هجمات واعتقالات في درعا بعد انتخابات النظام

شنت قوات النظام السوري يوم أمس، السبت 12 حزيران، حملة اعتقالات طالت عدداً من المنازل في بلدة محجة بريف درعا الشمالي، وسط حالة من التوتر تسود البلدة بعد إعطاء الأهالي مهلة لقوات النظام للإفراج عن الشبان الذين قامت باعتقالهم.

وقالت مصادر خاصة في درعا إن قوات تابعة لفرع أمن الدولة داهمت ظهر أمس عدداً من المنازل في بلدة محجة بريف درعا الشمالي ونفذت حملة اعتقالات في صفوف المدنيين طالت عشرة شبان.

وأضافت المصادر أن من بين المعتقلين محمود المجاريش، وحامد الخطبة، وعماد الجهيم، وسليمان المجاريش، ومحمود فرحان المجاريش ومحمد العقدة.

وعقب الاعتقالات لوح الأهالي بالتصعيد العسكري والأمني ضد قوات النظام في البلدة في حال استمرار اعتقال الشبان ورفض النظام الإفراج عنهم ورافقه انتشار لعناصر النظام في محيط الحواجز والمفارز التابعة لهم هناك.

وبينت المصادر أن الاعتقالات جاءت على خلفية استهداف مجهولين حاجزاً أمنياً لقوات النظام السوري في ريف درعا الشمالي ليل، الجمعة.11 حزيران، وإلقاء قنبلة يدوية على  مفرزة أمن الدولة تبعه إطلاق نار من أسلحة خفيفة استهدف المفرزة.

وشهدت بلدة عتمان بريف درعا الأوسط، الأسبوع الفائت، حملة اعتقال ومداهمات نفذتها قوات تابعة لفرع الأمن العسكري طالت العديد من منازل المدنيين، تخللها إطلاق نار عشوائي من قبل عناصر الأمن العسكري، وأسفرت عن اعتقال 20 شخصاً على الأقل وإصابة مدني برصاص قوات النظام العشوائي.

وجاءت الاعتقالات في بلدة عتمان على خلفية اغتيال نفذه مجهولون استهدف  رئيس بلدية عتمان "فيصل عللوه" حيث تم استهدافه بعدة عيارات نارية بشكل مباشر ما أدى لمقتله على الفور، تلاه اقتحام منازل البلدة ليلاً واعتقال الأمن العسكري لـمدنيين واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

وعلى طريق السهوة - المسيفرة شرقي درعا انفجرت عبوة ناسفة، يوم الجمعة 11حزيران، قرب حاجز عسكري لقوات النظام السوري ، تبعها هجوم شنه مجهولون بالقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة على الحاجز، في حين أطلقت قوات النظام الرصاص بشكل عشوائي باتجاه بلدة السهوة، ما أسفر عن وقوع إصابتين من المدنيين.

وأذاعت قوات النظام عبر المساجد تعميماً يقضي بحظر تجول عام في بلدة السهوة، ومنعت خروج السيارات والدراجات النارية، بالتزامن مع وصول رتل عسكري من الفيلق الخامس المدعوم من قبل روسيا إلى السهوة، من مدينة بصرى الشام لفرض التهدئة.

وفي مدينة إنخل في ريف درعا الشمالي استهدف مسلحون مجهولون بالرصاص "زياد عزيز الريابي" المسؤول عن حماية المخبز الآلي في المدينة ما أدى لمقتله على الفور، وهو عنصر سابق في فصائل المعارضة ويحمل بطاقة صادرة عن فرع أمن الدولة.

تعزيزات عسكرية وتحذيرات من استهداف المحافظة

وكانت قوات النظام أرسلت تعزيزات إلى محافظة درعا تضمنت حوالي عشر سيارات دفع رباعي محملة بالعناصر والأسلحة المتوسطة، تزامناً مع اجتماع ضم جنرالات روس وممثلين عن لجنة درعا البلد وضباط في الأفرع الأمنية التابعة لقوات النظام، لبحث الوضع الأمني في محافظة درعا.

وحذر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض نصر في وقت سابق، من ارتكاب قوات النظام جرائم حرب في درعا عقب استقدامها تعزيزات عسكرية مساء الخميس. وقال في تغريدة له على موقع تويتر إن "الحشود العسكرية المتواصلة لقوات النظام باتجاه مناطق ريف درعا تنذر بارتكاب جرائم جديدة بالتزامن مع الجرائم المرتكبة في ريفي إدلب وحماة".

ووجهت محافظة درعا أثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة في سوريا ضربة موجعة للنظام السوري من خلال المظاهرات والحراك المدني والإضراب الذي نفذته معظم مدن وقرى المحافظة، و الذي اسقط محاولات النظام السوري في استعادة الشرعية وإظهار نفسه  وقد استعادة السيطرة الكاملة على البلاد والجنوب السوري، كما أفشلت محاولاته إظهار إقبال شعبي على التصويت في انتخابات محسومة النتائج سلفاً لصالحه

وشهدت مناطق كثيرة من المحافظة  عُقب الانتخابات توتراً أمنياً، بسبب التصرفات الانتقامية لعناصر قوات النظام بحق بعض المناطق، وعمليات الاغتيال التي استهدفت مدنيين ومعارضين للنظام. وتبع ذلك استهداف متكرر لدوريات عسكرية تابعة لنظام الأسد، وعناصر في الأجهزة الأمنية التابعة له..

ووفقاً لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد بلغت أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال في درعا والجنوب السوري  1105 هجمات وعمليات اغتيال بكافة الأساليب منذ حزيران 2019 وحتى حزيران 2021، فيما وصل عدد القتلى خلال الفترة ذاتها إلى 757، وهم: 217 مدنياً بينهم 13 مواطنة، و22 طفلاً، إضافة إلى 350 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها والمتعاونين مع قوات الأمن، و134 من مقاتلي الفصائل ممن أجروا "تسويات ومصالحات"، وباتوا في صفوف أجهزة النظام الأمنية. إضافة إلى 26 عنصراً من المليشيات التابعة لحزب الله والقوات الإيرانية، و31 عنصراً من الفيلق الخامس