حريق ضخم في حقول القمح شمالي بلدة دبسي فرح، امتد على مايزيد عن 220 دونم من الأراضي المزروعة بالقمح،كما أدت النيران لإصابة مدني بحروق من الدرجة الثالثة ،وأشارت أصابع الاتهام الى ميليشيا حزب الله العراقي بافتعال الحريق لوجود أحد مقراتهم على أطراف الطريق الذي بدأ منه الحريق.
وفي المنطقة الجنوبية شهدت بلدة عتمان في ريف درعا والخاضعة لسيطرة قوات النظام حملة مداهمات لليوم الثاني على التوالي ، حيث اعتقلت اليوم شاباً مع طفليه 15 و 14 عاماً، بعد اعتقالها يوم امس 11 شاباً من البلدة على خلفية اغتيال رئيس مجلس بلدية عتمان "فيصل عللوه".
وفي مدينة دمشق قتل مدني وأصيب عدة أشخاص آخرين في شجار بالاسلحة البيضاء اندلع على أحد طوابير الخبز في منطقة الدويلعة بريف دمشق، ولم تتمكن قوات النظام من القبض على الجاني الذي لاذ بالفرار حتى الآن.
وعلى صعيد قوات المعارضة المسلحة في الشمال السوري ..
أعلنت وزارة الدفاع التركية في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي في موقع "تويتر عن تحييد 6 إرهابيين من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" 2منهم في منطقة "درع الفرات" و 4 في منطقة "نبع السلام"، يأتي هذا بعد تصاعد أعمال العنف ومحاولات التسلل من جانب قوات "قسد" على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الشمال السوري .
كما شن أربعة مجهولين هجوم بالرصاص الحي استهدف حاجزاً لفرقة "الحمزة" في قرية "المقري" في ريف "الباب " شرقي حلب ، قتل على أثره عنصر من الحاجز أصيب أربعة أخرون.
هذا وقد قتل مدني وأصيب تسعة أخرون بجروح متفاوتة في انفجار عبوة ناسفة في السوق التجاري لمدينة الراعي شرق حلب،حيث تشهد المنطقة انفجارات مستمرة، كان آخرها قبل يومين في مدينة جرابلس .
وعلى صعيد قوات سوريا الديمقراطية " قسد" شرق سوريا ..
فقد شنت اليوم حملة مداهمة وحشية في مخيم الهول أدت لإعتقال 27 شخصاً مِن الأقسام الأول والثالث والخامس فيه، بينهم تسع نساء بعضهن حوامل ورجل مسن بتهمة تشكيل خلايا إرهابية وتهريب عائلات تنظيم الدولة ، وتم نقلهم إلى مركز الاستخبارات التابعة لـ"قسد" للتحقيق معهم، في ظل وجود أكثر مِن 20 اسماً مطلوباً في المخيم لم يُعتقلوا بعد.
كما قام مسعفون وجنود من القوات الاميركية في شهر أيار الماضي بتدريب عناصر من قوات "قسد" على الإسعافات الأولية لعناصر حرس حرس البنية التحتية البترولية الهامة (CPIG)التي تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" والقوات الأمريكية شمال شرقي سوريا ،في أكاديمية داخل قاعدة أربيل الجوية بالعراق وذلك حسب ما أعلنته القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في بيان لها اليوم ، حيث شملت التدريبات تعليم التدخلات والتقنيات المنقذة للحياة التي تركز على الجروح المؤلمة، و استخدام الضمادات الضاغطة وخياطة الجروح وغيرها.