عودة الاحتجاجات ضد قسد في دير الزور

تستمر الاحتجاجات الشعبية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية وإلغاء التجنيد الإجباري ومحاسبة المتورطين بعمليات فساد.

وأفادت مصادر خاصة بخروج مظاهرة في ريف دير الزور الشرقي الخاضع لسيطرة قوات قسد، اليوم، الاثنين 14 حزيران، للمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية ضد الفساد في المجالس المدنية التابعة للإدارة الذاتية.

حيث تجمع عشرات المتظاهرين في قرية جديد بكارة بريف ديرالزور الشرقي، ضد الإدارة الذاتية، وطالبوا بتوفير المحروقات والخبز، وتحسين الوضع الاقتصادي إضافة للاحتجاج ضد المجالس المدنية التابعة للإدارة.

وفي آذار الفائت نظم المعلمون في ريف دير الزور الشرقي وقفة احتجاجية طالبوا فيها بتأمين الخدمات ومساواة محافظة دير الزور ببقية مناطق سيطرة المليشيات الكردية.

وطالب معلمو الشعيطات شرق دير الزور بالخدمات ومساواة دير الزور ببقية المناطق الاخرى في الرواتب والخدمات والتوظيفات وغيرها".

وأضافوا أن الوقفة "تأتي  على خلفية تهميش الادارة الذاتية التابعة لـ"قسد" لديرالزور بالرغم من الوعود الكاذبة التي طالما رددها مسؤولون بالمليشيات الكردية دون تنفيذ.

وفي مطلع العام الجاري خرجت مظاهرات في مدينة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، رداً على قرارات الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا سوق معلمين للخدمة الإلزامية في صفوفها ، حيث تداولت شبكات محلية صوراً لطلاب يرفعون لافتات كتب عليها سلاح المعلم القلم، لا للتجنيد الإجباري ولا تسرقوا المعلمين منا.

واعتقلت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أربعة أشخاص في ريف دير الزور، بحملة مداهمات نفذتها في 16 من كانون الأول 2020، وذلك بعد مظاهرات ضدها شهدتها المنطقة.

وجاء في بيان صادر عن “تنسيقية الحراك الثوري في الشعيطات حينها، أن الاعتقالات طالت أربعة من أبناء عشيرة الشعيطات ممن شاركوا في الاحتجاجات السلمية،  وذلك عقب خروج مظاهرات سلمية لأبناء العشيرة للمطالبة بحقوقهم.

وكان الريف الشرقي لدير الزور شهد مظاهرات في كانون الأول تحت شعار “الخائفون لا يصنعون الحرية”، ردًا على ممارسات قسد، وبسبب تردي الأحوال المعيشية والأمنية.

وليست المرة الأولى التي تشن فيها “قسد” مداهمات وتعتقل خصوماً لها في ريف دير الزور، في إطار ماتسميه حملات لملاحقة خلايا تنظيم الدولة الإسلامية، خاصة في مدن وبلدات الشحيل والبصيرة وذبيان والحوايج  المناوئة لسياسات قسد.

وفي آب 2020 حاصرت ميليشيا قسد مناطق ذبيان والشحيل والحوايج وعدداُ من القرى شرقي دير الزور المعروفة بخط الجزيرة ومنطقة العكيدات، على خليفة اغتيال الشيخ مطشر الهفل، شيخ قبيلة العكيدات، ومنعت التجول والخروج من المنازل، ونشرت مزيداً من الحواجز في المنطقة عقب خروج مظاهرات، مناوئة لها،  في حين قالت قسد إنها أطلقت حملة تمشيط بين الشحيل والحوايج اللتين تعتبران معقلاً لخلايا تنظيم الدولة حسب وصفها.

احتجاجات منبج

وبعيداً عن مدينة دير الزور تشهد مناطق سيطرة ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية مظاهرات حاشدة ضد سياسات التجنيد التي تتبعها الميليشيا بحق الأهالي المتواجدين داخل مناطق سيطرتها والتي تستهدف بالدرجة الأولى العرب دون غيرهم من القوميات.

حيث شهدت مدينة منبج بريف حلب الشرقي والتي سيطرت عليها ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية عام 2016 بعد معارك طاحنة مع تنظيم داعش، حملة احتجاجات ضد الانتهاكات والممارسات القمعية التي ترتكبها قوات سوريا الديمقراطية ضد المدنيين المقيمين في المدينة.

حيث عمدت قسد في الآونة الأخيرة إلى رفع أسعار المحروقات والمشتقات النفطية في مناطق سيطرتها، وهو ما أثار حفيظة السكان المحليين بسبب  بيع قسد النفط للنظام السوري، فضلاً عن سياسة القمع والتجنيد الإجباري والتي كان لها الأثر الأكبر في اندلاع الاحتجاجات الشعبية في مدينة منبج  والتي خلفت قتلى وجرحى.

حيث أطلقت ميليشيا قسد مطلع الشهر الجاري الرصاص على محتجين في مدينة منبج خلال تظاهرة نددت بعمليات التجنيد الإجباري، وامتدت على إثر ذلك التظاهرات إلى عدة أحياء داخل المدينة وفي القرى التابعة لها لتشمل أحياء "المسرب وطريق الجزيرة و دوار اللمبة وحي الحزاونة" إضافة لقرى"الحية و أبو قلقل وجب حمزة وتشرين" في ريف المدينة، في حين جابهت قسد المتظاهرين بالرصاص وتمكنت من تفريقهم، وخلفت قتلى وعدة جرحى من المدنيين.

وفي إجراء عقابي فرضت قوات قسد حظراً للتجوال في المدينة ومنعت الخضار والمحروقات من دخول المدينة وأجبرت المحال التجارية على الإغلاق عقب تصاعد أعمال العنف والاحتجاجات، فيما سارع أهالي قرى أبو قلقل وتلعرش  وشويحة خزناوي وكافة القرى المحيطة بسد تشرين إلى قطع الطرقات المؤدية للمدينة تضامناً مع الحراك الشعبي.

واستطاع أهالي قرى الفارات والخطاف من طرد قوات قسد بعد مواجهات بين الطرفين، بالإضافة لإحراق مقر للوحدات الكردية في قرية الفارات، تزامناً مع تعزيزات لـ"قسد" في محيط منبج.

فيما أصدرت عدداً من العشائر العربية بيانات استنكار حملت فيها قسد مسؤولية ما يجري في مدينة منبج ومتوعدةً قسد بالهزيمة لتنتهي الأحداث في منيج باجتماع ضم قادة قسد مع وجهاء العشائر العربية، ألغت قسد خلاله التجنيد الإجباري ووعدت بتحسين الخدمات داخل المدينة ومحاسبة الفاسدين.