المشهد السوري في 10.06.2021

تصعيد خطير في الشمال السوري ينبؤ بانهيار اتفاقية وقف التصعيد ومساعي دولية حثيثة في  مسار الأزمة السورية، واستعدادات ايرانية نأتي على تفصيلاتها في  التقرير التالي ..

في الشمال السوري .. 

تصعيد خطير شهدته المنطقة الشمالية بعد قيام قوات النظام بقصف مدفعي وصاروخي مكثف على بلدات "إبلين، والبارة، وسفوهن، وقوقفين، والفطيرة، والموزرة، وكفرعويد، ومجدليا" في ريف إدلب الجنوبي،كما استهدفت قرية الكندة في جسر الشغور قرب جبل الأكراد شمالي اللاذقية ، وتزامن القصف مع غارات بالصواريخ شنّتها طائرات حربية روسية على  بلدة مجدليا في جبل الزاوية، ما ادى الى  سقوط أكثر من 10 قتلى بينهم "أبو خالد الشامي" المتحدث العسكري باسم هيئة تحرير الشام و "أبو مصعب الحمصي" إداري مكتب العلاقات الإعلامية فيها والمسؤول عن التنسيق العسكري للإعلاميين، و"أبو تامر الحمصي" المتابع للشؤون الإدارية للوفود الصحفية في مكتب العلاقات الإعلامية في الهيئة،  كما أصيب عدد آخر بجروح بينهم اطفال في بلدة إبلين في جبل الزاوية جنوب إدلب، وادى التصعيد إلى حركة نزوح للمدنيين بعد استهداف المنطقة باكثر مِن 12 غارة جوية وأكثر مِن 100 قذيفة صاروخية ومدفعية

وقد ذكرت مصادر عسكرية ان روسيا استخدمت في قصفها قذائف مدفعية متطورة من نوع "كراسنوبول"، يتم توجيهها عبر طائرات الاستطلاع الروسية التي تقوم بالرصد والتحليق وقت القصف وتحقق إصابات دقيقة.

وفي رد لفصائل المعارضة والقوات التركية على القصف الذي طال  مناطق سيطرتها فقد استهدفت مطار منغ العسكري في ريف مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي بقذائف المدفعية الثقيلة ما ادى إلى إصابة 4 عناصر من الفرقة الثالثة ، كما استهدفت مواقع لقوات النظام في ريف إدلب الجنوبي.

 

وفي المنطقة الشرقية ..

بدأ النظام السوري بشن حملة عسكرية بالتشارك مع ميليشياته المحلية " الفيلق الخامس والدفاع الوطني" بدعم روسي ضد تنظيم الدولة  في بادية الرقة شمالي سوريا ، حيث شهدت المنطقة تحليقاً مكثفاً لطيران الاستطلاع الروسي انطلاقاً من بادية الرصافة وصولاً لمطار الطبقة غرب الرقة ، بالتزامن مع حملة تمشيط تستهدف  محيط تدمر والسخنة في وسط البادية، تأتي هذه التحركات بعد فقدان النظام من ايام اتصاله ب 12 عنصراً بينهم قادة في "الدفاع الوطني والفيلق الخامس".

استقدمت المليشيات الإيرانية في الميادين في ريف دير الزور تعزيزات عسكرية من  شاحنات تحوي ذخيرةَ أسلحةٍ متوسطةٍ وثقيلة بالإضافة إلى عناصر تمركزوا في  معمل الكونسروة في المدينة بالتزامن مع انتشار مكثف للدوريات العسكرية ، وقد سبق وصول التعزيزات اجتماع مغلق لقياديين من الحشد الشعبي وحزب الله العراقي مع قيادة الحرس الثوري في مقر الاخيرة في المدينة .

كما بدأت ميليشيا "حركة النجباء العراقية" بانشاء مركز مالية ومكتب انتساب جديدان لها في بلدة التبني في ريف  ديرالزور الغربي، حيث سيتم في  مبنى المالية توزيع الرواتب الشهرية عناصر الميليشيا المتواجدين بريف ديرالزور الغربي وريف الرقة الشرقي.

والجدير بالذكر أن حركة النجباء تمتلك مستودعات ذخائر و "حسينية شيعية" في مدينة التبني ضمن تحركاتها لإطلاق جناحها العسكري المحلي الذي سيحمل اسم "حركة النجباء السورية".

ومن جهة اخرى شنَّت قوات النظام السوري حملة اعتقالات في أحياء الظاهرية والجمعيات بمدينة تدمر بالتنسيق مع الفرقة الرابعة ر طالت عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني المدعومة روسياً بتهمة تجارة المخدرات والترويج للدعارة ، تاتي الحملة عقب شكاوي متعددة من الاهالي حول انتشار تجارة المخدرات وتعاطيها بين المراهقين بعد ان اتخذتها ميليشيات الدفاع الوطني  مهنة لها ،وعمل الأمن العسكري على نقل المعتقلين إلى فرع مخابرات الأمن العسكري في حي الجمعيات للتحقيق .

وفي المنطقة الجنوبية .. 

استقدم فرع المخابرات تعزيزات عسكرية من عربات عسكرية وسيارات دفع رباعي مثبت عليها مضادات إلى بلدتي المسيفرة والغارية الشرقية، وقامت بقطع الطرق المؤدية الى البلدة وعدة طرقات رئيسية كما عمدت إلى تفتيش السيارات المارة في البلدتين، كما قامت قوات النظام بوضع حاجز على دوار "الحمامة" عند المدخل الشرقي لمدينة درعا مع إيقاف السيارات وتفتيشها بشكل  كامل، وتأتي هذه التعزيزات العسكرية بعد محاولات اختطاف واغتيالات شهدتها المنطقة مؤخراً .

وعلى صعيد العلاقات السياسية الدولية .. 

في إطار إطلاق "مسار تشاوري ثلاثي" بين قطر وتركيا وروسيا عقب الاجتماع الذي ضم وزراء خارجيتهم في الدوحة في آذار الماضي  قال السفير القطري لدى موسكو"أحمد بن ناصر آل ثاني" إن غياب إيران عن "المسار الثلاثي" "لا يقلل من أهميتها فالجميع يعمل من أجل إنهاء مأساة السوريين وبين أن "آلية التشاور الجديدة بشأن تسوية الأزمة السورية تهدف لتعزيز التنسيق المشترك بين الدول من أجل مساعدة الشعب السوري".

وفي ذات السياق أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها عن مباحثات انعقدت برئاسة نائب وزير الخارجية التركي "سادات أونال" والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا "ميخائيل بوغدانوف" عن "تأكيد الالتزام بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها والترحيب بتطبيق الاتفاقيات المبرمة بين تركيا وروسيا بخصوص إيقاف الأعمال العسكرية في سوريا ومكافحة الإرهابيين الدوليين"، كما تناولت المباحثات التحضيرات ل "الاجتماع الدولي السادس عشر" في إطار مسار "أستانا" حول الشأن السوري.

كما تم عقد اجتماعات بين وفد يمثّل "الإدارة الذاتية" و لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي في العاصمة باريس، ناقشوا فيه ملف معتقلي تنظيم الدولة وعائلاتهم في المخيمات شرقي سوريا إضافة إلى ملف إعادة الإعمار وملفات أخرى ، حيث ذكرت لرئيسة المشتركة لمجلس الرقة المدني وعضو وفد "الإدارة الذاتية"" ليلى مصطفى" انه  "تم التركيز خلال الزيارة على الجوانب الخدمية المتطلبة في هذه المرحلة من جانب إعادة الإعمار وتلبية الاحتياجات الأساسية لأهالي وأبناء المنطقة، وإمكانية الوصول على المستوى المطلوب ليناسب تطلعاتهم في مستقبل سوريا".