قتلى وجرحى في قصف عفرين وقسد تتبرأ

شهدت مدينة عفرين الواقعة شمال سوريا والخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني المدعوم من أنقرة  أمس، السبت 12 حزيران، هجوماً صاروخياً عنيفاً استهدف أحد الأحياء السكنية وتبعه قصفٌ آخر استهدف أحد المشافي داخل عفرين.

 وقالت وزارة الدفاع التركية في بيانٍ لها إن إرهابيين في تنظيم "وحدات حماية الشعب" الكردية بمنطقة تل رفعت شنوا "هجوما دنيئا" على مدينة عفرين التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا، حيث قصفوا برشقات مدفعية وصاروخية مستشفى "الشفاء".

وأكدت الوزارة أن الهجوم أسفر عن مقتل 13 مدنياً وإصابة عشرات المدنيين بجروح متفاوتة بعضهم في حالة حرجة حيث تم نقل بعض الجرحى إلى المشافي المجاورة والتي تقع تحت سيطرة الجيش الوطني السوري.

وقالت مصادر خاصة في عفرين إن القذائف التي سقطت على مركز مدينة عفرين، أسفرت عن إصابة ثلاثة أعضاء من مركز الدفاع المدني، فضلاً عن وقوع أضرار كبيرة بمستشفى "الشفاء" جنوبي المدينة ، فيما عرف من الضحايا زينب شيخ داوود وابنها يوسف خوشان ، فيما أُصيب ثلاثة أطفال إخوة من عائلة العميري، ليث ولانا 4 سنوات وليان سنة ونصف.

فيما قالت طواقم الدفاع المدني السورية في المدينة إن القصف أصاب في البداية منطقة سكنية، ثم تلاه  قصف آخر بعد قليل استهدف مستشفى الشفاء في المنطقة.

 فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن من بين القتلى طبيباً و3 من موظفي المستشفى و3 نساء وطفلاً، إضافة إلى مقاتل من قوات المعارضة.

نفي واتهامات متبادلة

ورداً على الاتهامات التركية، نفت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي في سوريا،مسؤوليتها عن القصف الذي استهدف مستشفى مدني في مدينة عفرين أمس، السبت 12 من حزيران.

وقال المسؤول الإعلامي في قسد فرهاد شامي، عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، اليوم الأحد 13 من حزيران، إن وسائل الإعلام تداولت أخباراً عن قصف استهدف مستشفى مدني في عفرين، وأضاف أن قسد تنفي مسؤوليتها عن القصف، وطالب فرهاد وسائل الإعلام بالتحلي بالمصداقية في نقل الأخبار التي تتعلق بقوات قسد.

كما أدان قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم عبدي، عبر صفحته الشخصية في موقع فيسبوك، ما قال إنه استهداف القوات الروسية  لمدينة عفرين المكتظة بالسكان في اتهام واضح لروسيا بالوقوف وراء الهجمات.

وذكرت الدفاع التركية أنها أبلغت الجانب  الروسي بهجوم (ي ب ك) الدنيء الذي استهدف المدنيين الأبرياء بشكل مباشر، واستطردت بالقول "يجب أن يعلم الإرهابيون أعداء الإنسانية أنهم سيدفعون بالمثل ثمن هذه الهجمات".

فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان  إن القتلى والإصابات في عفرين سقطوا  جراء قصف للقوات الحكومة السورية على مدينة عفرين من مواقعها في الزيارة وابين شمال غربي حلب، ورجح المرصد ارتفاع عدد قتلى القصف الذي نفذته قوات الحكومة على مدينة عفرين نظراً لوجود أكثر من 23 جريح بعضهم في حالات خطرة ومن ضمنهم نساء وأطفال.

من جهته وفي راوية مختلفة عن الواقع بشكل تام قال النظام السوري عبر وكالة الأنباء الرسمية "سانا" إن الضحايا سقطوا جراء تبادل للاشتباكات بين القوات التركية وفصائل المعارضة المدعومة من أنقرة من جهة، وبين القوات الكردية من جهة أخرى.

تركيا ردت باستهداف مواقع القوت الكردية

قصفت القوات التركية بشكل مكثف وعنيف كل من قرى ابين واقبيه صوغانكه ووحشية وحربل ومحيط تل رفعت وسد الشهباء، وأماكن أخرى في منطقة الشهباء وناحية شيراوا ضمن مناطق نفوذ القوات الكردية، رداً على الهجوم الذي استهدف عفرين.

فيما توعدت فصائل تابعة للجيش الوطني السوري الميليشيات الكردية المتواجدة في محيط عفرين بالرد العنيف على القصف الذي استهدف عفرين في تبني واضح للجيش الوطني للرواية التركية حول مسؤولية قسد عن قصف المدينة.

فيما قالت مصادر خاصة إن الميليشيات الكردية قصفت مدينة عفرين رداً على استهداف القوات التركية لمدينة عين عيسى قبل يومين، ولاستخدام القصف كورقة ضغط على الأتراك لإجبارهم على إيقاف استهداف مدينة عين عيسى الاستراتيجية والتي تربط مناطق الإدارة الذاتية ببعضها فضلاً عن كونها عقدة ربط للتحكم بالطريق الدولي M4.

ويربط محللون بين التصعيد العسكري في إدلب وجبل الزاوية والتصعيد في عفرين، حيث يُعتقد أنها تسبق لقاء يجمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأطلقت تركيا  في 20 كانون الثاني 2018، عملية عسكرية تحت اسم “غصن الزيتون”، بهدف السيطرة على عفرين ومدن مجاورة لها، واستطاعت القوات التركية وفصائل الجيش الوطني من خلاها السيطرة على مدينة عفرين بعد انسحاب الميليشيات الكردية منها وانحيازها إلى تل رفعت.

وتتعرض عفرين منذ سيطرة فصائل المعارضة عليها لقصف متكرر من قبل قسد، فضلاً عن تفجيرات بسيارات ودراجات نارية مفخخة أودت بحياة عدد من المدنيين.

وفي شباط الماضي، أصيب 13 مدنياً بينهم ستة أطفال وثلاث نساء، بقصف استهدف أحياء سكنية في المدينة، وتخضع أغلبية مساحة ريف حلب الشمالي للفصائل المدعومة من تركيا، وتتم إدارتها عن طريق  المجالس المحلية المرتبطة بولايات تركية.